سبحان الله وبحمــــــــــــده سبحان الله العظــــــــيم
لو عندك مشكلة اتركها فى قسم المشكلات وسنعرضها ومعها الحل

الأكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

إحصائية المدونة

translation

free counters

Disqus for halalmashakel

إحصائيات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Ads 468x60px

المتابعون

Featured Posts



كيف يسود الحب والود بين أبنائك ؟؟
 ما هي نقاط العداء بين الأبناء؟ وكيف نستطيع أن نقتلعها من صدورهم، ونزرع مكانها أشجار الحب والوئام؟ أي كيف تجعل ابنك يطبع قبلة على وجنتي أخيه بدل أن يوجه إليه الضربات؟ 
الجواب: تستطيع أن تقتلع جذور التباغض والعداء من بين أبنائك إذا ما عملت بهذه الوصايا التالية:
أولاً: اعرف متى تطبع القبلة وتوزع الحب. جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الآخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((فهلاً واسيت بينهما؟)).
إذاً.. لا تنس في المرة القادمة التي تريد أن تقبل فيها أحد أبنائك، أو تضمه إلى صدرك، وتعطف عليه بالحب والحنان، لا تنس أن عليك أن تفعل ذلك في وقت لا يلحظك فيه أبناؤك الآخرون، وإلا.. فإن عليك أن تواسي بين أبنائك في توزيع القبلات، ويعني ذلك إذا قبلت أحد أبنائك في محضر إخوانه الصغار حينئذ لا بد أن تلتفت إليهم وتقبلهم أيضاً، وإن لم تفعل ـ بالخصوص إذا كنت تكثر من تقبيل أحد أبنائك دون إخوانه ـ فكن على علم أنك بعملك هذا تكون قد زرعت بذور الحسد وسقيت شجرة العدوان بينهم وقد أكد الاسلام على هذه المسألة الحساسة، وأعار لها انتباهاً ملحوظاً.
والمطلوب ـ في الحقيقة ـ إقامة العدل بين الأبناء سواء في توزيع القبلات أو في الرعاية والاهتمام بشكل عام.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((اعدلوا بين أولادكم، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف)).
وتحضرنا هنا بعض الأسئلة حول وضع الإخوة في الأسرة:ـ هل الأطفال الأصغر دائماً يحمون حماية زائدة؟
ـ وهل الأطفال الأكبر يجدون قبولاً أكبر أو أقل عندما يأتي أطفال آخرون؟
ـ وهل يكون المولود الأول مفضلاً دائماً؟
ـ وما مركز الابن الأخير والابن الوحيد؟
ـ كيف يكون موقع الابن الجميل والابن القبيح؟
ـ هل هناك تفاضل بين الأبناء وعلى أي أساس يقوم؟
ـ على أساس الجمال، أم على أساس التقوى والعمل الصالح؟
ـ وإذا كان هنالك من تفاضل.. كيف يجب أن يتم إشعار الأبناء به؟
يجيب على بعض هذه الأسئلة أحد الباحثين التربويين فيقول: ((عندما يولد الطفل الثاني، ويأخذ بالنمو والكبر ويدرك ما حوله، لا يجد الوالدين من حوله فحسب، بل يجد كذلك في الميدان أخاه الأكبر الذي سبقه في الميلاد، والذي يفوقه قوة ويكبر عنه جسماً ووزناً.
وكلما كبر أدرك أنه اصبح في مرتبة ثانوية في المعاملة تتضح له من الأمور الآتية: نعطي له اللعب القديمة بعد أن يكون أخوه قد استلمها جديدة واستعملها أمامه، ونعطي له كذلك ملابس أخيه القديمة بعد أن تصبح غير صالحة للاستعمال إلا قليلاً.
والذي يزيد الطين بلة، ميلاد طفل ثالث في الأسرة يصبح موضع رعاية جديدة من الوالدين، فيقل لذلك مقدار الرعاية التي كانت توجه إليه.
وهنا يأخذ الطفل الثاني ترتيباً جديداً بين الإخوة، ويصبح طفلاً أوسط. وإن مركز الطفل الأوسط لا يحسد عليه إذ إنه يكون مهاجماً من الأمام (عن طريق الأخ الأكبر) ومن الخلف (عن طريق الأخ الأصغر).
أما عن الطفل الأخير في الأسرة، فإن مركزه تحدده العوامل التالية نجد أولاً: أن هنالك اختلافاً في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات، وميلاً لإطالة مدة الطفولة، لأن الوالدين ـ حينئذ ـ يكونان غالباً قد تقدم بهما السن وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد محدوداً.
وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الصغير الأخير يكون موضع رعاية خاصة و (دلال) الوالدين أو من أحدهما، وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته وتذكرنا أمثال هذه الحالات بقصة يوسف عليه السلام، وما تعرض له من إيذاء نتيجة كره إخوته له، لإيثار والديه له بالعطف الزائد)).
وبالنسبة إلى مسألة التفاضل، نجد أن بعض الآباء يزدادون حباً وعطفاً على أحد أبنائهم دون إخوته اللآآخرين، ليس لأنه الأجمل أو الأكبر أو الأخير، وإنما لأنه الأفضل نشاطاً وعملاً وخدمة لوالديه.
هنا لا بأس بهذا التفاضل إذا ما كان سراً، ولكن حذار من الطريقة السلبية التي يتم إشعار الإخوان بها. 
والطريقة السلبية ـ التي يجب اجتنابها ـ هي: أن يقول الأب لأبنائه ـ على سبيل المثال ـ : لا بارك الله فيكم إنكم جميعاً لا تساوون قيمة حذاء ولدي فلان!! أو يقوم باحترام ابنه والاهتمام به دون إخوانه وأخواته.
بينما الطريقة الايجابية تقضي بأن يقوم الأب بمدح الصفات التي يتحلى بها ابنه الصالح دون ذكر اسمه، أو حتى إذا ما اضطر إلى ذكر اسمه فلا بد أن يقول لهم مثلاً: إني على ثقة من أنكم ستحذون حذو أخيكم فلان في مواصفاته الحميدة، ولا شك ـ يا أبنائي ـ أن لكم قسطاً من الفضل في مساعدتكم أخاكم حتى وصل إلى هذه الدرجة من الرقي والتقدم والكمال.

بالطبع ـ عزيزي القارئ ـ إنك وجدت الفارق بين الطريقتين، ففي الطريقة الأخيرة تجد أن الأب يحاول إعطاء التفاضل لأحد أبنائه بصورة فنية دون أن يحرك مشاعر الحقد والحسد في صدور أبنائه الآخرين، تجاه ابنه المتميز لديه، بل بالإضافة إلى ذلك فهو قد دفع أبناءه إلى تقليد أخيهم الصالح عبر إعطائهم الثقة في الوصول إلى مرتبته، وبصورة هادئة وحكيمة.
والتفاضل هنا لا يعني إعطاء أحد الأبناء حقوقاً أكثر، وفي المقابل سلبها من الأبناء الآخرين، كأن يعطي الابن المتميز طعاماً أكثر أثناء وجبة الغذاء أو أن تقدم إليه الملابس الأجود واللوازم الأفضل، لا.. إن هذه الطريقة هي طريقة الحمقى والذين لا يعقلون.
إذاً.. إن آخر ما نريد قوله في هذا الباب هو: المطلوب مزيد من الانتباه إلى هذه الملاحظة الهامة والتعرف ـ جيداً وبحكمة ـ على كيفية توزيع الحب بين الأبناء.
ثانياً: بيّن أهمية الأخ لأخيه. إذا كنت ترغب في أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه، وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الإخوان لبعضهم البعض.
وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبها الأخ من أخيه.
إذاً.. فالأخ هو المساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضاً في قصة النبي موسى حينما قال: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري).
بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه، وبالتالي قد شددت أواصر العلاقة والمحبة بينهم.
ثالثاً: اسق شجرة الحب بينهم.. 
الأب الناجح في التربية هو الذي يجسم المحبة بين أبنائه ويقوم باروائها وسقيها كل وقت. وتسأل: كيف يتم ذلك؟ والجواب يأتيك على لسان أحد الآباء، وهو يسرد تجربته مع أبنائه، حيث يقول:
لقد رزقني الله (عز وجل) الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله (تعالى) كثيراً على ذلك. وكما هو الحال عند كل الأطفال، أخذ ولدي الأول يشعر تجاه أخيه، كما يشعر الانسان تجاه منافسيه، كان ينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضى، وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول: لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟ وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في مهده. لقد كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنع الأذى عن هذا الرضيع. فكرت بالأمر ملياً حتى اهتديت إلى فكرة سرعان ما حولتها إلى ميدان التطبيق، حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولات الطيبة، ووضعتها في المهد عند طفلي الرضيع، ثم جئت بولدي الأكبر وأفهمته بالطريقة التي يفهمها الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيراً وقد جاء له بهدايا حلوة وجميلة، ثم أمرته بأن يأخذها منه، فأخذها وهو فرح مسرور لا يخامره أدنى شك في ذلك. ومنذ ذلك اليوم لم أترك العملية هذه، حيث أوصيت زوجتي بأن تقدم أكثر الأشياء التي تريد تقديمها لوليدنا الأول أن تقدمها باسم الصغير وعبره، مثلما فعلت أنا في بادئ الأمر. وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حباً لأخيه حتى وصل به الأمر إلى البكاء عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء وقال له مازحاً إنني سأسرق أخاك منك!
كان ذلك بالنسبة للأطفال الصغار، بينما السؤال الآن: كيف نزرع الحب بين الأبناء الكبار؟
تستطيع أن تحقق ذلك عبر الطرق التالية:الطريقة الأولى: ادفع أبناءك ليقدم كل واحد منهم هدية لكل أخ من إخوانه، سواء عبر إبلاغ كل واحد منهم بطريقة مباشرة أو عن طريق توجيههم إلى القيام بهذا العمل بطريقة غير مباشرة، أو من خلال الطريقتين معاً، وإن كان نفضل الطريقة غير المباشرة.
الطريقة الثانية: ادفع أبناءك للتزاور والتواصل بينهم فإنه ليس هناك شيء يمتن العلاقة والحب بين الإخوان مثل الزيارة.والجدير بك أن تعلمهم الأحاديث الشريفة ا حتى تدفعهم ذاتياً للقيام بالتزاور فيما بينهم
الطريقة الثالثة: ادفعهم إلى المصالحة والمعانقة فيما بينهم.
رابعاً: اقض على الظلم والحسد فيهم. ابحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلعها من الجذور وازرع مكانها رياحين المودة والأخاء.ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد.
فلو كان أبناؤك يعتدون على بعضهم البعض، ويمارسون الظلم وفي صدورهم يعشعش الغل والحسد، حينئذ فلا غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود والإخاء.
ترى كيف يمكن أن يحب الصغير أخاه الكبير، وهو يقاسي من مرارة ظلمه وعدوانه.
إن وجدت الكثير من الأبناء يمارسون أقسى أنواع الظلم بحق إخوانهم وأخواتهم فهم يمارسون الضرب القاسي، ويسلبون حقوق الإخوان في الأكل والمنام والملبس وكل شيء.
وأحياناً كثيرة تجد أن الأخ الأكبر في العائلة يصبح مستبداً إلى آخر حد، يقوم بأحكام سيطرته الحديدية على أخواته مكسورات الجناح، وكأنه سلطان جائر.
هنا لا بد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم، وإلا فإن الأبناء ـ كلهم ـ سيصحبون على شاكلة أخيهم الكبير، لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشاً ضارية، تضطر الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه، وهكذا بالتسلسل حتى آخر طفل.
وهكذا الأمر تماماً بالنسبة للحسد، فالأبناء الذين ينامون على وسائد الحسد ويلتحفون بلحاف الحقد والضغينة، وتنمو في صدورهم أعشاب الغل، هؤلاء الأبناء يعيشون حياة ضنكاً، لا تجد للمحبة أثراً فيها.
فالحسود بطبعه يبغض الآخرين، ويكنّ لهم الحقد والكراهية، ولربما تسول له نفسه القضاء على من يحسده، كما فعل قابيل بأخيه هابيل من قبل.
من هنا، فإذا ما كنت تريد أن يسود الحب والود بين أبنائك، فلا مناص م رفع أي بوادر سيئة مثل الظلم والحسد من بين أبنائك.. بل ولا بد أن تقتلها وهي في المهد قبل أن تترعرع وتكبر.
خامساً: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات. هنالك بعض الأبناء لا يعرفون طريقاً لحل المشكلات غير طريق المشاجرة والاشتباك الحاد، وكأنهم أعداء وليسوا إخواناً!
ترى.. لماذا لا ينتهجون سبيل الحوار الهادئ بينهم؟
بالطبع إن السبب يرجع إلى الوالدين فهما المسؤولان عن خلق الأجواء والعادات والتقاليد في العائلة.
لذلك.. من المفترض أن لا ينسى الآباء تعليم أبنائهم عادة الحوار والتفاهم الرزين بدل أسلوب المناقشات العصبية والمشاجرات الصاخبة.
والمسألة لا تحتاج إلى فلسفة وتنظير، إذ يكفي لأحد الوالدين أن يستوقف أبناءه، في حالة حدوث أول صراع كلامي ويبدأ يحل لهم المشكلة بالتفاهم والسؤال الهادئ.
ونضرب مثالاً على ذلك: كثيراً ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة، ويبدأ كل منهما يجر اللعبة. هنا على الأم أو الأب أن يسرع إلى ولديه، ويحاول أن يرضي أحد الطرفين بالتنازل، مثل أن يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة.. واحداً بعد واحد.
وهكذا على أي حال فالمهم أن ينهي المسألة بالتفاهم وبمرور الزمن يتعلم الأولاد هذه العادة الحسنة في حل أي مشكلة تطرأ لهم، فيقضون بذلك على أي سبب للخصام قبل أن يفتح عينه للحياة.
سادساً: عرفهم.. حقوق الإخوان. 
وهذه الحقوق ((للمسلم على أخيه المسلم ثلاثون حقاً، لا براءة منها إلا بأدائه، أو العفو:
يغفر زلته، ويرحم عبرته (إن من واجب الأخ تجاه أخيه أن يخفف عنه حزنه ويهون عليه رزيته)، ويستر عورته (إذا رأى بادرة سيئة من أخيه، أن يسترها ولا ينشرها)، ويقيل عثرته (من صفات المؤمن، أن يمتلك قلباً كبيراً وصدراً رحباً يستوعب بها عثرات إخوانه)، ويرد غيبته، ويقبل معذرته.. (يقول علي رضي الله عنه :اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له ذعر فالتمس له عذراً)، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعوده في مرضه، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويحسن جيرته، ويكافئ صلته، (فإن قدم له خدمة فلا بد أن لا ينساها حتى يقدم له خدمة مماثلة)، وأن يشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته (زوجته)، ويقضي حاجته، ويستنجح مسألة (أي يسعى لنجاح مسائله بأي شكل كانت وفي أي مجال)، ويسمت عطسته (فإذا عطس الأخ ـ أو أي أحد من الجالسين ـ لا بد أن يقول له الانسان: ((يرحمك الله)) ويدعو له)، ويرشد ضالته، ويطيب كلامه (أي يقول له: طيب الله أنفاسك)، ويوالي وليه (أي يصادق صديقه)، ولا يعاديه (لا يصبح عدواً لصديق أخيه)، وينصره ظالماً ومظلوماً (فأما نصرته ظالماً فيرده عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه)، ولا يسلمه (لا يتركه فريسة عند العدو، ولا يتجاهله عند الخطر)، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسهن ويكره له ما يكره لنفسه)).

بعد أن يكون أبناؤك قد تعلموا هذه الحقوق وأدوها تجاه إخوانهم ـ حينئذ ـ لا تخش على نور الحب أن ينطفئ بينهم، بل وكن على أمل كبير من ازدياد شعلة الحب والمودة بصورة مستمرة ودائمة.
المصدر: مجلة نور الإسلام
نقلته : ترانيم النفس
عالم بلا مشكلات 
 



تجربة لأب وأم
عبد الله بن سعيد آل يعن الله

* كان أحد الآباء يعود من صلاة الجمعة كل أسبوع ، فيوجه حديثه للأم قائلاً : هذا ما قاله لنا اليوم خطيب المسجد... " ، فيقص عليها الكثير من القصص ، ثم يخرج منها بالمواعظ والنصائح ، متجاهلاً أولاده الذين يحملقون فيه وقد أصغوا باهتمام شديد لحديث (الكبار) ، يقول أحد أبناءهم : " فلما كبِِرتُ وتذكرت ما كان يقصه أبي ، علمت أن بعض حديثه لا يمكن أن يكون قد قاله خطيب المسجد ، وإنما كان موجهاً إلينا أنا وإخوتي ، والعجيب أننا تأثرنا كثيراً بهذا الحديث غير المباشر ، وكنا نحترم ربنا كثيراً، ونحبه ، ونخاف من كل ما يمكن أن يقال عنه أنه " حرام " لأنه يغضب الله عز وجل، وأنا الآن أتبع نفس الأسلوب مع أولادي "

* وتقول أم : " كان أولادي يرفضون النوم في غرفتهم بمفردهم ، فصرت أجلس معهم بعد ذهاب كل منهم إلى فراشه ، وأحكي لهم قصة هادفة ، ثم أطفئ نور الغرفة وأترك نورا خافتا يأتي من الغرفة المجاورة ، ثم أقوم بتشغيل شريط لجزء " عمَّ " يتلوه شيخ ذو صوت ندي ، وأترك الغرفة ، فكان الأطفال يستمتعون بصوته ، وينامون قبل انتهاء الوجه الأول منه ، ومع الوقت لم يعودوا يخافون من النوم بمفردهم ، فبمجرد تشغيل الشريط كانوا يقولون لي : " اذهبي إلى غرفتك ، فنحن لسنا بخائفين " ، والأهم من ذلك أنهم أصبحوا يسألون عن الله تعالى ، ويشتاقون لرؤيته ، ويستفسرون عن معاني كلمات الآيات التي يستمعون إليها ، بل و يحبون الحديث في الدين ويتقبلون النصح بنفوس راضية "

فمتى يخوض المربين بإختلاف أجناسهم تجارب تربوية تكون سببا في إنشاء جيل يحب الله ، ويحب ما يأمر به الله ؟

والتربية بالفعل أبلغ وأنفع من التربية بالقول
 


البلاي ستيشن أخطار وأضرار .! (1)

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين .. وبعد
إن أطفالنا يعيشون في زمن أصبحت الثقافات الغربية الإباحية بين أيديهم، ولذلك نعيش معهم جهاداً مستمراً لدرء الأخطار عنهم ، ولتقديم ما هو مفيد ونافع وممتع لهم دون أن يمسهم أذى تلك الثقافات التي لوثت حتى الهواء الذي يتنفسونه.
في هذه الخطبة لانتكلم عن عدو بعيد عنا وإنما نتكلم عن عدو قريب بين أيدي أطفالنا من ذكور وإناث نشتريه بأموالنا وندخله بيوتنا من غير إدراك لخطورته إنه بلاي ستيشن
كل أب يشتريه لمجرد تسلية أولاده فهل نحن مصيبون في عملنا ماذا تتوقع من طفل (( جالس في إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة ، تمضي ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة ، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أصابعهما من كل رجفة من رجفاته ، وتتحرك بعصبية على أزرار بألوان وأحجام مختلفة كلما سكن ، وآذان صاغية لأصوات وصرخات وطرقات إلكترونية تخفت حينا وتعلو أحياناً أخرى لتستولي على من أمامها ، فلا يرى ولا يسمع ولا يعي مما حوله إلا هي )
ماذا تتوقع من أبنك وهو يلعب لعبة تسمى القاتل الأول التي تزيد رصيد اللاعب من النقاط كلما تزايد عدد قتلاه ، فهنا يتعلم الطفل أن القتل شيء مقبول وممتع ))
نهايته أن يكون عنيفا مع إخوانه وزملاءه كما قال أحد علماء أمريكا فلا تستغرب بعد ذلك من ضرب وتخريب ماحوله فأنت الذي علمته على ذلك من حيث لاتشعر .
وفي ألعاب أخرى  تظهر صور عارية ، نحن نقول لولدنا العورة كذا فلا يجوز لك أن تنظر إلى عورة أخيك وكذا المعلم في المدرسة وتقوم هذه الألعاب بفكرتها الخبيثة بتحطيم هذه الأخلاقيات التي يتعلمها الطفل في المجتمع المسلم ، ويكون منقسما في فكره بين الحق والباطل
وقس على ذلك  الألفاظ والموسيقى بوسائل تشويقية كثيرة؛ فالذكاء يصور على أنه الخبث ، والطيبة على أنها السذاجة وقلة الحيلة ، مما ينعكس بصورة أو بأخرى في عقلية الطفل وتجعله يستخدم ذكاءه في أمور ضارة به وبمن حوله . ولعبة أخرى؛ ملخصها أن الطفل الفائز هو الذي يستطيع أن يعري المرأة التي أمامه أكثر من الآخر، وآخر قطعة يسقطها الطفل عن جسدها تكون هي مكمن فوزه .. ! فماذا تتوقع أن يكون ابنك أوابنتك بعد ذلك

وهاك قصة نشرتها جريدة الوطن مفادها أن أباً كان يراقب لعب ابنه الكبير وعمره عشرون عاماً ، مع ابنه الصغير الذي يبلغ الثامنة من العمر لعبة كرة القدم في جهاز "البلاي ستيشن" وكان الأخ الأكبر متمكناً مع اللعبة أكثر من الصغير فأراد والدهما أن يدخل الفرحة إلى قلب ابنه الصغير وأشار للأخ الأكبر بالسماح لأخيه بالفوز عليه ، وعندما استطاع الأخ الأصغر تسجيل هدف في مرمى شقيقه غضب الأخ الأكبر وقام بإحراز هدف التعادل ومن ثم هدف الفوز لتنتهي المباراة مما جعل الأخ الأصغر ينفجر باكياً فغضب الأب من ابنه الأكبر بشدة وقام الأب بكسر جهاز اللعبة وضرب ابنه وطرده من المنزل ، وظل الابن في منزل عمه حتى سمح والده له بالعودة بشرط أن لا يدخل جهاز البلاي ستيشن إلى البيت مرة أخرى وإلا سوف يحدث ما لا تحمد عقباه،

أخي المسلم :
هل تعلم أن الدولة التي خرجت منها لعبة بلاي ستيشن وضعت محاذير وضوابط شديدة للتقليل من أخطارها أسوة بالخمور التي لا تباع للصغار ويمنع من قيادة السيارة من يشربها وكذلك الأفلام الإباحية و الرعب فعلى غلاف لعبة تجد +3 الذي يعني يصلح لمن هم أكبر من 3 سنوات وكذلك +7 و+12 +16 +18
هل تعلم أن بعض الولايات الأمريكية أصدرت قوانين جديدة تشدد على العقوبات لمن يبيع هذه الألعاب للفئة الأصغر-
- هل تعلم أن هذه الدول حذرت ولا زالت تحذر من اللعب بها أمام الصغار بالبيت أو التساهل بإعطائهم اللعبة
- هل تعلم  أن بعض الدول تمنع مظهر الدماء تماما بالألعاب وتطالب شركات الألعاب بجعل المجرم يطير الى السجن باللعبة بدلا من القتل .
واسمع هذا الخبر من الشبكة الاقتصادية – تقول عممت مصلحة الجمارك على جميع المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية بعدم السماح لأشرطة أجهزة "البلاي ستيشن" بعد أن تم اكتشاف عدد منها تحوي على مشاهد إباحية، وأخرى مسيئة للإسلام وتصور الإسلام على أنه دين إرهاب. كما أن بعضها الآخر يطالب اللاعب بتحطيم أكبر عدد من المساجد وتمزيق المصحف للحصول على عدد أكبر من النقاط .
وشدد التعميم على وجوب تحري الدقة في عمليات الفسح للأشرطة والتأكد من محتوياتها قبل السماح بدخولها الى المملكة .وللحديث بقية أقول ماتسمعون والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد
إن لعبة بلاي ستيشن  تهدم العقيدة الصحيحة فأحدى الألعاب فكرتها مبنية على أن هناك قوى خارقة تستطيع فعل أي شيء وأن نجاة العالم من الحرب النووية على بطلة اللعبة  وهذا يهدم اعتقاد المسلمين أن الملك المدبر المتصرف في الكون هو الله سبحانه وتعالى
بلاي ستيشن  طريق إلى محبة الكفار والميل إليهم وتعظيمهم ، ويأتي ذلك عن طريق محبة بعض الشخصيات التي تقوم بدور البطولة في تلك الألعاب
بلاي ستيشن  سبب في التشبه بالكفار : ومن يشاهد أبناء المسلمين اليوم يرى ذلك جلياً فمنهم من يلبس السلاسل والقلائد في العنق ومنهم من يسير في الطرقات العامة باللباس القصير "الشورت" ومن النساء من تتشبه بالرجال في ملابسها ومشيتها وكلامها وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ » رواه أبو داود في سننه
بلاي ستيشن  كثيراً ما تظهر الكنائس والأجراس والصلبان في هذه الألعاب وفيها يقدسون الأحبار والرهبان وعباد بوذا ، وفي بعض الألعاب يلبس بعض اللاعبين الصليب ويقوم بعضهم بالتثليث حال دخولهم الملعب أو إحراز أحدهم هدفاً
أليس أيها المسلمون في هذه اللعب ضياع الأوقات فيما لا يفيد حيث إن هذه الألعاب يمكن أن تستغرق ساعات اليوم كله دون أن يمل اللاعب والله سبحانه سائلنا يوم القيامة عن أوقاتنا وأعمارنا
أليس فيها تضييع الصلوات : ولا يمكن لأحد إنكار ذلك ، فهذه الألعاب كالمغناطيس في جذب الأطفال والمراهقين بل والكبار أيضاً، فإن اللاعب إذا رأى أن الصلاة سوف تقطعه عن هذه المتعة والإثارة التي يعيشها ، فإنه لن يلتفت إلى الصلاة سوف يؤجلها حتى ينتهي من لعبته
  أليس فيها عقوق الوالدين : فالأم - مثلا - تأمره لقضاء بعض الحاجات لها فلا يسمع لها ولا يطيع أمرها فيقع في العقوق والعياذ بالله ،

إن الأمر لم يقف عند هذا بل تعداه  :
1- اضطراب الأعصاب وتوترها الدائم بسبب الإدمان على اللعب والوقوف أمام الشاشة .
2- هناك كثير من المناظر المخيفة التي تؤذي اللاعب نفسياً وتزرع الرعب في قلبه .
3- تؤدي هذه الألعاب في بعض الأحيان إلى تنامي روح العزلة لدى الأطفال .
4- كما تؤدي هذه الألعاب إلى حب الانتقام وإيذاء الآخرين .
خامساً : الأثر الأخلاقي :
1- السب والشتم فيحصل بين المتسابقين في الغالب سب وشتم وعناد أثناء اللعب، وهذا ليس من صفات المسلم كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلَا الطَّعَّانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ » رواه أحمد في مسنده
2- العري الفاضح : كما في ألعاب المصارعين والمحاربين العارية التي لا يسترها سوى "مايوه" يظهر عورة الرجل ويحددها وقد قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « غَطِّ فَخِذَكَ فَإِنَّهَا مِنْ الْعَوْرَةِ ّّّّّّّ» قَالَ الترمذي هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وأخرج الإمام أحمد في مسنده قريبا منه ، كما أن في بعض هذه الألعاب صوراً حية لنساء كاسيات عاريات
سادساً : الأثر الصحي :
1-ضعف البصر . 2- استنفاد طاقات الأطفال والمراهقين .
3- الإصابة بانحناء الظهر وتقوس العمود الفقري . 4- رعشة تصيب أصابع اليدين .
سابعا : الأثر المادي : 
وهذا الأثر يتمثل في إهدار الأموال عن طريق شراء تلك الأجهزة التي تعد غالية الثمن ثم في شراء البرامج والألعاب الخاصة بها ثم في صيانتها وتصليحها لأنها كثيراً ما تعرض للتلف بسبب سوء الاستخدام وكثرته. وبهذا نكون قد أعنا أعداءنا بأموالنا على محاربتنا في عقيدتنا وقيمنا وأخلاقنا وسلوكياتنا  
دعوة للتعقل في ممارسة تلك الألعاب والحد منها والعمل على تجنب آثارها السلبية وذلك باختيار ما يناسب منها وما يفيد وتجنب ما لا يفيد مع استبعاد أي لعبة تحتوى على مخالفات شرعية .

اللهم وفقنا ووفق ذرياتنا للعمل بكتابك وسنة نبيك والنهوض بأمة محمد  اللهم حبب إلينا وإلي ذرياتنا فعل الطاعات وترك المعاصي اللهم أصلحنا وذرياتنا وجميع المسلمين

أود التنبيه في الختام .. إلى أنه توجد نسخة من قائمة أسماء الألعاب التي ينبغي التحرز منها وأخذ الحيطة .
وقد أرفقناها في ملف آخر ليتسنى قرائتها . ( أضغط هنا لتحميل الملف )
والسلام عليكم ،،


نقل لكم هذه الخطبة أخوكم..  ابوجراح .

----------------------------------
(1) خطبة الجمعة في مسجد المعلمين الغربية ، للشيخ: سمير الملحم

 



العنف الأسري
د. عبدالله بن دهيم

إن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زمننا هذا، ورغم أننا لم نحصل بعد على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا العنف الأسري في مجتمعنا إلا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما ينبأ أن نسبته في ارتفاع وتحتاج من كافة أطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية لوقف هذا النمو وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

قبل الخوض أكثر في مجال العنف الأسري علينا أولاً أن نعرّف الأسرة ونبين بعض الأمور المهمة في الحياة الأسرية والعلاقات الأسرية والتي ما أن تتحقق أو بعضها حتى نكون قد وضعنا حجراً أساسياً في بناء سد قوي أمام ظاهرة العنف الأسري.

تعريف الأسرة:
* الأسرة: هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد.

أركان الأسرة:
فأركان الأسرة بناءً على ما تقدم هي:
(1) الزوج.
(2) الزوجة.
(3) الأولاد.

وتمثل الأسرة للإنسان «المأوى الدافئ، والملجأ الآمن، والمدرسة الأولى، ومركز الحب والسكينة وساحة الهدوء والطمأنينة

الآن وبعد التحدث عن تعريف الأسرة وتكوينها لننتقل إلى وصف العلاقة الطبيعية المفترضة بين أركان هذه الأسرة.

((الرأفة والإحسان أساس العلاقة الأسرية السليمة))

(1) الحب والمودة: إن هذا النهج وإن كان مشتركاً بين كل أفراد العائلة إلاّ إن مسؤولية هذا الأمر تقع بالدرجة الأولى على المرأة، فهي بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله تعالى عليها تعد العضو الأسري الأكثر قدرة على شحن الجو العائلي بالحب والمودة.
(2) التعاون: وهذا التعاون يشمل شؤون الحياة المختلفة، وتدبير أمور البيت، وهذا الجانب من جوانب المنهج الذي تقدم به الإسلام للأسرة يتطلب تنازلاً وعطاء أكثر من جانب الزوج.
(3) الاحترام المتبادل: لقد درج الإسلام على تركيز احترام أعضاء الأسرة بعضهم البعض في نفوس أعضاءها.

من الثوابت التي يجب أن يضعها مدير العائلة -الزوج- نصب عينيه هي «أن الله سبحانه وتعالى لم يجعل له أية سلطة على زوجته إلاّ فيما يتعلق بالاستمتاع الجنسي، وليست له أية سلطة عليها خارج نطاق ذلك إلاّ من خلال بعض التحفظات الشرعية التي يختلف الفقهاء في حدودها، وتتعلق بخروج المرأة من بيتها من دون إذن زوجها».
أمّا ما تقوم به المرأة من الواجبات المنزلية التي من خلالها تخدم الزوج والعائلة فإنه من قبيل التبرع من قبلها لا غير، وإلاّ فهي غير ملزمة شرعاً بتقديم كل ذلك. وإن كان البعض يرقى بهذه الوظائف التي تقدمها المرأة إلى مستوى الواجب الذي يعبر عنه بالواجب الأخلاقي الذي تفرضه الأخلاق الإسلامية.
فإذا عرف الزوج بأن هذه الأمور المنزلية التي تتبرع بها الزوجة لم تكن من صميم واجبها، بل تكون المرأة محسنة في ذلك، حيث أن الإحسان هو التقديم من دون طلب، فماذا يترتب على الزوج إزاء هذه الزوجة المحسنة؟
ألا يحكم العقل هنا بأنه يجب على الإنسان تقديم الشكر للمحسن لا أن يقابله بالجفاف؟
إن هذه الحقيقة التي يفرضها العقل هي عين ما أكد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى:
{هل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان}.
إن أقل الشكر الذي يمكن أن يقدمه الزوج للزوجة المحسنة هو «أن يعمل بكل ما عنده في سبيل أن يحترم آلام زوجته،وأحاسيسها، وتعبها، وجهدها، ونقاط ضعفها».

مسؤولية الزوج تجاه زوجته:
1- الموافقة، ليجتلب بها موافقتها، ومحبتها، وهواها.
2- وحسن خلقه معها، واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة.
3- وتوسعته عليها».

مسؤولية الزوجة في التعامل مع الأبناء وركزنا في هذا الجانب على مسؤولية الزوجة لأنها الجانب الذي يتعامل مع الأبناء أكثر من الزوج:
1- تزيين السلوك الحسن للأولاد وتوجيه أنظارهم بالوسائل المتاحة لديها إلى حسن انتهاج ذلك السلوك، ونتائج ذلك السلوك وآثاره عليهم في الدنيا، وفي الآخرة.
2- تقبيح السلوك الخاطئ والمنحرف لهم، وصرف أنظارهم ما أمكنها ذلك عن ذلك السلوك، واطلاعهم على الآثار السيئة، والعواقب الوخيمة التي يمكن أن تترتب على السلوك المنحرف والخاطئ.
3- تربية البنات على العفة والطهارة، وإرشادهن للاقتداء بالنساء الخالدات، وتحذيرهن من الاقتداء باللاتي يشتهرن بانحرافهن الأخلاقي. كما تحذرهن من الاستهتار، وخلع الحجاب وعدم الاستماع إلى ما يثار ضده من الأباطيل من قبل أعداء الإسلام ومن يحذو حذوهم.
4- الاعتدال في العاطفة وعدم الإسراف في تدليل الأولاد ذلك الذي يقود إلى ضعف شخصية الأولاد، وعدم ارتقائها إلى المرحلة التي تتحمل فيها مسؤولياتها.
5- توجيه أنظار الأولاد إلى المكانة التي يحتلها الأب في الأسرة، وما يجب عليهم من الاحترام تجاهه، والاقتداء به -على فرض كونه رجلاً يستحق الاقتداء به- وذلك كي يتمكن الأب من أداء دوره في توجيه الأولاد، وإصلاح المظاهر الخاطئة في سلوكياتهم.
6- تجنب الاصطدام بالزوج -وخاصة أمام الأولاد- لأنه قد يخلق فجوة بينهما تقود إلى اضطراب الطفل وخوفه وقلقه.
7- وجوب اطلاع الأب على المظاهر المنحرفة في سلوك الأولاد، أو ما قد يبدر منهم من الأخطاء التي تنذر بالانحراف وعدم الانسياق مع العاطفة والخوف من ردة فعل الأب.
8- صيانة الأولاد عن الانخراط في صداقات غير سليمة، وإبعادهم عن مغريات الشارع، ووسائل الأعلام المضللة. من قبيل البرامج المنحرفة، والكتب المضللة.
9- محافظتها على مظاهر اتزانها أمام الأولاد وذلك كي لا يقتدي الأولاد بها، لأنهم على فرض عدم قيامها بذلك سيقعون في تناقض بين اتباع ما تقوله الأم، أو تمارسه.

مسؤولية الزوج -الأب- تجاه الأولاد:

1- ضرورة اختيار الرحم المناسب للولد بأن يختار الزوجة الصالحة التي نشأت في بيئة صالحة.
2- تهيئة الظروف المعيشية المناسبة التي تمكنهم من العيش بهناء.
3- حسن اختيار الاسم وهو من حق الولد على أبيه.
4- أن يحسن تعليم الأولاد وتربيتهم التربية الصحيحة، ويهيئهم التهيئة السليمة ليكونوا أبناء صالحين مهيئين لخدمة المجتمع.
5- أن يزوجهم إذا بلغوا.

الآن وبعد تبيان الأسرة وأهميتها وعلاقاتها وحقوق أفرادها نعود للحديث عن موضوعنا الأساسي وهو العنف الأسري:

ولأننا نعلم يقيناً مما سبق ذكره أعلاه أن الأسرة هي أساس المجتمع ومصدر قوته وتفوقه فإننا نؤكد على حقيقة أن العنف الأسري أكثر فتكاً بالمجتمعات من الحروب والأوبئة الصحية لأنه ينخر أساس المجتمع فيهده أو يضعفه.

ومن هنا تأتي أهمية الإسراع إلى علاج هذا المرض قبل أن يستفحل.


لنستعرض الآن بعض مسبباته التي نعرفها:

أن ظاهرة العنف الأسري جاءت نتيجة للحياة العصرية، فالضغط النفسي والإحباط، المتولد من طبيعة الحياة العصرية اليومية، تعد من المنابع الأولية والأساسية لمشكلة العنف الأسري.

والعنف سلوكٌ مكتسبٌ يتعلمه الفرد خلال أطوار التنشئة الاجتماعية. فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم، يُمارسونه على أفراد أسرهم في المستقبل.

كذلك فإن القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً ومهماً في تبرير العنف، إذ أن قيم الشرف والمكانة الاجتماعية تحددها معايير معينة تستخدم العنف أحياناً كواجب وأمر حتمي. وكذلك يتعلم الأفراد المكانات الاجتماعية وأشكال التبجيل المصاحبة لها والتي تعطي القوي الحقوق والامتيازات التعسفية أكثر من الضعيف في الأسرة،وهذا ينبطق أحياناً بين الإخوة والأخوات.

من هم الأكثر تعرضاً للعنف الأسري:

تبين من جميع الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى وأن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول.
يأتي بعدها في الترتيب الأبناء والبنات كضحايا إمّا للأب أو للأخ الأكبر أو العم.

فبنسبة 99% يكون مصدر العنف الأسري رجل.

مسببات العنف الأسري:

أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضاً وبما فيها السعودي حسب مقال في جريدة الوطن يوم الأربعاء الموافق 5 ربيع الآخر 1427هـ أن ابرز المسببات وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات.

يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما.

ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب آخر غير المذكورين أعلاه.

دوافع العنف الأسري:

1- الدوافع الذاتية:
وهي تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، والتي تقوده نحو العنف الأسري،

2- الدوافع الاقتصادية:
في محيط الأسرة لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة.

3- الدوافع الاجتماعية:
العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل -حسب مقتضيات هذه التقاليد- قدراً من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف، والقوة، وذلك أنهما المقياس الذي يبين مقدار رجولته، وإلاّ فهو ساقط من عداد الرجال.
و هذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع، وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات.

نتائج العنف الأسري:

1- أثر العنف فيمن مورس بحقه:
هناك آثار كثيرة على من مورس العنف الأسري في حقه منها:
آ- تسبب العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية.
ب- زيادة احتمال انتهاج هذا الشخص -الذي عانى من العنف- النهج ذاته الذي مورس في حقه.
2- أثر العنف على الأسرة:
تفكك الروابط الأسرية وانعدام الثقة وتلاشي الاحساس بالأمان وربما نصل إلى درجة تلاشي الأسرة.
3- أثر العنف الأسري على المجتمع:
نظراً لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها -من خلال العنف الأسري- سيقود بالنهاية، إلى تهديد كيان المجتمع بأسره.

الحلول:
1. الوعظ والإرشاد الديني المهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري، إذ أن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم والترابط الأسري،
2. تقديم استشارات نفسية واجتماعية وأسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف
3. وجوب تدخل الدولة في أمر نزع الولاية من الشخص المكلف بها في الأسرة إذا ثبت عدم كفاءته للقيام بذلك وإعطائها إلى قريب آخر مع إلزامه بدفع النفقة، وإذا تعذر ذلك يمكن إيجاد ما يسمى بالأسر البديلة التي تتولى رعاية الأطفال الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري.
4. إيجاد صلة بين الضحايا وبين الجهات الاستشارية المتاحة وذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات والمساعدة إذا لزم الأمر.

الخلاصة:
أننا عندما نريد أن نربي ونثقف كلا من الولد والبنت نربيهما على أساس أن كلا من الرجل والمرأة يكمل أحدهما الآخر.
فأنوثة المرأة إنما هي بعاطفتها، وحنانها، ورقتها.
كما أن رجولة الرجل إنما هي بإرادته، وصلابته، وقدرته على مواجهة الأحداث.
فالرجل يعاني من نقص في العاطفة، والحنان، والرقة، والمرأة -التي تمتلك فائضاً من ذلك- هي التي تعطيه العاطفة، والحنان، والرقة. ولهذا كانت الزوجة سكناً {لتسكنوا إليها}.
والمرأة تعاني من نقص في الإرادة، والحزم، والصلابة، والرجل -الذي يمتلك فائضاً من ذلك- هو الذي يمنحها الإرادة، والحزم، والصلابة. ولهذا كان الزوج قيّماً على الزوجة كما يقول تبارك وتعالى:
{الرجال قوَّامون على النساء}.

فالتربية تكون إذن على أساس أن المرأة والرجل يكمل أحدهما الآخر».

وهناك طرق ممكن انتهاجها لمساعدة الزوجات والأطفال الذين تعرضوا للعنف الأسري، والخطوة الأولى تكمن في دراسة وجمع ما أمكن من معلومات حول ديناميكة أسرهم.

1. توفير أماكن آمنة للنساء والأطفال يمكنهم الذهاب إليها للشعور بالأمان ولو لوقت يسير ويمكن متابعتهم هناك من قبل المختصين.
2. العمل على تعليم النساء والأطفال على تطوير خطط للأمان لهم داخل المنزل وخارج المنزل.
3. التعاون مع الجهات المختصة برعاية الأسر والأطفال لإيجاد حلول تتوافق مع كل أسرة على حدة.
4. تدريب الأطفال على ممارسة ردود أفعال غير عنيفة لتفريغ الشحنات السلبية التي تولدت لديهم نظر العنف الذي مورس عليهم.
5. تعليم الأطفال على سلوكيات إيجابية بحيث نمكنهم من التحكم بموجات الغضب والمشاعر السلبية لنساعدهم على تكوين علاقات مستقبلية آمنة وسليمة.

تم بحمد الله تعالى وآمل أن أكون قد وفقت في تغطية أغلب جوانب الموضوع الذي يحتاج إلى وقت وجهد أكبر من قبل الجميع وما قدمته هنا إلا جهد فرد قابل للصواب وقابل للخطأ وكلي ثقة فيمن يطلع عليه في أن يقوّم نقاط الضعف التي فيه
 



التلوث الخلقي
(مجتمع بلا أخلاق يساوى بناء بلا أساس)
د/ صلاح عبد السميع عبد الرازق

حقيقة ومسلمة تفرض نفسها ، وتملى علينا أن نراجع أنفسنا فيما ندرس وفيما نعلم وفيما نتصرف ، والتربية سلوك قبل أن تكون مجرد معلومات نرددها دون فهم وتطبيق .
وتقويم فى المدارس والجامعات يؤكد على ما هو معرفي ويتجاهل أهم ما في النفس البشرية وهو الجانب الوجداني والذي تعتبر الأخلاق ضمن أبعاد هذا الجانب وليس لها مكان ضمن درجات الطلاب على مستوى المراحل التعليمية ، وتلك هي الحقيقة الحاضرة والغائبة في نفس الوقت .
ومع كل يوم يمر علينا نجد وسائل الإعلام تطالعنا بنشر جرائم مختلفة بعضها يتمثل في التعدى على البيئة في صور مختلفة ( منها ما يتعلق بتهديد صحة المواطنين ويهدد الأمن القومي ) والسؤال لماذا كل هذا والإجابة مرجعها إلي غياب الضمير وغياب الخلق وتلوث الخلق هو الأساس في كل ما يحدث من مخالفات وحتى تتضح الحقيقة علينا أن نعرض لكم أبعادها .

يعد التلوث الخلقي من أخطر أنواع التلوث على الإطلاق ، ذلك لأن مسألة السلوك الأخلاقي تعد بمثابة الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي نشاط إنساني ، فهي القوة التي تنظم الحياة الاجتماعية من كل جوانبها التعبدية والتعاملية ، ومن هنا فإن افتقاد الإنسان للسلوك الأخلاقي الطيب ، ينعكس وبصورة سلبية على تعاملاته فربما يكون سببا في إحداث أي نوع من أنواع التلوث في البيئة التي يعيش فيها ، ولأن البيئة النظيفة تحتاج إلى إنسان لديه من القيم الخلقية ما يجعله يغار على تلك البيئة ويسعى جاهدا للمحافظة عليها ،باذلا جهده ووقته وماله من أجل خدمتها والدفاع عنها .
مما سبق يتضح لنا أن معيار الاهتمام بالبيئة يتمثل بالدرجة الأولى في وجود مجموعة من القيم الخلقية التي يتمثلها الإنسان ويعبر عنها في سلوكه ، وعلى سبيل المثال فإن قيمة النظافة تجعل الإنسان يمتنع عن إلقاء المخلفات في الشارع أو في أي مكان من الأماكن الغير مخصصة لإلقاء تلك المخلفات ، وهو على قناعة بما يفعل .
كذلك فإن الصدق كقيمة وفضيلة من الفضائل الهامة التي يتمثلها الإنسان تجعله لا يكذب أبدا مهما كانت الظروف والمبررات إلا في المواقف التي سمح فيها الشرع بالكذب والتي حددها لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهى ( الإصلاح بين المتخاصمين ، وفى الحرب ، والرجل على زوجته لتدوم العشرة بينهما ). وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن أسماء بنت يزيد "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: ما يحملكم على أن تتابعوا على الكذب كما يتتابع الفراش في النار، كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا رجل كذب في خديعة حرب، أو إصلاح بين اثنين، أو رجل يحدث امرأته ليرضيها".
وعن أهمية الخلق فقد أشاد الإسلام بالخلق الحسن ودعا إلى تربيته في المسلمين وتنمية نفوسهم ، وفى ذلك نجد الحق تبارك وتعالى قد أثنى على النبي صلى الله عليه وسلم بحسن خلقه فقال : { وإنك لعلى خلق عظيم } القلم 119)
أخرج أحمد وابن حبان عن ابن عمرو "أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: أحسنكم خلقا".
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبويعلى والطبراني بسند جيد عن أنس قال: "لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلها".
إن الأخلاق الإسلامية عنوانها الرحمة . الرحمة من الإنسان لأخيه الإنسان ، والرحمة من الإنسان للحيوان فلا يجهده ، أو يحمله فوق طاقته ، وقصة المرأة التي نص عليها الحديث على أنها عذبت بهرتها مشهورة ، فهي لم تطعمها ولا تركتها تأكل من خشخاش الأرض . والرحمة تكون من الإنسان للطبيعة فلا يعبث بثرواتها التي هي خيرات أمده الله بها . ويكفى أن نعلم بأن عدم التفريط بالثروة وصل لدرجة عدم الإسراف بالماء عند الوضوء حتى لو كان المسلم يتوضأ من ماء نهر جار ، والرحمة مطلوبة أيضا من الإنسان لنفسه ، فلا يطلب منه أن يحمل مالا يطيق ، فالقاعدة ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) .
إن الحاجة تبدو ماسة اليوم أكثر من أي وقت مضى للالتزام بالخلق الإسلامي من أجل الخروج بالبشرية كلها إلى ساحة الإنقاذ بعدما أفسدت الفلسفات الوضعية ذات المنحى المادي القيم فى معظم الأمم المعاصرة ، وشوهت صورة الأخلاق مما جعل الناس يتخبطون بما نراه اليوم من فساد ، وانتشار للرذائل ، وانهيار شامل في القيم والمثل .

ولقد جاءت الأديان كلها بالدعوة إلى الإعداد الخلقي للنّاس، وجعلته على قمة أهدافها التوجيهية والتربويّة، وقد أكّد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في قوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ).
وباب الأخلاق باب كبير في السنة النبوية، وقبلها في القرآن الكريم، وقد اختلف العلماء في مفهوم الأخلاق، وعرّفوها تعريفات مختلفة؛ غير أنهم جميعاً يتفقون في صلة الأخلاق بالسلوك.
وأهمية الإعداد الخلقي للشباب أنّ الأخلاق مجالها الحياة كلّها، وسلوك الإنسان كلّه، وعلاقاته بربه وبنفسه وبالآخرين؛ بل وبالمخلوقات كلها.
فالإعداد الخلقي للشباب هو الذي يجعل من الصفات الحسنة، كالصدق والأمانة، والإخلاص والوفاء، والشجاعة والعفة، والمروءة والعدل وغيرها عادات في سلوك الشباب وحركته الدائبة، كما تجعله نافراً في سلوكه اليومي من الصفات السيئة، كالحسد والحقد، والخيانة والكذب، والظلم والغدر وغيرها، وبهذا الإعداد يتجنب الشباب مظاهر غير مرغوبة في السلوك الإنساني، كالحمق والتكبّر، والصلف والتهور، والخوف والجزع، وقبول الذل والمهانة، والخشونة والغلظة في معاملة المؤمنين.
إن المتأمل في واقع المجتمع في العصر الحالي ليلمس وبكل سهولة مدى التدهور الأخلاقي وإنعدام العديد من القيم التي كانت تميز ذلك المجتمع ، حيث نرى انتشار الكذب بصورة كبيرة وإنتشار الرزيلة، بل لقد أصبح الحياء عملة نادرة ، وانتشر التهور بين جموع الشباب ، وغاب التوقير والاحترام داخل الأسرة ، وتقطعت الأرحام ، وقل الإخلاص..الخ من المظاهر التى تعبر عن التدهور الأخلاقي .
ولعل الحديث عن مظاهر التلوث البيئي والتي منها على سبيل المثال ( تلوث الماء ـ تلوث الهواء ـ التلوث الإشعاعي ـ التلوث الضوضائي) يرجع السبب المباشر في حدوثها إلى الإنسان ، ولو أحسن تربيته تربية أخلاقية بمفهومها الشامل لما أقدم على فعل ذلك .
ولهذا وجب علينا أن نركز على دراسة السبب الأساسي وراء تلوث البيئة قبل أن ندرس مظاهر التلوث ، والسبب المباشر في رأينا يتمثل في عدم وجود تربية أخلاقية ، وبالتالي وجود تلوث خلقي .
وسوف نعرض لمفهوم الأخلاق ، ثم نتناول أهداف الإعداد الخلقي للشباب ، ثم نعرض أخيرا لسبل التغلب على التلوث الخلقي.

وعلم الأخلاق نظري وعملي، والنظري هو المسمى بـ "فلسفة الأخلاق " أو "علم الأخلاق النظري "، وهو من علم الأخلاق العملي بمنزلة أصول الفقه من الفقه، فهو شأن الخواصّ والمجتهدين،ولا يطلب من غيرهم إلاّ كما تطلب النافلة بعد تمام الفريضة. ولذلك لا نجد له من الأقدمية، ولا من الشمول ما لعلم الأخلاق العملي"
والفرق بينهما أيضاً "أن علم الخلاق العملي نفسه هو أيضاً من قبيل النظر لا العمل، وإن كان العمل مادته كما هو مادة العلم النظري، مع هذا الفارق الوحيد بينهما: وهو أن العمل الذي هو موضوع العلم العملي أنواع من الأفعال لها مثال في الخارج، كالصدق والعدل ونحوهما؛ بينما موضوع العلم النظري هو جنس العمل المطلق، وفكرته المجردة، التي لا يتحقق مسمّاها خارجاً إلاّ ضمن الأنواع التي يبحث عنها العلم العملي، تلك الأنواع التي تعد من قبيل الوسائل لتحقيق الخير المطلق، أو الفضيلة الكلية التي يبحث عنها العلم النظري. وهكذا يمكن اعتبار القسم العملي "فناً " أي: علماً تطبيقياً بالنسبة للقسم النظري، ويمكن اعتباره في الوقت نفسه "علماً نظرياً" بالقياس إلى ضروب التخلّف، وأساليب السلوك؛ التي هي التطبيق الفعلي الحقيقي لقواعد ذلك العلم "فالأخلاق في جانبها العملي أمر مكتسب يخضع للممارسة والتعود حتى يتطابق مع النظريّ المجرد.
وإذا كانت التربية تتناول قوى الإنسان وملكاته فإنّ عمل الأخلاق هو توجيه هذه الملكات والأعمال نحو الاستقامة، وجعلها عادات سلوكيّة راسخة، لذلك كله فإنّ إعداد الشباب إعدادًا خُلُقياً يحتاج إلى أن نحدّد أولاً الأهداف التي نسعى إليها ثم الوسائل الموصلة إلى الأهداف.

أ - أهداف الإعداد الخلقي للشباب: 
 تغيير اتجاهات الشباب النفسيّة والفكريّة المتعارضة مع السلوك الاجتماعي المرغوب فيه إلى التغيير المرغوب فيه، والمتناسب مع عقيدة المجتمع، وقيمه،ومظاهر سلوكه الخلقي؛ وهذا يقتضي إزالة التناقض بين الأنظمة والقوانين المسيّرة للحياة من ناحية، ورغبات المجتمع وتطلعاته وآماله المستمدة من عقيدته أخلاقه من ناحية أخرى حيث تعاني مجتمعاتنا من تباين القوى والعوامل المؤثرة فيه، والموجّهة لسلوك الشباب؛ حيث تتعدد الاتجاهات السلوكية وتتعارض كثيراً.
 ربط التقدم الاقتصادي، والتكيّف الاجتماعي بالأخلاق، فالتقدّم الاقتصادي لا يعتمد على ما تملك الأمة من إمكانات مادية، وقوى~ بشرية متعلمة مدربة فحسب، بل على ما يتحلّى به الأفراد العاملون المنتجون من سلوك أخلاقي يحكم علاقات الإنتاج، ويحقق التعاون، ويعمق الإحساس بالمسؤولية، ويصون الحقوق العامة والخاصة، ثم ما يساعد الأفراد على زيادة التكيّف الاجتماعي والتوافق النفسي في المجتمع.
 تحقيق التوازن بين القيم الأخلاقيّة النظريّة والقيم الممارسة في المجتمع، والأخذ من العادات والتقاليد بما يتمشى مع قيم الإسلام الثابتة؛ التي يتطور الناس ليرتقوا إليها وليمارسوها في صور أفضل من ممارستها في أجواء الجهل والتخلف. وهذا التوازن هو الذي يحقق ما يسمى بالتكيّف مع المتغيرات، ويساعد على إعادة النظر في العادات والتقاليد الاجتماعية لتتطابق كلها مع قيم الحياة التي يتطور الناس حولها، ويغيّرون من أساليبهم وطرقهم لملاءمتها.

ب - وسائل التغلب على التلوث الخلقــي: 
البيئة الاجتماعية: حيث تبنى العلاقات بين الأفراد على أساس من السلوك الحسن والاحترام المتبادل، والتعود على الفضائل سلوكاً وتعبّداً، مثل: الإخلاص والأمانة، والمحبة والجد، والنظام والتعاون، والإخاء، والمودة والاحترام، والاعتماد على النفس، والرحمة، والشفقة وغير ذلك لتكون البيئة عاملاً موجهاً لسلوك الأفراد، وميولهم، وغرائزهم، وكل ذلك في نطاق التعاون بين بيئات التربية الثلاث: المدرسة - المسجد - المجتمع.

فالأسرة هي التي تغذي الصغار بالصفات الخلقية ا لحسنة عن طريق الممارسة اليوميّة، والسلوك الخلقي الحسن للوالدين،وترجمتهما لمعاني المسؤولية والصدق والأمانة؛ ليعرف الطفل الأخلاق سلوكاً طبيعياً عملياً قبل أن يعرفه في معانيه المجردة. أما المسجد فهو مكان ا لإشعاع الروحي والثقافي الذي يصوغ سلوك الناس فيه بما يناسبه من نقاء وطهر، وعفاف وتجرد، وانضباط والتزام.

المنهج الدراسي: وللمنهج وسائله المباشرة وغير المباشرة في تربية الأخلاق، فالدروس الخاصة بالتربية الخلقيّة والتي تهدف إلى تعلم الفضائل، وتحض على العادات الطيبة والسلوك الحسن وسائل مباشرة، أما تهيئة الجو المدرسي الذي يتبادل فيه الطلاب التجارب الحسنة، والخبرات الطيبة، ويتدربون فيها عملياً على ممارسة سلوك الفضيلة والخير والحق في بيئة اجتماعية صالحة موجهة فهذه هي الوسائل غير المباشرة أو العمليّة التي تعد أكثر نفعاً وأعظم جدوى من تعليم الأخلاق نظرياً لأنّ علم الأخلاق ودراسته شيء، وممارسته في السلوك اليومي شيء آخر.

الاتجاه العلمي في إبراز محاسن الأخلاق الفاضلة، ومضارّ السلوك السيئ في حياة الأفراد والأمم،وذلك بالاستفادة من نتائج البحوث العلمية في مجالات علم النفس والاجتماع والفلسفة والطب، والتي أثبتت آثار السلوك الحسن والسلوك السيئ بما لا يدع مجالاً للمغالطة أو الإنكار؛ وقد اعتادت الأمم أن تنشر إحصاءات مفصّلة عن الجريمة ودواعيها، والمسكرات والمخدرات، وأنواع الانحراف والشذوذ المختلفة، ونتائج ذلك كله على أوجه الحياة المختلفة، اجتماعياً، واقتصادياً، وبشرياً.
الرفقة الحسنة: إذ أن الفرد يتأثّر بمن حوله كما يتأثر بما حوله من بيئة يعيش فيها، وأسرة ينشأ فيها، ولذلك شبّه الرسول صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح ببائع المسك، والجليس السوء بنافخ الكير، فكلاهما مؤثر في صاحبه، والإنسان بطبعه مقلِّد لأصدقائه في سلوكهم ومظهرهم، وملبسهم فمعاشرة الأبرار والشجعان تكسب الفرد طباعهم وسلوكهم، بينما تكسب معاشرةُ المنحرفين الفرد انحرافهم أو تقبّل انحرافِهم.

دراسة سير الأنبياء والرسل والأبطال والنابغين في ميادين العلم والمعرفة، والقتال والحرب، وعلى رأس ذلك دراسة سيرة سيد الخًلْق صلوات الله وسلامه عليه؛ باعتباره القدوة الأولى للبشرية، لأن دراسة هذه الشخصيات هي التي تبعث الروح الخيّرة في الناشئة، وتجسّد فيهم معاني التضحية والفداء في سبيل المثل العليا، والمبادئ السامية.

كما أنّ دراسة هذه النماذج تساعد المنظمات الموجهة للشباب في تطبيق السلوك الأخلاقي والاجتماعي بما يؤكد القيم الأخلاقية المرغوبة، وبما يحقق التوازن بين عطاء الأسرة والمدرسة والمجتمع؛ في النواحي السلوكية والأخلاقية.
توحيد جهود الوسائل التربوية المتمثلة في البيت، والمدرسة، والراديو، والمسرح، والتليفزيون، والكتاب، ومنظمات الشباب، فإذا كانت المدرسة أو كان البيت قائماً بالتربية الخُلقية، والمؤسسات الأخرى تقوم بما يعكسها فلا قيمة لجهد البيت أو المدرسة.
إن المدرسة هي أخطر مؤسسات التربية أثراً في حياة الناشئة؛ لما يمكث الطالب في التعليم من سنوات اليفاعة والشباب غير أن دور المؤسسات الأخرى لا يقبل عنها؛ حيث أصبحت كلها مراكز نفوذ وتسلط، واختراق للحواجز والبيوت، المر الذي يؤكد حتمية توحيد هذه الجهود منهجاً وتخطيطاً في سبيل تربية شباب الأمة على الخُلُق الجميل، والسلوك الحسن المرغوب فيه.

دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق
كلية التربية / جامعة حلوان 

 







التعامل التربوي مع الطفل العصبي
بقلم / عصام ضـاهـر
Esim825011@hotmail.com

سأل معاوية بن أبي سفيان الأحنف بن قيس عن الولد ، فقال : يا أمير المؤمنين أولادنا ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، ونحن لهم أرض ذليلة ، وسماء ظليلة ، وبهم نصول عند كل جليلة ، فإن طلبوا فأعطهم ، وإن غضبوا فأرضهم ، يمنحوك ودهم ، ويحبّوك جهدهم ، ولا تكن عليهم قفلا فيتمنّوا موتك ويكرهوا قربك ويملوا حياتك. فقال له معاوية : لله أنت ! لقد دخلت علىّ وإني لمملوء غيظا على يزيد ولقد أصلحت من قلبي له ما كان فسد.
بهذه العقلية نريد أن نكون في تعاملنا مع أبنائنا ، و أن تكون نظرتنا لهم نظرة إيجابية ، و أن نغدق عليهم من عطفنا وحبنا ، بدلا من الصراخ في وجوههم ، وإعلان الثورة عليهم لأتفه الأسباب ، حتى لا يكتسبوا منا سلوكا غير مرغوب فيه .
فلقد ثبت علميا أن الطفل يتأثر بما يحيط به من الحنو أو القسوة تأثرا عميقا يصاحبه بقية حياته وعمره ويشمل نواحيه الصحية والنفسية ، وكما هو معلوم لدى علماء التربية أن الطفل يولد وليس له سلوك مكتسب ، بل يعتمد على أسرته في اكتساب سلوكياته ، وتنمية شخصيته ؛ لأن الأسرة هي المحضن التربوي الأول التي ترعى البذرة الإنسانية منذ ولادتها ، ومنها يكتسب الكثير من الخبرات والمعلومات ، والمهارات ، والسلوكيات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي -إيجابا وسلبا – وهي التي تشكل شخصيته بعد ذلك ، وكما قال الشاعر أبو العلاء المعري :
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
ومن الظواهر التي كثيرا ما يشكو منها الآباء والأمهات ظاهرة العصبية لدى الأطفال . ونحن في هذه السطور سنلقي الضوء على هذه الظاهرة بشيء من التفصيل .

أولا : تعريف العصبية :

هي ضيق و توتر وقلق نفسي شديد يمر به الإنسان سواء الطفل أو البالغ تجاه مشكلة أو موقف ما ، يظهر في صورة صراخ أو ربما مشاجرات مع الأقران أو أقرب الناس مثل الأخوة أو الوالدين .

أسباب العصبية لدى الأطفال

يرى علماء النفس أن العصبية لدى الأطفال ترجع إلى أحد السببين الآتيين :
1. أسباب عضوية ( مَرضية ) ، مثل :
- اضطرابات الغدَّة الدرقية .
- اضطرابات سوء الهضم .
- مرض الصرع .
وفي حالة وجود سبب عضوي لا بد من اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص لمعالجته منه ، فلا بد من التأكد من خلو الطفل من الأمراض العضوية قبل البحث عن أسباب نفسية أو فسيولوجية تكمن وراء عصبية الطفل .
وفي حالة التأكد من خلو الطفل من تلك الأمراض السابقة ، علينا أن نبحث في السبب الثاني للعصبية وهو :
2. أسباب نفسية واجتماعية وتربوية ، وتتمثل في : -
- اتصاف الوالدين أو أحدهما بها ، مما يجعل الطفل يقلد هذا السلوك الذي يراه أمام عينيه صباح مساء .
- غياب الحنان والدفء العاطفي داخل الأسرة التي ينتمي إليها الطفل ، سواء بين الوالدين ، أو إخوانه .
- عدم إشباع حاجات ورغبات الطفل المنطقية والمعتدلة .
- القسوة في التربية مع الأطفال ، سواء بالضرب أو السب ، أو عدم تقبل الطفل وتقديره ، أو تعنيفه لأتفه الأسباب .
- الإسراف في تدليل الطفل مما يربي لديه الأنانية والأثرة وحب الذات ، ويجعله يثور عند عدم تحقيق رغباته .
- التفريق بين الأطفال في المعاملة داخل الأسرة ، سواء الذكور أو الإناث ، الكبار أو الصغار .
- مشاهدة التلفاز بكثرة وخاصة الأفلام والمشاهد التي تحوي عنفا و إثارة ، بما في ذلك أفلام الرسوم المتحركة .
- هناك دور رئيس للمدرسة ، فربما يكون أحد المعلمين ، أو إحدى المعلمات تتصف بالعصبية ، مما يجعل الطفل متوترا ، ويصبح عصبيا .
مظاهر العصبية لدى الأطفال
- مص الأصابع .
- قضم الأظافر .
- إصرار الطفل على رأيه .
- بعض الحركات اللاشعورية مثل : تحريك الفم ، أو الأذن ، أو الرقبة ، أو الرجل وهزها بشكل متواصل .... إلخ .
- صراخ الطفل بشكل دائم في حالة عدم تنفيذ مطالبة .
- كثرة المشاجرات مع أقرانه .

خطوات العلاج
1. أن يتخلى الوالدان عن العصبية في معاملة الطفل . وخاصة في المواقف التي يكون فيها الغضب هو سيد الموقف .حيث إن الطفل يكتسب العصبية عندما يعيش في منزل يسوده التوتر والقلق .
2. إشباع الحاجات السيكولوجية والعاطفية للطفل بتوفير أجواء الاستقرار والمحبة والحنان والأمان والدفء ، وتوفير الألعاب الضرورية والآلات التي ترضي ميوله ، ورغباته ، وهواياته .
3. لا بد أن يتخلى الآباء والمعلمون عن القسوة في معاملة الطفل أو ضربه أو توبيخه أو تحقيره ، حيث إن هذه الأساليب تؤثر في شخصية الطفل ، و لا تنتج لنا إلا العصبية و العدوانية .
4. البعد عن الإسراف في حب وتدليل الطفل . لأن ذلك ينشئ طفلا أنانيا لا يحب إلا نفسه ، ولا يريد إلا تنفيذ مطالبه .
5. عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة أو تفضيل الذكور على الإناث ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة ، في الحديث الذي يرويه البخاري عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول : أعطاني أبي عطية فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال ( أعطيت سائر ولدك مثل هذا ) . قال لا قال ( فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) . قال فرجع فرد عطيته .
6. إعطاء الطفل شيئا من الحرية ، وخاصة فيما يتعلق بشراء ألعابه ، أو ملابسه ، وعدم التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الطفل ؛ لأن هذا يخلق جوا من القلق و التوتر بين الطفل ووالديه .
7. استخدام أسلوب النقاش والحوار والإقناع مع الطفل العصبي بدلا من الصراخ في وجهه حيث إن ذلك لن يجدي معه نفعا.
8. تعزيز السلوك الإيجابي للطفل سواء بالمكافآت المادية أو بالتحفيز المعنوي عن طريق إطلاق عبارات المدح والثناء .
9. إتاحة الفرصة للطفل في ممارسة نشاطه الاجتماعي مع الأطفال الآخرين ، و عدم الإفراط في الخوف على الطفل ، حيث إن تفاعله مع الآخرين يساعد في نمو شخصيته الاجتماعية .
10. مراقبة ما يشاهده الطفل في التلفاز ، و عدم السماح له برؤية المشاهد التي تحوي عنفا أو إثارة . 








هل الإنسان يصنع اسماً أم الاسم يصنع الإنسان؟
عبدالهادي الخلاقي

يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-)) إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأن يحسن أدبه)). وقد شكا أحد الآباء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب عقوق ابنه، فقال عمر للابن: "ما حملك على عقوق أبيك"؟ فقال الابن: يا أمير المؤمنين ما حق الولد على أبيه؟ قال: "أن يحسن اسمه، وأن يحسن اختيار أمه، وأن يعلمه الكتاب"، فقال: يا أمير المؤمنين إن أبى لم يفعل شيئاً من ذلك، فالتفت عمر للأب وقال له: "عققت ولدك قبل أن يعقَّك"! إن تسمية الأبناء هي قضية هامة في كل بيت فقبل أن ترزق الأسرة بطفل جديد يبدا أفرادها بالبحث عن اسم يناسب مولودهم القادم، البعض يستقى الاسم من اسماء معينة في العائلة وأخرون يحبذون بأن تكون اسماء ابنائهم كاسماء الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم جميعاً، والبعض يجد في شخصية عالمية مثال يحتذى به لكي يسمي اسم مولوده الجديد والبعض يجد في شخصيات برامج التلفاز تشبة وقدوة حسنة أو قد يستعان بالأصدقاء أو بالبحث في الشبكة (الانترنت)، وهكذا لكل عائلة وجهة نظر في الاسم الذي سوف يحمله مولودهم الجديد، وفي نهاية المطاف فإن ثقافة الأسرة والبيئة التي ينتمي اليها الأبوين هي التي تحدد الاختيار في هذه القضة، ولكن السؤال الذي يجب أن يطرح: هل وضع الأبوين أنفسهم في موضع المسائلة لقضية اعتبروها حساسة منذ البداية ؟ فالطفل نفسه إن لم يرق له هذا الأسم سيبدا بالسؤال: ما ذنبي بأن احمل هذا الاسم ؟ طبعا إن كان الاسم غريب وغير ملائم مع البيئة التي سينشأ فيها هذا الطفل مما يجعله يعيش في عقدة نفسية من جراء تسميته بهذا الاسم والتي يعود معضمها الى التسمي بأسماء الأولين التي ورثناها تحت مسميات عدة كالاحترام والتقدير الشديدين للآباء والأجداد والعرفان بالجميل وتخليدا للذكرى بعد الوفاة، فهو عرف ساد لوقت طويل، ويبقى السؤال: هل الإنسان يصنع اسماً أم الاسم يصنع الإنسان؟ كم من قادة عظام كانت أسمائهم غريبة وأفعالهم عظيمة؟ وكم من مستبدين عرفهم التاريخ بأسماء جميلة تدندن لها الآذان وأفعال يندى لها جبين البشرية ، يشير الإمام ابن القيم رحمه الله إلى أن هناك علاقة وارتباط بين الاسم والمسمى، وأن للأسماء تأثيراً على المسميات، وبالعكس، ويذكر رحمه الله جانباً تربوياً هاماً فى اختيار الاسم، إذ أن صاحب الاسم الحسن يحمله اسمه ويدفعه إلى فعل المحمود من الأفعال وذلك حياءاً من اسمه لما يتضمنه من المعاني الحسنة، ويلاحظ فى العادة أن لسفلة الناس ولعليتهم أسماء تناسبهم وتوافق أحوالهم.
فالاسم ذو الملمح الإسلامي يكون بمثابة الإقرار على أن صاحبه من أهل الإسلام، وليس هذا فقط بل المعتزين بإسلامهم، الفخورين بهويتهم الإسلامية، ولذلك أرشدنا النبي إلى أحب الاسماء فقال: ((تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمّام، وأقبحها حرب ومرّة)) إذا لتكن أسماء أبنائنا أسماء العبودية لله تعالى وكل اسم حمل معنى من المعاني النبيلة الدافعة لكل خير والحاجزة لصاحبها عن رديء الأخلاق والفعال, ولتنطبع في نفوسهم كل معاني الخير والاعتزاز بالدين الذي تحمله أسماؤهم، كما علينا أن نُعلم ابنائنا معاني اسمائهم فإن كان الاسم لنبي او صحابي ، فعلينا أن نذكر قصة هذا النبي الكريم او حياة الصحابي الجليل أو حياة العلماء حتى يتعزوا بهذا الاسم ويقتدوا به في حياتهم.
 








تربية تهدم ولا تبني
احمد سمير

بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة.

يعتمد بعض المربون والآباء والأمهات علي كثير من مناهج التربية الخاطئة ، ويظنون أنهم أدو المسؤولية ، ويعتمدون علي تلك المناهج في تربية أبنائهم ثم تفاجأ الأب أو الأم أن الولد لم يربي تربيه صحيحة لا هو ولد صالح ولا ولد ناجح في حياته ، فتفاجأ الجميع أنهم فشلوا في تربية أبنائهم ، ولم يكن ذلك ليكون إلا لاعتمادهم علي أنواع من التربية تهدم ولا تبني ، فينبغي علي الأب أن ينتبه ولا يسلم ولا يتكل علي مناهج يظنها وحدها كافيه وكفيله بتربيه ولده ، واليك أخي في الله أنواع من التربية الهدامة(1) التي لا يعتمد عليها ..

1..التربية في المدارس 

المدرسة من المفترض أن تكون وسيله وأداه لبناء الأجيال في المجتمع ليتخرج منها أبناء يتحملون مسؤوليات دينهم فينشروه وينصروه ، ومسؤوليات حياتهم فيكونوا أفراد ناجحين نافعين في مجتمعهم وقادرين علي مجابة الحياة وتحمل المسؤولية، هذا دور المدرسة المنتظر . لكن للأسف الشديد مدارسنا تخرج المفسدين الغير مؤهلين لقياده ونفع مجتمعهم ، وليس هذا وليد الصدفة ، بل هذا مخطط له ومقصود.
فمنهج وهدف التربية في المدارس العامة مبني علي مناهج وأهداف علمانية غربية يهتم بالتربية البدنية والنفسية للطفل فقط ، دون الاهتمام بالتربية علي الدين ، كلامي علي أهداف التربية في المدارس ناهيك عن المناهج الدراسية العقيمة ، ونظام التعليم نفسه كل هذا وغيرة لا أتكلم عنه.
لأن أهداف هذه المناهج مبني علي عدم وجود إله وعدم وجود يوم آخر ولا حساب ، فهو مبني علي أساس غير ديني، وكأن الدنيا هي الفرصة الوحيدة للحياة ، هذا في المدارس العامة ناهيك عن المدارس الخاصة اللغات التنصيريه(الانجليزية،الفرنسية،الامريكيه، الايطالية)التي بدأت تنتشر في المجتمع الإسلامي وكأنها هي التعليم الأمثل. وهي في الحقيقة خطر عظيم يكفي أنها لا تربط الطفل بربه ألبته وكأن ليس له إله.وهذا سبيل التنصير في بلاد الإسلام.
(1) استفدت كثيرا من سلسلة \"محو ألاميه التربوية\" فضيه الشيخ الدكتور / محمد إسماعيل المقدم 1

والذي يعتمد ويتكل علي المدارس في التربية ، ويظن أن المدرسة تربي وتعلم ابنه فقد اخطأ كثيرا ن ومربي الطفل لا ينسي انه موقوف أمام الله ومسئول عن ولده إذا لم يربيه علي الإسلام دين شامل عقيدة وخلق ومعامله وحياه ، فهذا الطفل يتعلق في عنق أبيه يوم القيامة ، ويقول ربي أبي وأمي لم يحسنا تربيتي ولم يعلماني دينك يا رب .
فكيف يكون الحال وقتها . فالفرصة أمامك.ربي ولدك ..تفوز بجنه ربك

2..تربيه الأبناء تربية الدواجن والبهائم


بعض الناس ينظر للتربية علي أنها توفير ملابس و طعام وشراب لطفل فحسب ،وينتظر هذا الأب الحصاد فلا يجد شيئا ثم يشتكي ويسأل \"ربيت ولدي أحسن تربيه ومع هذا ابني يعقني أو ابني انحرف \" ونسي هذا الأب انه ربي ابنة تربية الدواجن والبهائم ،حيث ينشغل من يربي البهائم بالأكل والشرب والمكان فحسب .وهل اختلفت تربيتك لولدك عن تربية الدواجن والبهائم.
أيها الأب وألام والمربي الفاضل تربية الأبناء الحقيقية هي تربية ذلك الكائن المكرم ليكون عبدا لله (1) يدخل الجنة ، ويكون سببا لدخول أبواه الجنة .
الابن يجب أن يعد ويؤهل ليصنع المستقبل بيده لنفسه ولأمته ، نع يجب أن يؤهل يواجه صعاب الحياة .
ابنك رجل المستقبل ..... فأزرع فيه اليوم ما تحب أن تجنيه غدا
ابنك رجل المستقبل ..... فأزرع فيه اليوم ما تحب أن تجنيه غدا
ابنك رجل المستقبل ..... فأزرع فيه اليوم ما تحب أن تجنيه غدا
ابنك رجل المستقبل ..... فأزرع فيه اليوم ما تحب أن تجنيه غدا

3.. التربية بالشدة والصرامة


من أنواع التربية الخاطئة والتي تهدم ولا تبني تلك التربية التي تبني علي العنف والشدة والتسلط يقولون \" لكي يصبح رجلا \" يريدون منه المثالية ،أو يلزم الطفل بأعمال تفوق قدراته ويعاقب الطفل علي عدم

(1) سيتم بيان ذك بالتفصيل في فصل التربية الإيمانية للطفل إنشاء الله تعالي . 2
القيام بها ، هذا المسلك خطأ في التربية .
أيها الآباء والأمهات والمربون ماذا نريد أن يكون أبنائنا ؟! منزوعو الشخصية ! تابعين لغيرهم ! غير واثقين من قدراتهم ! فيظل طفلك مدفون تحت عدم الثقة في النفس ! أم صاحب شخصية ضعيفة عند الكبر .
أيها الآباء والمربون اتقوا الله في أبنائكم ، لا تقتلوا شخصياتهم بتسلطكم عليهم ، والشدة الزائدة التي تقتل معها كل رأي للطفل، وكل فكره للطفل .فيكبر جسمه ولا يكبر عقله ولا تقوي شخصيته . فلا يقدر علي مجابهة الحياة لأنه غير واثق من نفسه . فلا ينجح في حياته وتكونوا انتم السبب أيها الآباء والمربون . وهذا سيعالج أكثر في فصل إشباع الاحتياجات النفسية للطفل ( التربية النفسية للطفل ) .

4.. التربية بالدلال والتسامح الزائد 


هذا النوع من التربية لا يقل خطرا عن التربية بالشدة والتسلط . فالتدليل الزائد يقلل فرصة حصول الطفل علي خبرات في الحياة وهو صغير . ولكن عند الكبر عندما يكون منتظر من هذا الرجل أن يكون صاحب خبرات في الحياة ليتخذ القرارات الصائبة في حياته نجده للأسف غير قادر علي تحمل المسئولية ، أو اتخاذ القرار .فيفشل في مواجهة الحياة وصعابها ، ويظل تابع لغيره .غير متحمل للمسئولية .لأنه أيام كان طفلا كان مدللا تدليلا زائد ضيع عليه فرصة تربيته علي تحمل المسئولية .
ويظهر هذا التدليل الزائد في الخوف الشديد علي الطفل فلا يسمح للطفل أن يلعب مع أقرانه ، أو اللعب بأي شيء من أدوات البيت وهذه حماية زائدة تؤثر سلبيا علي شخصيه الطفل . ومنها عدم إعطاء الفرصة للطفل ليتخذ القرار .
والصحيح إعطائه الفرصة ليقوم ببعض الأعمال . مثل خلع الحذاء أو تركه يربط حذائه بنفسه وان لم يجيد ذلك ، أو تركه يلبس وحده ملابسه ،هذا كله له اثر في تنميه الثقة في نفس الطفل ،ويزيد خبراته فتنمو تلك الشخصية .أما التدليل إذا زاد له خطره علي شخصيه الطفل.
فالتدليل الذائد للطفل خطأ في التربية ، والشدة الذائدة خطأ في التربية، والصحيح بين الشدة واللين الوسطية هي التربية الناجحة.
3

الحزم + الحب والرحمة = التربية الناجحة

5.. تربية الإعلام والتلفاز والفضائيات


البعض من الآباء والأمهات لا يتحملون مسؤولية تربية أبنائهم .وهم في الحقيقة مسئولون أمام الله عز وجل عن أبنائهم.فهم يتركون أبنائهم أمام الشاشة لتربيهم ،فيتربي الطفل علي المناهج الإعلامية السلبية ،فيتربي الطفل علي الخداع والكذب العنف والعدوان ، ويخرج طفل غير سوي أصلا.لأن الطفل تربي علي كل شر(كذب، وغش ، وجنس ، وقتل) ويزيد العدوان عند الأطفال لكثرة مشاهدة المسلسلات ،و الأفلام التي تحوي عراك وعنف.بل ويعتاد الطفل علي رؤية كثير من المحرم فيألفه نعم يألف الحرام ولا يستنكره عند الكبر لأنة ألفه في الصغر .
أيها الآباء انتبهوا !
هذا الإعلام موجه نحو فساد أبنائنا وخطره عظيم . كم جريمة قتل وسرقة قام بها أطفال وما كانوا ليفعلوها لولا أنهم شاهدوها علي الشاشة فحاولوا التقليد ففعلوا تلك الجرائم . وكم بيت احرق واشتعلت فيه النيران وكان السبب هو طفل حاول تقليد مشهد ما من فيلم .وكم من طفل مات وهو يحاول أن يقلد الكرتون الخيالي \"سوبرمان\" فقفز من الطابق العلوي ليكون البطل كما صوره له الخيال والكرتون ليهوي من أعلي علي الأرض ميتا .وما كان ليفعل ذلك لولا انه حاول تقليد مشهد ما علي الشاشة .
انتبهوا !!!!! أيها الآباء أيتها الأمهات أيها المربون إلي الفضائيات وما يعرض فيها وما تبثه ففيها السم وضعوه في العسل . فلنميز بين ما يصلح الأبناء وما يفسدهم . ولا مانع من مشاهدة الطفل للكرتون الهادف الذي يحوي قصص تربوي للطفل ليتعلم منه الطفل الأخلاق والسلك السليم الذي يزرع في طفلي كل خير . أيها الآباء خذوا الأمر بجد فالأمر خطير . في بيوتنا معلم أسف \"مجرم\" يقتل أبنائنا يعلم أبنائنا القتل والعنف والكذب والعنف والغش والحرام والسرقة والخداع والسب والشتم والعقوق للوالدين وعدم احترام الكبير . نعم معلم يهدم الثوابت ويدعو للخروج عليها .
أيها الآباء كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .

يحكي رجل عن أستاذ في الجامعة فيقول \" زرت أستاذا من الجامعة في بيته .وكان هذا الأستاذ نصرانيا ، فلاحظت انه ليس لديه \" تلفزيون \" فسألته عن سبب ذلك فأجاب ( أنا مجنون حتى آتي إلي بيتي بمن يشاركني في تربية أبنائي ؟! ) هذا نصراني واع ، أفما آن للبيوت المسلمة الواعية المستنيرة أن ينتبهوا لما يعرض في هذا الجهاز وأثره علي الأبناء .

 







الرجولة
حسن صالح الخالدي

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة 
جلس أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يوما مع أصحابه فقال لهم : تمنوا ، فقال الأول : أتمنى لو أن لي دار مملوءة ذهبا أنفقه في سبيل الله ، وقال الثاني : أتمنى لو أن لي دارا مملوءة لؤلؤا وجواهرا أنفقها في سبيل الله ، فقالوا له وأنت يا أمير المؤمنين ماذا تتمنى ؟ فقال رضي الله عنه : أتمنى لو أن لي رجالا مثل أبي عبيد بن الجراح ومعاذ بن جبل وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله .

أعاجيب 

هناك من الرجال من قد يساوي مائة رجل ، ومن الرجال من قد يساوي ألف رجل ، ومن الرجال من لا يساوي شيئا ( وهو الرجل الصفر)

أمثلة من واقع الكبار 

المثال الأول : لما حاصر خالد بن الوليد رضي الله عنه بلاد الحيرة طلب المدد من أبي بكر رضي الله عنه ، فأرسل له رجلا واحدا وهو القعقاع بن عمرو التميمي رضي الله عنه وقال له : يا خالد أرسلت لك رجلا بألف رجل
المثال الثاني : لما حاصر عمرو بن العاص رضي الله عنه بلاد مصر طلب المدد من عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل له أربعة من الرجال وهم : الزبير بن العوام والمقداد بن عمرو وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد رضي الله عنهم جميعا وقال له : يا عمرو مددتك بأربعة رجال كل رجل منهم بألف رجل

أمثلة من واقع الشباب 

دخل شاب على أحد الخلفاء الأمويين وكان هو المتحدث الرسمي باسم قومه فقال له الخليفة : ارجع يا فتى وليتقدم في الكلام من هو أسن منك ، فقال الشاب الذي تلمع فيه حياة الرجولة : يا أمير المؤمنين لو كان التقدم بالسن لكان في الأمة من هو أولى منك بالخلافة فسكت الخليفة وتكلم الشاب بما يريد

أمثلة من واقع الصغار 

ها هو أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يمر في طريق من طرقات المدينة على أطفال يلعبون فلما رأوه هرولوا ولم يبق منهم إلا واحدا وهو عبد الله بن الزبير فقال له عمر : لم لم تهرب مع أصحابك ؟ فقال الطفل الذي تلمع فيه حياة الرجولة يا أمير المؤمنين : لم أفعل ذنبا فأخافك ، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسعها لك

من معاني الرجولة : 

الرجولة قوة نفسية تحمل صاحبها على معالي الأمور وتبعده عن سفاسفها
الرجولة قوة تحمل صاحبها على أن يؤدي واجبه نحو ربه ، وواجبه نحو نفسه ، وواجبه نحو أهله ودينه وأمته
الرجولة بعد عن الميوعة واعتزاز بالشخصية واقتداء بالهادي محمد صلى الله عليه وسلم
الرجولة حفاظ على النفس من أن تكون ألعوبة في أيدي اللوطيين
الرجولة تعني الإصلاح لا الإفساد
الرجولة تعني تأليف القلوب لا تفريقها
الرجولة تعني العمل لا القعود بلا عمل
الرجولة تعني التواضع ولين الجانب لا الكبر واحتقار الناس
الرجولة تعني القناعة بالحلال مما أباح الله من الزوجات ( واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع ) لا الوقوع في الحرام وفي أحضان المومسات والبغايا
الرجولة تعني الدور الايجابي للرجل في بيته وفي أهله وفي قريته وفي مدينته وفي دولته لا الدور السلبي .

س / كيف تجعل من ابنك رجلا ؟
ج /
 
1- الحضور بالولد إلى مجالس الرجال العامة ، وجلوسه مع الكبار بأدب واحترام
2- تعليم الولد الأدب مع الكبار ، بالسلام عليهم واحترامهم وتقديرهم
3- احترام الولد وتقديره إذا حضر إلى مجالس الرجال الكبار وعدم إخراجه من المجلس بل لا يجوز إخراجه من مجالس الرجال لان هذا هو مكانه الذي سبق له
4- إعطاء الولد بعض الكتيبات التي فيها قصص الأبطال السابقين من مثل الصحابة والتابعين ، وهكذا قادة الفتح الإسلامي مثل : قصة خالد بن الوليد ، قصة عمرو بن العاص ، قصة سعد بن أبي وقاص ، قصة القعقاع بن عمرو ، قصة حمزة بن عبد المطلب ، قصة محمد الفاتح ...
5- أن يتعلم الولد بعض الممارسات الرياضية الرجولية مثل الرماية والسباحة وركوب الخيل
6- لا لا لا يجوز إهانة الولد أمام الناس وكسر شخصيته ، بل الواجب تأديبه وتهذيبه وتعليمه الواجب عليه برفق واحترام
7- حرص الوالد على أن يجنب ولده أسباب الميوعة والترف ، فيمنع الولد من رقص كرقص النساء وتمايل كتمايلهن ومشطة في شعره كمشطتهن ومنعه من لبس الحرير والذهب ونحو ذلك من ألبسة النساء
8- يستحب أن يجعل لكل واحد من أولاده كنية خاصة به ، تنمي إحساسه بالمسؤولية وتشعره أنه رجل فتقول له : يا أبا فلان يا أبا عبد الله يا أبا محمد يا أبا إبراهيم ...
9- تعليم الولد أن يكون جريئا في بعض المواضع التي هي محلها مثل : أن تكون عنده جرأة على الأذان فيؤذن بالناس ، أن تكون عنده جرأة على الإمامة في الصلاة فيصلي بالناس ، أن تكون عنده جرأة على الخطابة فيخطب بالناس ، أن تكون عنده جرأة على الحديث فيتحدث في الإذاعة الصباحية ، وهكذا
10- أن يكون الولد محتشما في ملابسه بل ويتجنب الميوعة في لباسه وفي قص شعره وفي حركاته وفي مشيته
11- إبعاد الولد عن الترف والبذخ والكسل والراحة
12- إبعاد الولد عن مجالس اللهو والباطل والغناء والموسيقى وما فيها من التكسر والغرام والميوعة
13- إلزام الولد بالصلاة ، خاصة صلاة الفجر والعصر التي ينام عنها البعض من الناس ، فإن حضور الولد للصلاة جماعة مع المسلمين دلالة على رجولته ويصدق ذلك قول الله تعالى ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال ) وقول الله تعالى ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) فهنيئا للشباب الذين يؤدون الصلاة جماعة مع المسلمين هذا الوصف من الله لهم بالرجولة 0 






تلخيص كتاب (تأسيس عقلية الطفل)
مرضي بن مشوح العنزي.

بسم الله الرحمن الرحيم

الكل يحب أولاده، فهم زينة الحياة الدنيا، وهم لذة الروح، وأنس الفؤاد..
الكل يحرص على أن يربيهم التربية الناجحة، إنما الخلاف في الوجهات، فالصواب قد يختلط على بعض الناس، وما كل مريد للخير يصيبه، والرحمة أن لكل مجتهد نصيب..
البعض يظن أن التربية سهلة، ولكن الحقيقة أن أصعب مشروع في الحياة هي التربية...
ولدان من بطن واحد، الكل له مزاج، وله تصرف، ويحتاج تعامل غير تعامل أخيه..
إنا وجدنا آباءنا على أمة، هذا شعار البعض، و(الهادي الله) دون تقديم أي جهد تربوي لأبنائه..هذا تصرف البعض..والأبناء بين هذا وهذا حتى إذا صلب العود واشتد الحب، قرعت الأسنان، وضرب الكف بالكف، والعوض على الله...
ولكن هناك ولله الحمد من همه الأول، ومشروعه الرابح، تربية الأولاد،والحفاظ على الرعية، حتى يجد لذة برهم في الحياة الدنيا، والفوز بالأجر، ولو فقد الدنيا فقد وفّى ما طُلب منه، ولن يضيع الله عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى...
وبين أيديكم تلخيص كتاب (تأسيس عقلية الطفل) للدكتور عبدالكريم بكار، إهداء لأولئك الآباء الذين يتعاهدون زرعهم، ويهذبونه..أسأل الله لهم التوفيق وأن يحقق لهم ما يريدون بمنه وكرمه...

-أفضل طريقة تجعل الأبناء يحترموننا، ويحترمون أنفسهم هي أن نعاملهم باحترام، وأفضل طريقة تجعلهم عطوفين ومدركين لمشاعر الآخرين هي أن نعاملهم بعطف وحب، وأن يرونا نتعاطف مع الضعيف والمسكين والمظلوم.(صفحة 4)
- الإبداعات والانجازات، لا يمكن أن تنشأ، وتنتعش في بيئات يسيطر عليها الجهل، والكسل، والفوضى، والظلم، والاستبداد، والانغلاق، والإهمال.(7)
- إ المرء حين يتحدث وهو غاضب فإن من المتوقع أن يفقد شيئا من توازنه، وأن ينساق وراء انفعالاته.(8)
-إن العمل الأساسي للأجداد والجدات هو تدليل الأطفال، فدعهم يمارسون عملهم.(12)
- في الإمكان أن نعزو الكثير من إخفاقات المربين إلى وجود فجوة كبيرة بين ما يطلبونه من أبنائهم، وبين ما يقومون بممارسته.(14)
- لا يصح أن يصرفنا ما نراه من أخطاء لدى بعض الملتزمين عن التمسك بأهداب الدين، وإلا كنا كمن يعاقب نفسه على أخطاء غيره.(15)
-أتح للصغير فرصة -ولو مرة واحدة- للتميز على من حوله.(15)
- حاول دائما أن تمنح ابنك فرصة ثانية.(18)
-لا ينبغي للوالد أن يقلق إذا وجد لدى ابنه بعض التصرفات التي يعد وجودها عاديا لدى الأطفال في مثل سنه، على سبيل المثال: ابن الخامسة كثيراً ما يكذب، وذلك لأن الخيال لديه يختلط بالحقيقة.(19)
- لا يصح أن نعامل كل الأطفال بإسلوب تربوي واحد.(20)
- النجاح في التربية يتطلب في بعض الأحيان أن نوافق الصغير على نظرته.(21)
- حين يتقبل الأب حقيقة أنه ليس مربيا مثاليا، فإنه يخف الضغط عنه وعن ابنه.(22)
-لا ينبغي أن نتوقع من الطفل استيعاب ما نلقنه إياه من أول مرة.(23)
-دل بعض الدراسات على أن الأطفال يقلدون سلوك الكبار الذين يحترمونهم، ويهتمون بهم، والذين يعاملونهم بعطف ودفء وحنان.(24)
-لكل مرحلة عمرية تصرفات تناسبها، فإذا أردنا للصغار أن يتصرفوا وفق مرحلتهم، فعلينا أن نتصرف وفق مراحلنا.(25)
-علينا أن نؤكد أنه لا بد للأبناء أن يحرزوا قدراً من النجاح، والتفوق؛ لأن هذا يظل ممكناً، لكن ليس عليهم أن يصلوا للكمال الذي نتخيله.(26)
- لنحارب دون الأصل والجوهر، ولنظهر التصلب تجاه الالتزام بهذه الأمور، ولنتساهل تجاه الأشكال والرغبات المباحة، والأمور الطارئة الفرعية، وإن كانت غير مستساغة في ذوق أهل عصرنا.(27)
-السلبية والتشاؤم لا يحلان أي مشكلة من المشكلات، وإنما يبعثان على القعود والتهميش، على حين أن التفاؤل والإيجابية يدفعان دفعاً في طريق العمل واكتشاف الإمكانات الكامنة.(28)
-أول سمة من سمات المربي الإيجابي هي امتلاك القدرة على السماع.(28)
-من معاني الإيجابية التقليل من الشكوى، والتقليل من اللوم.(28)
- لنتحدث أمام الأطفال عن آفاق الممكن، وعن الفرص السانحة، والإمكانات الكامنة.(30)
-الأب المتفائل يجذب أطفاله إليه، على حين يبعدهم الأب المتشائم عنه.(31)
-تصحيح الصغار لأخطائهم يحتاج إلى وقت، ويجب أن نمنحهم ذلك الوقت.(33)
- أشعر الطفل أن من الطبيعي أن يمر عليه بعض الأيام العصيبة، فنحن في دار ابتلاء.(36)
- علّم الطفل الفرق بين، أنا أولاً، والقول: هذا دوري.(39)
- لا ينبغي أن يكون هناك فرق شاسع بين معاملة الطفل داخل المنزل، ومعاملته على الملأ.(40)
- أظهر بعض البحوث والدراسات أن هناك قيمة كبيرة لتوقعات الكبار لما يمكن أن يكون عليه الصغار في المستقبل.(40)
-لا تجعل ابنك يشعر أنك تراقبه طول الوقت.(45)
- ضعف التواصل مع الأبناء سيعني تركهم يسبحون في بحر عميق دون طوق نجاة، ودون وجود منقذ.(47)
-على المربي أن يكون على سجيته مع من يربيهم، فكونه مربياً لا يعني أن يدعي ما ليس فيه.(47)
- لنتعامل مع أخطاء الصغار على أنها زلات من أشخاص طيبين.(48)
- شيء جيد أن نعبر لأبنائنا عن عواطفنا نحوهم، حتى بعد أن يصبحوا كبارا.(51)
- بعض الآباء يوجهون النصائح لأبنائهم وهم غاضبون، فيكونون كمن يرسم خطاً على الرمل.(53)
-إن الطفل حين يكون صغيراً، قد لا يحتاج إلى أكثر من ابتسامة وحضن دافئ، ولكنه حين يكبر فإنه يحتاج إلى الشعور بأن أهله معه، ويهتمون بتطلعاته ومشكلاته الدراسية والعاطفية.(53)
-حين تخالف أفعالنا عقائدنا، فإننا نصاب بشرذمة الذات، ونعطي إشارة للأوضاع السيئة بأن تتجذر وتستمر.(54)
- حين نسمح للطفل أن يدافع عن آرائه، فإنا نحسن مستوى المحاكمة العقلية لديه.(54)
-إن المتحدث الجيد في الأصل هو مستمع جيد.(55)
-خلق الله تعالى للإنسان لساناً واحداً، وأذنين اثنتين، حتى يسمع ضعف ما يتكلم.(55)
-إذا كنا معاشر الآباء نخطئ في فهم بعضنا بعضاً، فإن وقوع الخطأ في التفاهم مع الصغار من باب أولى.
-إن علينا أن نتذكر الآلام الكبرى التي يسببها لنا العقاب البدني حين كنا صغارا، لعل تلك الذكرى تنفعنا في التعامل مع أبنائنا عند محاولتنا تصحيح أخطائهم.
- لا تتوقع من ابنك أن يجد حلاً لكل مشكلة، فالكبار أنفسهم كثيراً ما يعجزون عن ذلك فضلاً عن الصغار.(58)
- الإسراف في منح الثناء يفقده المعنى، ويفرغه من قوة الإثارة، ولهذا فالاعتدال مطلوب.(59)
-ليس من الصواب إطلاق صفة (الولد) أو (الصغير) على الابن بصورة دائمة.(62)
- لا يكفي أن نهتم بنوعية ما نقوله للطفل بل لا بد من الاهتمام بتوقيته وكيفية قوله.(63)
- شجع الطفل على تكرار المحاولة، إذ قلما يصيب المرء النجاح من المحاولة لأولى.(63)
- لنشرح للطفل أنه لا بأس في أن لا يفهم كل شيء، فالكبار أيضاً لا يفهمون كل شيء.(69)
- استخدام وسائل الإيضاح يرفع مستوى الذكاء لدى الأطفال.(70)
- لا تكمن ميزتنا الأساسية في أن لدينا أدمغة، وإنما في كوننا نستخدمها.(71)
- القارئ الجيد لا يقرأ كتباً كثيرة، لكنه إذا قرأ كتابا قرأه بطريقة جيدة.(72)
- إن الطفل كثيراً ما يتخذ من أبويه مثلاً أعلى، ثم يبدأ بتقليد ذلك المثل في سلوكاته، ورؤيته للحياة، وفي مشاعره.(78)
- شعور الصغار والكبار بالحاجة إلى التشجيع، والتقدير، يدل على أنهم غير متأكدين من معرفة خصائصهم وفضائلهم الشخصية، وغير متأكدين من المكانة التي يحتلونها في نفوس الآخرين.(79)
- ليس هناك شيء بمفرده يحقق السعادة، كما أنه ليس هناك شيء بمفرده يحقق الشقاء.(81)
-إني أعتقد والتاريخ يؤيدني أن الرجل الواحد في وسعه أن يبني أمة إذا صحت رجولته.ابن الساعاتي.(82)
- ليس الأمة الفقيرة هي الأمة التي لا تملك الكثير من المال، لكنها الأمة التي يتلفت صغارها يمنة ويسرة، فلا يجدون حولهم إلا رجالا من الدرجة الثالثة.(84)
- حين نتطوع للتفكير عن الطفل، ونقوم بحل مشكلاته بالنيابة عنه فإننا ندفع بإمكاناته الذهنية في طريق الخمول.(85)
-إن من الصعب أن تجد صغيراً أو كبيراً لا تتأثر الأحكام التي يصدرها، والمواقف التي يقفها بالعواطف المتأججة في صدره.(86)
-إن الشيء الذي علينا أن نطلبه من الصغار، ونطلبه من أنفسنا أيضاً، هو إدانة الخطأ، وليس إدانة الشخصية.(87)
- كلما كانت مهاراتنا التربوية أعلى، كانت حاجتنا إلى العقوبة أقل.(90)
-ما دمنا لن نستطيع تعلم كل شيء، فإن علينا إذن أن نتعلم ما هو أعظم أهمية، وأكثر إلحاحاً.(98)
- كل شيء إذا همشته خسرته، إن ترك الرياضة ينطوي على نوع من التهميش ونوع من الحرمان للعضلات من أن تأخذ حظها من النمو، وبالتالي فإننا نحرم أنفسنا من الانتفاع بها على الوجه الأكمل.(99)
- إن على العاقل أن يحرص على عدم وضع نفسه في مواقف صعبة، ومحرجة، حتى لا يجد نفسه ضعيفاً مما يجعله يستهين بالوقوع في الخطأ.(103)
- حين يكون الطفل في حالة نفسية سيئة، فإن من الملائم تذكيره بنعم الله عليه، وبالأشياء الجميلة في حياته.(106)
-الأفضل من تسويغ أخطاء الصغار هو تعليمهم كيف يتحملون عواقب أعمالهم.(106)
-الطفل الذي يعيش في بيئة آمنة يتعلم حسن الظن، والطفل الذي يعيش في بيئة كثيرة الشكوى يتعلم لشجب.(110)
-إذا اتفق شخصان في كل أرائهما، فلا حاجة لواحد منهما.(110)
- القلق لا يجرد المستقبل من مآسيه، لكنه يجرد الحاضر من أفراحه.(112)
- المهم ألا نكثر الشكوى أمام الأطفال حتى لا نبعث في نفوسهم الملل، واليأس، والإحباط، وندفعهم إلى رؤية الأشياء بمنظار أٍسود.(112)
- صدمات الحياة تكون كبيرة ثم تصغر.(113)
- كما أننا تجاوزنا كثيراً من شدائد الماضي، فإننا بعون الله قادرون على تجاوز شدائد الحاضر لتصبح جزءاً من التاريخ.(113)
- إنك لا تنال ما تريد إلا بترك ما تشتهي، ولن تبلغ ما تؤمل إلا بالصبر على ما تكره.علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-(114)
- المهم دائماً ليست منزلتك لدى الناس، ولكن منزلتك لدى نفسك.(115)
- لا حلول كاملة في وسط غير كامل.(117)
-معظم ما يقع فيه الأطفال يكون بسبب ضعف الخبرة وقلة التجربة، وليس بسبب تشوه أساسي في الشخصية.(118)
-على الواحد منا أن يوطن نفسه للحلول المنقوصة، والانجازات المحدودة، والظروف المعاكسة.(119)
- النجاح مرتبط بالعمل والحركة وتنظيم الوقت، والتعلم الجيد، أكثر من ارتباطه بالذكاء والتفوق الذهني.(121)
- لا يكفي أمة الإسلام اليوم النجاح في الحياة، وإنما تحتاج إلى التميز في النجاح.(121)
- حين يعمل الكبار بصمت يتعلم منهم الصغار أخلاقيات العمل ويكون كلامهم قليلا.(123)
- ألاحظ أن البشرية كلما ازدادت نضجاً، وفهماً للحياة، ازداد اهتمامها بالعنصر البشري في عملية التنمية، والعكس صحيح.(124)
-كثيراً ما ننظر إلى مشكلاتنا بعيون قلوبنا، ولذلك فإننا لا نقبل حولها أي نقاش.(133)
- حين ينظر الناس إلى العلم نظرة تجارية، فإنهم يبذلون الحد الأدنى من الجهد للحصول عليه.(134)
-إن مهمة الصغار في التربية الموروثة عن عصور الانحطاط، هي اختزان أفكار الكبار على أنها معايير للخطأ والصواب والخير والجمال.(135)
-إذا أسرفنا في تقديم الخدمة للطفل، فإننا نقعده عن تشغيل العقل، وشحذ الذهن، وبذلك نسيء إليه أكثر مما نحسن.(135)
- الجديد لدى كل العقلاء قد يكون جيداً، وقد يكون سيئاً.(136)
- الحلول العاجلة لمشكلة متأسنة، لا تساهم في حلها،وإنما تساهم في طمسها.(137)
- الصحيح أن عقولنا لا تكبر، وأفكارنا لا ترتقي إلا من خلال مواجهة التحديات والمشكلات التي تتطلب منها نشاطاً غير عادي.(138)
-إن أصحاب الكسل الذهني تحجبهم قسوة المعطيات الحاضرة عن رؤية الإمكانات الكامنة.(138)
-من أعدى أعداء التفكير المثمر، العجلة، والرغبة في الوصول إلى نتائج سريعة.(139)
-إن الحل أو الشيء المرغوب الذي نبحث عنه، لا يرفع الأقنعة عن وجهه من أول محاولة، بل من المعروف أن الأفكار الجيدة كثيراً ما تتوارى إلى أن نستنفد الأفكار والحلول الرديئة.(140)
-العقل من غير معرفة جيدة، وخبرة ممتازة، قد يطرح حلولا شكلية للمشكلات، ويقدم أفكاراً مجوفة.(140)
- الممارسة هي التي تكشف عن الممانعة التي تبديها الطبيعة حيال الكثير من قراراتنا ومرغوباتنا.(140)
- لا هوية من غير فكر، ولا فكر من غير إنتاج فكري، ولا إنتاجاً فكرياً من غير مؤسسات ترعاه وتحتضنه.(141)
- إن تعليم الطالب كيفية استخدام معجم أفضل مئة مرة من أن نحفظه معاني ألف كلمة في اللغة.(142)
- التفكير في بالمستقبل قد يكون هو الوسيلة الفضلى لتنظيم الاستفادة من الإمكانات الحاضرة.(143)
- حين يلقي أحد السمار طرفة لطيفة فإن الذين يتفاعلون معها بعمق وقوة، يكشفون أحياناً عن سرعة بديهة، وأحياناً عن فهم المعاني المتوارية بين السطور، وعن قدرة جيدة على المقارنة.(143)
-اللعب والمرح والتسلي والضحك أمور إيجابية وذات فوائد كبرى لعقل الطفل وروحه إذا ظلت في حدود الاعتدال.(143)
- إن الإبداع ليس سوى التحرر من أسر النمطية، وحتميات الطبيعة، والرهبة من مقولات التاريخ.(147)
-إن الطفل حتى يبدع يحتاج إلى الشعور بشيئين أساسين هما: الأمان، والحرية.(147)
-إن لحيوية الأفكار سلطان أعظم مما يظن الناس، لكن ذلك لا يظهر إلا في المدى البعيد.(149)
-التفكير المبدع هو الذي يعتمد في استنتاجاته على مقدمات ومداخل غير مألوفة.(150)
- التخلف الحضاري والمعرفي يضعف شهية الناس للتساؤل، وحين يتساءلون فإنه يمدهم بأجوبة وهمية.(151)
- المبدعون يستخدمون المقارنة على نطاق واسع من أجل التمييز بين الأوضاع الجيدة والرديئة.(151)
- قد يكون دور المبدع عبارة عن صقل الفكرة أو تحويرها أو الإضافة إليها، وليس توليدها.(152)
-إن الزغل في العلم لا يقتصر على طرح المعرفة الهشة، وإنما يتجاوزه إلى الإطناب في بحث القضايا الجزئية وشغل الناس بها.(152)

تم التلخيص، أصلح الله لكم أولادكم، وأقر بهم عيونكم، وأسعدكم في الدارين.
 
مرضي بن مشوح العنزي.
0503380332




علي بن محمد بن ونوس




بسم الله الرحمن الرحيم

وقف أب يريد أن يضرب ولده ليؤدبه
ثم نظر في عينيه و رأى الولد قد ذعر
فامسك الأب يده و حضن ولده
و قال له: يا بني لا تخف فضربي لك تأديب و ليس تعذيب.
فقال الولد: لقد رأيت جارنا يضرب أولاده حتى أنهم في بعض الأحيان ينزفون الدم من شدة الضرب , فتذكرته و خشيت أن تضربني مثله...بابا ما راح أفعلها ثاني سامحني.
فقبله أبوه بين عينيه و قال : سامحتك , اذهب و صلى ولا تضيع صلاتك مرة أخرى.
ثم أطرق برأسه قليلاً يتذكر ما قاله ولده عن جارهم, و سأل الله أن يهديه.
فلما أذن للصلاة ذهب الأب للمسجد مصطحباً معه ولده , فرأى جارهم في المسجد يصلى التحية , فانتظر الأب لبعد المكتوبة حتى يحدثه, و حاول أن يكون قريباً منه في الصف.
و بعد الصلاة و الأذكار قال لولده أن يجلس ليراجع محفوظه من كتاب الله ثم ذهب الأب إلى الجار يحيه فرد التحيه فاستأذنه في بضع دقائق من وقته فسمح له على الرحب و السعة.
ثم حدثه.....
الأب : كيف حالك يا جاري الطيب؟
الجار : بخير و الحمد لله.
الأب : و كيف أولادك؟
الجار : لا بأس بهم الحمد لله.
الأب: لعلهم بخير , فمالي لا أراهم في المسجد.
الجار: هم صغار و أنت تعرف الأطفال يحبون اللعب.
تذكر الأب أن الكبير تقريباً في الجامعة و الصغير من عمر ولده في العاشرة.
الأب : هل الكبير في الجامعة بعد؟
الجار : لا , العام القادم إن شاء الله.
الأب: فهو ليس صغير إذن للعب.
الجار: أعنى يلعب الكرة مع أصحابه.
الأب: وقت الصلاة يلعب الكرة.
الجار"يضحك": يا راجل بكرة يكبر و يصلى في المسجد.
الأب: لكن الله أمر بالصلاة على كل بالغ و النبي صلى الله عليه و سلم أمرنا بتعليمهم في السابعة و ضربهم عليها في العاشرة.
الجار: صلى الله عليه و سلم, أعمل إيه ولد قليل التربية.
الأب: و من رباه؟ و من أدبه؟
ففهم الجار مراده.
الأب أردف قائلاً: يا جاري الطيب, أولادك نعمه أنعم الله بها عليك , فلا تفرط فيها.
و أمسك بيد جاره , فقد علم أنه لا يضربهم للصلاة إنما لامور أخرى.
الأب: كم من عقيم يتمنى الولد؟
كم من أب عنده ولد معوق؟
كم من أب مات ولده؟
أولادك نعمه فقبل أن ترفع يديك علي أولادك لأنهم عصوك تذكر أنه سيرفع عملك إلى الله جل و علا و سيسألك عنهم يوماً لأنك عصيته فيهم.
فما أحسنت تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة , و ما أحسنت معاملتهم , و ما رحمتهم بل قسوة عليهم و ضربتهم و أهملت صلاتهم و علاقتهم بالله جل و علا.
يا جاري المحترم...إذا أنت مت الساعة فما هو عذرك عند الله؟ ولدي الجامعي صغير.
و ولدي الأخر صغير لا يعقل!!!
يا جاري إذا مات ولدك الساعة فكيف بالله عليك ستضعه في القبر و أنت تعلم عاقبته...و أنت السبب , لأنك أهملته , بل و عاونته على ما كان عليه , من شراء المجلات الهابطة و مشاهدة البرامج الفاجرة و المسلسلات الساقطة و الأفلام المجرمة و شراء الأغاني اللاهية عن ذكر الله و إضاعة الأوقات في معصية الله و عدم شغل وقته بما ينفعه في الدنيا أو الآخرة.
قبل أن ترفع يدك على أولادك
ارفع الغشاوة عن عينيك و الغضب الشيطاني عن قلبك.
و انظر بعين الخبرة و المقدتي برسول الله صلى الله عليه و سلم.
قبل أن ترفع يدك على أولادك
تذكر أن ضربك لهم تأديب و ليس تعذيب و تتجنب الوجه و تتقي الله فيهم.
قبل أن ترفع يدك على أولادك
تذكر أنهم سيكبرون إن أحسنت إليهم أحسنوا إليك و إلى أولادهم و إذا أسأت إليهم ربما يخرج منهم قليل العقل فيعاملك في كبرك بمعاملتك له في صغره , و زد على هذا أنهم ربما اقتدوا بك فصار الولد اب و صار لا يعرف كيف يربي ولده إلا على الضرب , فيخرج جيل لا يرحم الصغير و لا يوقر الكبير و لا يعرف حقوق الله عليه و لا يعلم عن دين الله إلا رسمه.
فاتق الله فيهم , تلك النعمة قد تكون سبب عتقك من النار لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :" كل ابن آدم ينقطع عمله إلا من ثلاث" ...و ذكر منهم "و ولد صالح يدعو له"
بل و كل شئ تعلمه إياه في ميزانك , لقوله صلى الله عليه و سلم : الدال على الخير كفاعله.
و كذلك كل شئ هو يعلمه لزوجته و أولاده و من حوله في ميزانك لا ينقص من آجره شئ.
و رحمتك إياه قد تكون رحمه لك لقوله صلى الله عليه و سلم: ارحموا من الأرض يرحمكم من في السماء.
قبل أن ترفع يدك على أولادك
ارفع عنهم الجهل بالله جل و علا قال الله مبلغاً عن لقمان: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم.
فعلمه التوحيد و عرفه بربه و بنيه صلى الله عليه و على أله و صحبه و سلم و أمور دينه و دنياه و تابعه و صاحبه ليصاحبك في الدنيا معروفا.
ثم تبسم الأب و قال لجاره : أزعجتك؟!
قال الجار: لا و الله بل أيقظتني من غفوة الجهل و التخبط, لا إله إلا الله , اللهم اغفر لي و ارحمنى , و الله يا أخي لساني يعجز عن شكرك , جعلها الله جلسه في ميزان حسناتك.
الأب يمسك بكتف صاحبه و يقول له: أيها الأخ الكريم الدين النصيحة , و كلنا بحاجة إلى من يذكرنا بالله, فلا تنسني من دعائك.
و مرت أيام و سنين بعد هذه الجلسة الصالحة و حسنت سيرة الجار و صلح الله أولاده و صاروا دعاة إلى دين الله .
ثم جاء يوم سماع خبر وفاة هذا الأب الكريم "صاحب الحوار"فاسرع جاره يستأذن أهله بتغسيله فوافقوا لحسن العشرة بينهم بعد ذاك اليوم في المسجد.
ثم تقدم إمام المسجد ليصلى على أبوه صلاة الجنازة, نعم لقد صار الولد الصغير رجل من علماء المسلمين و نظر خلفه ليسوى الصفوف ليجد المسجد قد امتلاء بالرجال و الشباب و الأطفال و في قسم النساء عرف من أمه و زوجته و ابنته فيما بعد أنه كان عن آخره.
بل و لقد اغلق الطريق المؤدي إلى المسجد لازدحام الناس عليه لصلاة الجنازة على هذا الأب الذي طالما دعى إلى الله على بصيرة بدينه و بالدعوة إليه و أمر بالمعروف و نهى عن المنكر و طالما أجهد نفسه في إصلاح بيوت المسلمين و تحذير الناس من البدع و الخرافات و الغلو و مكائد الشيطان و مكائد أعداء الإسلام.
و كان أخر عهده مؤذناً للصلاة بالمسجد فافتقد الناس صوته جداً, ثم طلب الناس من جاره أن يرفع الأذان بعد ذلك ليذكرهم بصاحبه رحمه الله.
الحمد لله و إنا لله و إنا إليه راجعون
اللهم أجرنا في مصيبتنا و أخلف لنا خيراً منها.

11111

جديد الموقع

Search

القران الكريم

اخر التعليقات

ارشيف انا والحياة

سجل الزوار

سجل الزوار

زوارنا