سبحان الله وبحمــــــــــــده سبحان الله العظــــــــيم
لو عندك مشكلة اتركها فى قسم المشكلات وسنعرضها ومعها الحل

الأكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

إحصائية المدونة

translation

free counters

Disqus for halalmashakel

إحصائيات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Ads 468x60px

المتابعون

Featured Posts











هناك قصة معروفة لتجربة هامة قام بها عالمان من علماء النفس .. ومن رواد العلاج النفسى السلوكى .. هما "واطسون و"راينر" .
فقد قام هذان العالمان بوضع فأر أبيض على مقربة من طفل صغير يدعى "ألبرت" كان قد أدخل المستشفى للعلاج من مرض غير نفسى .
وببراءة وتلقائية مد الصغير يده يتحسس ذلك الحيوان الصغير الناصع البياض .. عندئذ أصدر "واطسون" تعليماته باصدار صوت مزعج من خلف الطفل ، جعله يصرخ فزعاً ورهبة .
وتكررت التجربة عدة مرات .. وفى كل مرة يوضع الفأر الأبيض قريبا من "ألبرت" يصدر الصوت المزعج المفاجئ فيؤدى الى فزع الطفل وصراخه . ثم جاءت الخطوة الثانية من التجربة  وذلك بوضع الفأر الأبيض قريباً من الطفل ولكن بدون إحداث ذلك الصوت المزعج ..
فماذا كانت النتيجة ؟
لقد ظل الطفل يصرخ بشدة فى كل مرة يرى فيها الفأر الأبيض حتى من على بعد امتار .. ! 
وبعد أن كان يتحسسه بأنامله .. أصبح فى حالة خوف وهلع شديد لمجرد رؤيته من بعيد !
والشئ الغريب أنه قد حدث للطفل بعد ما ذلك يسمى "بظاهرة التعميم" فقد أصبح الطفل يخاف ويفزع من أى شئ يشبه – من قريب أو بعيد – ذلك الفأر الأبيض .
لقد أصبح "ألبرت"  يخاف بشدة من القطط والأرانب , بل ومن الكلاب ذات الفراء الابيض, بل وأكثر من ذلك .. فقد كانت تنتابه نفس النوبة من المخاوف والفزع إذا رأى حتى قطعة فراء ابيض ..!
ونلاحظ أن "ظاهرة التعميم " تلك تحدث فى الكثير من الحالات .. فالأب القاسى المتشدد الذى يضرب ابنه باستمرار ، ويعاقبه على كل صغيرة وكبيرة , تتسبب معاملته هذه فى خوف الإبن الشديد ، ليس من الأب فقط ، وإنما من رئيسه ، ومن كل رجل فى موقع سلطة أو نفوذ .
إن التجربة البسيطة التى شرحناها تثبت أن المخاوف المرضية والقلق النفسى الشديد هما عادات أو سلوكيات خاطئة متعلمة نتيجة تكرار التعرض لموقف مفزع أو مؤلم .
فتعرض الطفل "ألبرت"  للفأر الابيض (المثير الطبيعى) لم تسبب له أى انفعالات مزعجة فى بداية الامر .
ولكن اقتران ظهور الفأر الابيض (المثير الطبيعى) بإحداث صوت مخيف مزعج (المثير الشرطى) أدى الى إثارة مخاوف الطفل وصراخه (الاستجابة) . وأدى تكرار مثل هذه التجربة الى ظهور سلوك غير صحى .. وظهور أعراض مخاوف مرضية .
فلقد أصبح الطفل "ألبرت" يعانى من خوف مرضى (فوبيا) يمكن أن يستمر معه طوال العمر !!
إن هذه التجربة تعنى إمكان إحداث مرض أو خلل نفسى بصورة تجريبية ! ..وبالتالى بإمكانية علاجه وإزالة أعراضه طبقاً لقواعد علم النفس والعلاج النفسى السلوكى أيضاً .
أى أن المرض النفسى سلوك متعلم ..
واإننا نتعلم الخوف والوساوس والقلق  بل ونتعلم تكوين ارتباطات شرطية خاطئة يمكن أن تؤدى الى اختلال التفكير أو اضطراب الوجدان .
من هنا .. تؤكد نظريات التعلم وعلم النفس السلوكى أن المرض النفسى هو سلوك خاطئ متعلم .
بل إن المرض العقلى أيضاً كالفصام-من وجة نظر السلوكية –ليس إلا تعلماً متواصلاً لسلوك مضطرب( وهذا الموضوع محل جدال وأختلاف ) .. فالفصامى يتعلم منذ طفولته التناقض الفكرى والوجدانى ، وذلك عندما يتلقى من أبويه أوامر  ورسائل (لفظية وغير لفظية) وتقول له افعل (س) ولاتفعل (س) ,أى افعل ولاتفعل نفس الشئ ..! عندئذ يفشل الطفل فى تكوين مفاهيم وتصورات واقعية وثابتة ومحددة .
وكما أننا استطعنا بالتجربة أن نحدث أعراضا مرضية .. فإننا نستطيع غرس سلوكيات وعادات صحية مرغوبة أيضاً .
ولكى نعالج حالة مثل حالة الطفل "ألبرت" فإن علينا أن نحدث اقترانا وارتباطا جديداً بين ظهور الفأر الأبيض (المثير الطبيعى) وبين (مثير شرطى) آخر يثير السعادة والسرور فى نفس "ألبرت" بدلا من ذلك الصوت المزعج المخيف ، كأن نقرن بين ظهور الفأر الأبيض وتقديم قطعة من الحلوى أو لعبة يحبها الطفل .
أى أن نخلق ارتباطاً جديد بين ظهور الفأر الأبيض وإحداث حالة من السرور والابتهاج – مصحوبة بالاطمئنان وعدم الخوف – للطفل "ألبرت" .
كما يشترط أن يتم تقريب الفأر أو أى بديل آخر ذى فراء أبيض بالتدريج ، فنبدأ بإظهاره من بعيد مع تقديم الحلوى أو اللعب التى تشيع فى نفس الطفل مشاعر السرور والطمأنينة ، وتتكرر التجربة وفى كل مرة يتم تقريب الفأر تدريجياً مصحوباً بمشاعر البهجة والاسترخاء , وهكذا نلاحظ أننا قدمنا للطفل نفس المثير الذى كان يسبب له الهلع والخوف والذعر (الفأر الابيض) ولكن مع كل مرة يظهر فيها كان المجربان يقدمان للطفل مايثير فى نفسه السرور والبهجة , فارتبط ظهور الفأر الابيض فى ذهن الطفل بمشاعر السرور والبهجة والطمأنينة .. فلم يعد يخشاه أو يفزع من رؤيته ! 
وهكذا تم استبدال استجابة الخوف والقلق عند الطفل "ألبرت" باستجابة السرور والطمأنينة .
ويوضح لنا ذلك أثر التكرار المتدرج فى تقديم المثير بدرجات بسيطة تزداد حتى تصل الى تقديم المثير عن قرب وبحجمه الطبيعى .
كما وأن تقديم ما يسمى بالتعزيز الإيجابى (التدعيم أو التشجيع أو الإثابة) للإستجابة المرغوبة يؤدى الى تعزيز وتدعيم السلوك المرغوب واستمراره حتى يصبح عادة – شبة ثابتة – من عادات الفرد .
واعتقد أن كلا منا قد شاهد مرة طفل يصرخ عند دفعه للاستحمام فى البحر لأول مرة , أو عند رؤيته لزائر غريب لم يألفه من قبل .. وكيف أن الأب الحكيم هو الذى يفطن الى استعمال إسلوب التشجيع والتطمين التدريجى لطفله الخائف, فهو بالتشجيع يساعد طفله على الاقتراب تدريجيا من الماء .. أو من ذلك الضيف الغريب ., ويقدم له المساعدة , فيضمه ويربت على كتفه ويبث فيه الطمأنينة والشجاعة .. وقد يكافئه بالحلوى إذا هو تشجع واقترب من ذلك الشئ الذى يخشاه ويخاف منه .
وبالتكرار واستمرار التدعيم والتشجيع نجد الطفل وقد بدأ يقترب أكثر ولكن بحذر كما لو كان يكتشف عالما مجهولا .
وباستمرار الاب فى اتباع مثل ذلك الاسلوب سيجد إبنه مقدما على النزول الى البحر واللهو والعبث فى مرح وسعادة دون أدنى خوف من الماء , وهكذا فإن تعلم اى سلوك جديد أمر ممكن ولكنه مشروط بالتعزيز والتدعيم والتشجيع .
اذاً .. فالتعلم هو تغير فى سلوك الفرد بحيث يمكن تعديله أو تشكيله أو صقله . وان ذلك التغير فى السلوك يمكن أن يستمر إذا تم تعزيزه بالمكافأة  والتشجيع والتدعيم .
أما التغير فى السلوك الناتج عن العقاب أو الذى يرتبط بمشاعر الفشل أو الإحباط فهو تغير سطحى لايستمر طويلا  بل وقد ينتج عنه سلوكيات مضاده غير صحية , وإن التخلص من أى عادة سيئة أو أى سلوك غير مرغوب يتوقف بدرجة كبيرة على أن إظهار هذه العادة السيئة تسبب للفرد مشاعر غير سارة  وتؤدى الى نتائج غير ممتعة أو غير مفيدة أو ضارة مؤذية .
ويمكن أن يستخدم الإيحاء الذاتى فى المساعدة على استبدال السلوك الغير مرغوب بسلوك أخر مرغوب وذلك عن طريق التأثير اللفظى - كأن يقول الفرد لنفسه عبارات تشجيع وتدعيم عندما يسلك سلوكاً مرغوباً ..
وأذكر أثناء دراسة مادة التشريح فى كلية الطب .. قصة الزميلة التى كانت تردد باستمرار فى بداية العام الدراسى أنها لا تتخيل أن ترى جثة آدمية  وأنها تتوقع أن تفشل فى مادة التشريح لأنها تخاف بل وتصرخ اذا رأت صرصارا أو فأرا صغيرا ,ومرت الشهور وفوجئ الجميع بالزميلة تمسك المشرط وتقوم بعملية تشريح إحدى الجثث الموجودة بالمشرحة .. ثم تقوم بشرح كل عضلة وكل وعاء دموى أو عصب وهى ممسكة به بين اصابعها !! وبمهارة تحسد عليها ..! فكيف حدث ذلك ؟
لقد اتبعت الزميلة – دون أن تقصد – إسلوبا من أساليب العلاج النفسى السلوكى ، وهو إسلوب إزالة الحساسية التدريجى مع التدعيم والتشجيع الذاتى .. فقد روت لنا كيف أنها عندما رأت لأول مرة اللافته المكتوب عليها اسم "المشرحة" إنتابها الخوف واضطرب قلبها ,ولكنها أخذت تقول لنفسها عبارات التشجيع حتى اقتربت من الباب والقت نظرة على المناضد الرخامية الموجودة بالداخل واكتفت المرة الأولى بهذه الخطوة .. ثم كررتها عدة مرات مع استمرارها فى تشجيع وطمأنة نفسها وطرد الافكار والتصورات المخيفة من ذهنها ..
وكانت الخطوة الثانية بالدخول عدة خطوات داخل المشرحة والخروج بعد فترة قصيرة والاكتفاء بإلقاء نظرة من بعيد على محتويات ذلك المكان الذى يثير اسمه الخوف والهلع فى نفوس الكثيرين .. مع استمرارها فى استخدام اسلوب تشجيع الذات وبث الثقة فى النفس .
تلا ذلك قيامها بعمل جولات يومية حتى تتعود على المكان تماماً وتخلص ذهنها ونفسها تماماً من الحساسية المرتبطة به .. وكانت تزداد ثقة واطمئناناً كلما رأت الزملاء يقومون بعملية تشريح الأنسجة الآدمية الميتة بمهارة وجرأة وثقة لكنها مع ذلك ظلت تخاف وتفزع إذا مارأت فأرا أو صرصاراً صغيرا ..! بل قد تصرخ وتقفز الى خارج الحجرة من الخوف والفزع ..!!
وهكذا .. فقد عالجت نفسها من مخاوف تشريح جثة آدمية ولم تعالج نفسها من الخوف من حشرة منزلية صغيرة ..
إننا نتعلم كل شئ ..
نتعلم الشجاعة أو الجبن ..
نتعلم الثبات والهدوء , أو الرعونة والقلق ..
نتعلم النشاط والصبر والتفاؤل , أو الكسل والتخاذل والتشاؤم .. 
نتعلم النظام والدقة , أو الفوضى والمرض والارتباك .
ولا نبالغ إذا قلنا أن كل الكائنات والمخلوقات تخضع لعمليات التعلم وتغيير السلوك حتى أبسط الكائنات .
 

 






العلاج النفسى الذاتى



يعانى الكثيرون في عصرنا الحالي من القلق النفسي والتوتر وعدم القدرة على التوافق النفسي والاجتماعي . ومن الملاحظ أن الإنسان يحاول دائماً أن يعالج مشكلاته النفسية بنفسه وأن يبذل الكثير من الجهد كي يعالج آلامه النفسية وقلقه واضطراباته بإتباع أساليبه الخاصة واقتراحات المحيطين به . والتي كثيراً ما تدفع به إلى الاتجاه الخاطئ.

ومع تزايد تناقضات هذا العصر وإحباطا ته وتعدد الأزمات والضغوط المادية والاجتماعية .. وكثرة وتعقد المشكلات النفسية التى يواجهها الفرد .. أضف إلى هذا موقف رجل الشارع من الطب النفسي المعاصر .. وهو موقف له أسبابه .

لذا .. فقد تنبه أخيراً بعض علماء الطب النفسي والعلاج النفسي إلى أهمية ابتكار وسائل علاجية وأساليب يمكن للفرد إتباعها بنفسه دون اللجوء إلى الطبيب النفسي إلا فى الحالات الشديدة التى تستدعى ذلك .. خاصة بعد أن أكدت عدة دراسات عدم إلمام بعض المعالجين والأطباء النفسيين بمدارس وطرق العلاج النفسي الحديثة وتمسك البعض بالأساليب التقليدية التى ثبت عدم فاعليتها بصورة قاطعة وفشلها فى علاج الكثير من الاضطرابات النفسية .

لذلك كان من أهم أهداف هذا الموقع عرض عدد من الأساليب العلاجية الذاتية الشيقة والتي ينتمي بعضها لاتجاهات حديثة فى العلاج النفسي وبعضها ابتكره الباحث من أساليب نابعة من التراث الديني والثقافي تمكن الشخص العادي أن يمارسها بنفسه لعلاج القلق وبعض الاضطرابات النفسية والسلوكية وسوء التوافق النفسي والاجتماعي.. ولتحقيق مزيد من الوعي والصحة النفسية.

العلاج النفسي الذاتي .. ما هو ؟

لكي نجيب على هذا السؤال يجب أولا أن نعرف ما هو العلاج النفسي ؟ فالعلاج النفسي هو معرفة أسباب الصراع والاضطراب عند الفرد .. عن طريق فحص أفكاره وانفعالاته وسلوكه .. ثم محاولة تغييره .. وتخليصه من الإدراك الخاطئ لنفسه وللآخرين .. وتقوية ثقته بنفسه .. ليصبح أكثر قدره على التكيف مع نفسه ومع المجتمع , والقدرة على علاج المشكلات والإنتاج والإبداع .. وان يكون أكثر وعياً واتزاناً .. وذلك بالطبع فى حدود قدراته الشخصية .. وبالدرجة والنوعية التى يختارها هو بنفسه .

: ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بالتالي هو

هل يستطيع الفرد أن يكتشف الشخص بنفسه مصادر الصراع والتوتر فى داخله وان يتعرف على الافكار الخاطئة والانهزامية المشوهة والمبالغات الانفعالية التى تدفعه إلى المرض وسوء التوافق النفسي والاجتماعي ؟

هل يستطيع أن ينمى وعيه واستبصاره إلى الدرجة التى تمكنه من ذلك؟

وهل يستطيع أن يتعلم أن يعبر عن نفسه وعن انفعالاته خارج إطار العلاقة العلاجية التقليدية؟ وان يعدل أفكاره وسلوكياته الخاطئة والسلبية ؟

إن كل تلك الأسئلة وغيرها يمكن إجمالها فى شكل سؤال آخر هو : هل يمكن أن يكون هناك علاج نفسي ذاتي ؟

والإجابة هي : نعم.....

إن العديد من مدارس العلاج النفسي الحديثة أصبحت تعترف بأن الإنسان قادر بالفعل على توجيه سلوكه من خلال المعرفة الواعية .. والتدريب المنظم على تعديل أفكاره وسلوكه طبقاً لقواعد العلاج النفسي الحديثة.

وأحيانا تكون تصرفات الفرد غير مفهومة بالنسبة له.. وبالصدق مع النفس واستمرار الشخص فى ملاحظة أفكاره وتصرفاته ونتائجها وتسجيل ذلك وتأمله ودراسته بشكل منتظم يمكنه من فهم أسباب ودوافع سلوكياته وتصرفاته .. خاصة عندما تتكرر فى المواقف المختلفة.

ويمكن للإنسان أيضا أن يكتشف أسباب الخلل .. وأسباب التوتر والاضطراب بل و علاجها والتخلص منها ولو بدرجه محدودة

ومع ازدياد واستبصار الفرد بنفسه .. وحرصه على الاستمرار فى طريق النمو النفسي .. وتعلم المزيد من المهارات والسلوكيات الملائمة ..وتجريبها وأختبارها فى مواقف عملية .و يصبح أكثر قدرة على شفاء نفسه بنفسه .. بحيث يتخلص من الانفعالات المعوقة .. ومن الافكار الهدامة وغير المنطقية .. وان يصبح أكثر نضجا ووعيا وتوافقا.

وإتباع برنامج علمي منظم لبلوغ هذه الدرجة من الصحة النفسية بالاعتماد على رغبة الفرد وإرادته ووعيه .. هو ما يسمى بالعلاج النفسي الذاتي.

وتميل بعض الاتجاهات فى الوقت الحالي إلى الاعتماد على الفرد نفسه فى علاج مشكلاته النفسية.

ويرى بعض علماء النفس مثل "اريكسون" .. إن السلوك فى مراحل النمو بعد سن البلوغ .. يكاد أن يخضع لتحكم العقل الواعي والشعور بشكل حاسم .وبالتالي فان الفرد يستطيع أن يعي .. وان يفهم – ولو بدرجة محدودة فى البداية – دوافع وأسباب سلوكه .. وان يتحكم فيها. ولقد اتجهت الكثير من أبحاث ودراسات الآونة الأخيرة .. إلى ابتكار العديد من الطرق والأساليب التى يمكن للفرد العادي أن يمارسها .. دون الاستعانة بمعالج نفسي .. وقد أطلقوا عليها – كما ذكرنا – اسم أساليب الضبط الذاتي

وبرنامج العلاج الذاتي المطروح فى هذا الموقع يجمع بين تنمية الوظائف و الذهنية والمعرفية .. وبين أساليب تعديل الاتجاهات والسلوك معا . وهذا برنامج متكامل يعتمد على بعض الأساليب المختارة .. من بعض مدارس العلاج الحديثة .. بعد تعديلها .. .. لتلائم طبيعة الإنسان والمجتمع العربي .. هذا بالإضافة إلى أساليب أخرى مبتكرة تعتمد على حقائق وأسس علوم النفس .. والاجتماع .. والفلسفة والدين.ويتضمن العلاج النفسي الذاتي وظائف قريبة من الإرشاد النفسي . وأفكاره الغير منطقية .. والهدامة .. وان يتعلم الوسائل التى تمكنه من ملاحظة ذاته – دون إسراف – ومن إزالة العوائق الانفعالية (الانفعالات والتوتر العصبي) .. مما يساعده على اكتساب المزيد من النضج والنمو والصحة النفسية.ويؤدى تعديل الجوانب المعرفية .. والانفعالية .. والسلوكية .. لدى الفرد لتغييرات ايجابية فى حياته .. مثل تنمية وظائف التحكم والقدرة على التركيز فيما يقوم بعمله .. وتنمية السلوك المرن .. والتخلي عن أنواع السلوك الغير ناضجة مثل التعصب ، سرعة الغضب ، شدة الحساسية ، النكوص والاعتمادية والسلوك الطفلى عند مواجهة ألازمات والشدائد .. الخ.......و من التغيرات الايجابية الأخرى التى تحدث فى شخصية الفرد نتيجة تعديل الجوانب المعرفية والانفعالية والسلوكية .. قبول النفس ، وقبول الآخرين ، والتسامح وازدياد القدرة على عقد صداقات وعلاقات اجتماعية تتسم بالقوة ، والدفء ، والفهم ، و التسامح.فالعلاج الذاتي يعتمد على رغبة الفرد فى تعديل سلوكه وبلوغ درجة ارقي الصحة النفسية. من النمو

ونلاحظ أن هذه العملية بأكملها .. طبيعية .. حية .. وان التغيير الحادث لا يتم بصورة تمثيلية أو تجريبية مفتعلة .. داخل الغرف المغلقة فى العيادات النفسية . وان مسئولية النمو النفسي والتغير متروكة بدرجة كبيرة للفرد .. وأرادته.(راجع اساليب العلاج النفسى بالقرآن واساليب علاج الخلوة.. وتطبيقات منهج الرسول فى تعديل السلوك والعادات .. علماً بأن اختيار الاسلوب المناسب يتوقف على الحالة المرضية او المشكلة النفسية التى يعانى منها الفرد )


لماذا يفشل علاج الادمان والامراض النفسية فى بلادنا ؟ !
اولا : مأساة  الفشل فى علاج الادمان:
 الادمان أحد أخطر المشكلات والقضايا المصيرية التى شردت ودمرت آلاف الشباب , وهدمت وخربت آلاف الاسر..
ويفشل علاج الا دمان فى بلادنا لاسباب عديدة منها :
1-   عدم علاج الاسباب التى افرزت المدمن .
2-   الاعتماد فقط على عزل المريض وسحب مواد التخدير من جسمه والاكتفاء بإعطائه مسكنات ومهدئات بديله فقط مما يتسبب فى كثرة الانتكاس .
3-    عدم التشخيص الدقيق الذى يشمل دراسة شخصية المريض والاضطرابات النفسية المصاحبة أو المسببة للأدمان , ثم تقديم علاج متكامل يتضمن  العلاج الدوائى و العلاج النفسى بأساليب متعددة         ( خاصة العلاج الجمعى والعلاج النفسى الدينى بمنهج علمى  ) تحت اشراف أطباء نفسيين متخصصين و مدربين لأن الأدمان مرض نفسى مصنف عالميا يصيب الوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية للمريض , وهو ليس مجرد مشكلة عادية يمكن أختراقها من جانب واحد أو باجتهادات شخصية ..
4-   لابد بعد ذلك أن يكتمل العلاج ببرنامج للتأهيل النفسى المدروس والجاد والذى  يعد وفقا لحالة وظروف كل مدمن  ليساعده على الضبط الذاتى والبعد عن أسباب الادمان  والتوافق مع المجتمع ومواجهة ضغوطه واغراءاته .. واكتساب الثقة بالنفس والقدرة على تحمل الظروف الصعبة
5-   أن العلاج والتوعية عن طريق الترهيب بقصص ونصائح يضر اكثر مما يفيد , فالمدمن لايسمع ولا يهمه إلا اللذة الفورية المباشرة .
6-   المدمن لا يقرأ ولايشاهد النصائح المطبوعة أوالمنشورة عبر وسائل الاعلام والتى تتكلف اللآلاف والملايين ويعتبرها نوعا من المبالغة والنصائح الساذجة المدفوعة الآجر...
7-   عدم وجود علاج نفسى عائلى يعالج الصراعات والمشكلات والامراض النفسية بين أفراد العائلة , ويعيد إلى الأسرة التماسك الوجدانى والعاطفى ويساعد افرادها على علاج مشكلاتهم ويدربهم على اكتساب الوعى والمهارات لمساعدة الفرد المريض على مواجهة اليأس والاحباط والفراغ والتخلص من أصدقاء السوء وتعديل الأفكار الخاطئة عن الادمان والسلوكيات المؤدية إليه.. ومراقبة النواحى المالية وتصرفات المريض للحصول على المال ..
8-   تدريب افراد الاسرةعلى الاكتشاف المبكر لعلامات الادمان وبوادر الانتكاس .
9-   تساهل بعض الاطباء والصيادلة فى صرف المؤثرات العقلية بجرعات كبيرة خاصة ان بعضها من مشتقات البنزوديازبينز مثل الروهيبنول والفاليوم والموجادون وغيرها يؤدى إلى الادمان اذا استخدم بجرعات عالية لفترة تزيد عن الشهر .
10-    توفير فرص للشباب للعمل وعدم البطالة وممارسة الانشطة والهوايات ,والتعبير عن آرائه بدلا من الثقافات المثيرة السطحية التى تحض على الادمان وممارسة الغرائز , وحمايتة من مشاعر الاغتراب وتدريبه على العلاج الذاتى  للقلق والاحباط وسرعة الغضب والانفعال التى تدفعة للهروب من الواقع الى الادمان أو التطرف .
11-    ادراك عدة حقائق هامة تخدع الكثيرين وتؤدى الى فشل علاج الادمان .. من أهمها ان علاج الادمان ليس – كما ذكرنا -  فى سحب العقار من الجسم ولا فى توقف المدمن عن تعاطيه .. فكل ذلك لا يمثل إلا مرحلة اولى لاتكتمل إلا بعلاج الاسباب الأعمق لان الادمان عرض مثل ارتفاع درجة الحرارة .. أما السبب الكامن  فهو اضطراب التفكير والسلوك والمفاهيم ومعاناة المريض من مرض نفسى لم يعالج ( كثير من المدمنين يعانون من قلق مزمن أو اكتئاب او اضطرابات فى الشخصية او مشكلات حادة ويلجئون للأدمان كنوع من العلاج الذاتى الخاطئ ).
12-     ضعف ايمان المتعاطى , ووجود ضغوط ومشكلات مزمنة وانعدام الوعى والحب والصداقة المخلصة  والعلاقات الوجدانية الناضجة التى تأخذ بيد المتعاطى لحظة ضعفه وألمه وقبل سقوطه في هاوية الأدمان .
13-    الاخطاء التى يرتكبها بعض هواة علاج الادمان والمنتفعين والدجالين تكرس اليأس من الشفاء و تعمق مأساة الادمان وتحول دون حلها .
 ثانيا : نتائج علاج الامراض النفسية ؟؟!! :
 بالرغم من التقدم الكبير الذى شهدته صناعة العقاقير والأدوية النفسية فى السنوات الأخيرة.. وانتاج جيل جديد من مضادات الاكتئاب والفصام وغيرها.. فان معدلات الشفاء والتحسن لم ترتفع بالدرجة المتوقعة.. ولم يواكب تحسن الاعراض الجسمانية والتغيرات البيولوجية تحسن مماثل فى الاعراض النفسية أو فى أفكار المريض وسلوكه.. أيضا لم يتحسن أداء المريض الوظيفى والاجتماعى. كما لم تنخفض نسبة الانتكاس والمشكلات اليومية عند التفاعل مع المجتمع.
       ويرجع هذا إلى اعتماد بعض الأطباء النفسيين على العلاج بالعقاقير والادوية فقط واهمال العلاج النفسى.. نظراً لأنشغالهم بالاعداد المتزايدة من المرضى.. أو لان العلاج النفسى يحتاج الكثير من الوقت والجهد.. أولأنهم لم يتدربوا عليه ولم يدرسوه الدراسة الكافية حيث لاينال الاهتمام الكافى اثناء الدراسات العليا فى أغلب كليات الطب.
       ولقد أكدت عشرات من الدراسات ان نتائج العلاج بالادوية فقط أقل كثيراً من استخدام الدواء والعلاج النفسى معاً، حتى أصبح من المعتاد القول بان الدواء يحقق 50% من الشفاء وان العلاج النفسى يحقق الـ 50% الأخرى .. ولكن رغم ذلك فان الدمج بينهما وتقديم علاج متكامل بكفاءة ودراية مازال بعيد المنال.
       إن الدواء قد ينجح فى تحسين الاعراض الجسمانية الناتجة عن اضطرابات بيولوجية مثل التوتر والرجفة والأرق وبعض اعراض الاكتئاب والفصام وخلافه.. ولكنه لايستطيع ان يساعد المريض على تعديل افكاره الخاطئة غير المنطقية.. وأستنتاجاته المتحيزة وتفسيراته المشوهه.. والدواء أيضا لن يجعل المريض اكثر قدرة على فهم صراعاته وأسباب مرضه.. ولن يعلمه ان يتقبل ذاته والآخرين.. وان يضع لحياته أهدافاً واقعية.
       انها مسئولية الطبيب النفسى بعد ان يكتب العلاج المناسب ان يضع برنامجا لجلسات العلاج النفسى.. وان يختار الاساليب المناسبة منه .. وأن يستعين فى تنفيذ البرنامج بالأخصائى النفسى والاجتماعى وباقى أفراد فريق العمل.
       ان المريض لايحتاج إلى التهدئة وتخفيض حدة المرض فقط وانما يحتاج إلى تعديل أفكاره الانهزامية المشوهة وسلوكه المضطرب وانفعالاته المتأججه.. وهو يحتاج أيضا إلى معلومات كافية عن مرضه وأسباب ذلك المرض وعن الدواء الذى سوف يتناوله.. فوائده واعرضه الجانبية.
       وفى بعض الامراض المزمنة مثل الفصام يحتاج المريض تدريبات على زيادة التركيز والتذكر خاصة اذا كان طالباً فى مراحل الدراسة المختلفة.. كما يحتاج أيضا إلى تنمية مهاراته الاجتماعية ليخرج من عزلته التى يفرضها عليه مرضه.. والى التأهيل الذى يمده من خلال العلاج بالعمل بهوايات ويدربه على اعمال ومهن بسيطة يمكن أن يمارسها بعد تحسن فترة الاعراض الحادة.
       اذن فالاعتماد على العلاج الدوائى فقط يترك المريض فى كثير من الاحيان شبه عاجز.. كسول منسحب .. فاقد للمهارات والقدرات الاجتماعية.. لا يستطيع حل مشكلة أو إنجاز مهمة.. وقد يظل لفترات طويلة وهو تحت العلاج الدوائى أسير افكاره الخاطئة وتصوراته ومفاهيمه المشوهة وصريع أوهامه ومبالغاته.
       وعندما نتحدث عن العلاج النفسى عامة فإننا لانقصد أسلوباً بعينه.. لاننا يمكن ان نجمع بين اكثر من اسلوب لتعديل اكثر من جانب من التفكير أو الانفعال أو السلوك.. فهناك العديد من الانواع مثل العلاج الجمعى والفردى. والعلاج المعرفى والسلوكى..  والتبصيرى والتدعيمى .. والعلاج بالعمل أو بالدين أو بالفن أو بالرياضة.. الخ.
       ويمكن ان يقوم بالعلاج النفسى الأخصائى النفسى اذ تعذر قيام الطبيب النفسى بذلك لأى سبب من الاسباب التى ذكرناها .. الا أنه يتعين ان توضع خطة العلاج النفسى بالاتفاق بين الأثنين .. حيث ان الطبيب يرى الكثير من جوانب المشكلة اثناء مرحلة الفحص والتشخيص. وبالتالى يكون اختياره لأسلوب العلاج النفسى المناسب على أساس الاحتياجات الفعلية للمريض ومدى ملاءمة اسلوب معين لشخصية المريض وقدراته.. وكثيراً ما يتم تعديل نوع العلاج الدوائى والجرعات اثناء مراحل العلاج النفسى المختلفة.
       لقد أتضح - بما لايدع مجالاً للشك - ان الفصل بين العلاج الدوائى والعلاج النفسى هو امتداد لفصل الحضارة الغربية بين المادة والروح .. وبين الجسد والنفس.
       ولقد ادرك علماء الغرب خطأ هذا الفصل المصطنع خاصة عندما أكدت معامل علماء النفس الفسيولوجى والسلوكى.. ان أفكار واعتقادات الانسان يصاحبها تغيرات مباشرة فى النشاط البيولوجى للجسم.. فالتجارب أثبتت أن الانسان عندما يتخيل أو يفكر فى شىء مؤلم أو كريه أو مخيف تزداد نبضات وضربات قلبه ويشعر بشىء من الإختناق والعرق وسخونة الجسم وجفاف الحلق واضطراب معدته وجهازه الهضمى. وصعوبة التركيز وتوتر عضلاته وارتجافها.. إلخ .. ورغم ان هذه التغيرات قد تكون بسيطة أو غير ملحوظة إلا ان استمرار التفكير والانشغال الذهنى بأمور مؤلمة أو مخيفة يؤدى بالتالى إلى طول فترة التغيرات البيولوجية والجسمانية المصاحبة لها.. والذى ينتهى غالبا بأحد أمراض القلب أو الشرايين أو قرحة المعدة أو أحد أمراض الجلد والحساسية - إلى آخر هذه القائمة الطويلة مما يسمى بالامراض النفسجسمانية (النفسية الجسمية).
       ولقد دفعت نتائج هذه الملاحظات التجريبية التى سجلت بأجهزة دقيقة الكثير من علماء النفس والعلاج النفسى إلى ابتكار اساليب تساعد مرضاهم على ضبط التفكير والتخيل والتحكيم فى النشاط الذهنى لضبط وظائف الجسم العضوية.
       ولقد ازداد فى الآونة الأخيرة الاهتمام بدور العوامل الفكرية والذهنية التى تشمل التفكير والتوقع والتخيل والتصور ودورها فى التسبب فى الأمراض النفسية المختلفة.. وأصبح ينظر إلى الانفعال على أنه تفكير يحمل فى طياته حكماً عقلانياً تجاه موضوع أو موقف ما بأنه جيد أو سىء .. سار أم مخيف مزعج.
       ويقوم الفرد طوال الوقت بالتركيز على الافكار والتصورات التى قد تحقق له الاستقرار والسعادة أو الخوف والتوتر والشقاء وذلك من خلال الحوار الداخلى والجمل والمعانى والمفاهيم الذى يقولها الفرد لنفسه طوال الوقت.. أى أن الأنسان يختار الصحة النفسية والسعادة أو المرض والتوتر والشقاء من خلال أفكاره وتوقعاته.. هل هى متفاءلة منطقية أم متشاءمة سوداوية.
       ان اكتشاف اخطاء التفكير والتوقع لايحدث إلا من خلال جلسات العلاج النفسى  كما ذكرنا .
       علينا ان نوفر كافة الوسائل للتدريب على العلاج النفسى والاهتمام به حتى نقدم للمريض علاجاً متكاملاً يحميه من الاعاقة والعجز. وان استخدامه بمفرده بدون عقاقير وأدوية مناسبة لايفى بالغرض فى اغلب الأحوال ولايحقق الشفاء والتحسن المتكامل فى كافة جوانب الشخصية.
       ان قضية العلاج المتكامل مسئولية يجب مناقشتها بصراحة ووضوح حتى لو أدت إلى الصراع وعدم قبول أو استحسان البعض.. فمصلحة المريض يجب ان تعلو فوق جميع الاعتبارات.
       ان الطب النفسى كعلم حديث خاصة فى الدول النامية.. مازال يواجه العديد من الصعوبات تحول بينه وبين ممارسة دوره الهام فى حياة ابناء تلك البلاد التى يتعرض ابنائها إلى متغيرات وتناقضات  وأيضا تطورات سريعة .. وأنفتاح على ثقافات وعادات وسلوكيات تختلف عما لدينا من قيم ومفاهيم وعادات أختلافاً كبيراً.
 
    denali_3.jpg
    0000_26.jpg
    Hard_Rock1600_1200.jpg



    العلاج النفسي بالقرآن
    منذ أكثر من عشرة سنوات.. وبعد صدور كتابى "وداعاً للقلق.. بالعلاج النفسى الذاتى".. متضمنا أحدث أساليب العلاج النفسى الذاتى التى ابتكرها وطورتها مجموعة من كبار علماء النفس والعلاج النفسى حتى أصبحت مدارس وأساليب واسعة الانتشار فى أمريكا والعديد من الدول الغربية.. منذ ذلك الحين وأنا أشعر بالمسئولية تجاه أبناء الوطن.. وأشعر بمدى حاجتهم فى هذا العصر الملىء بالصراعات والاضطرابات إلى طرق وأساليب فى العلاج النفسى الذاتى تمكن الفرد من علاج مشكلاته النفسية التى لاتستدعى الذهاب إلى الطبيب النفسى، وأيضا كأساليب مساندة للعلاج الدوائى (بالعقاقير) الذى يصفه الطبيب .. خاصة اذا كان الطبيب لايعطى مريضه الوقت الكافى للمناقشة والحوار وفهم صراعاته ومشكلاته وآفكاره وأنفعالاته.
    بالفعل كانت مسئولية ضخمة أن ابحث عن أساليب علاجية جديدة ومبتكرة.. نابعة من القرآن الكريم وأخرى من السنة المطهرة ،ووضعها فى إطار عصرى وبمنهج علمى حديث يعالج مشكلات الأنسان فى هذا العصر ,بلغته وأدواته , وبطريقة مبسطة يسهل لأى شخص ان يستخدمها للتخلص من اضطراب أو مشكلة أو مرض نفسى، ولقد أتبعت المنهج العلمى فى التجريب وتشخيص المرض وفق أحدث مناهج التشخيص , ثم إختيار العلاج ومقارنته بأساليب علاجية أخرى , وبعد التطبيق تم قياس النتائج باختبارات علمية مقننة، وفى حالات كثيرة تمت إعادة التجربة على عينات مختلفة من المرضى الذين تم أختيارهم بطريقة عشوائية.
    وبالفعل بدأت فى إجراء سلسلة من الدراسات العملية للاستفادة من القرآن الكريم فى علاج عدة أمراض ومشكلات نفسية مختلفة مثل القلق، والخوف، والوسواس القهرى وخلافه. وكانت النتائج فى 80% من الحالات تفوق نتائج العلاج النفسى بأساليب ومدارس غربية.
    لقد أكدت هذه الدراسات قوة الجانب الدينى فى الشخصية العربية.. وان الكثيرين يلجأون إليه بدون أى توجيه فى لحظات الشدة والألم النفسى.
    وكطبيب نفسى استطيع أن أؤكد بعد ممارستى لأغلب أنواع العلاج النفسى.. ان الشخصية العربية تميل إلى الاسلوب الذى تتبعه مدارس العلاج المعرفى "لآرون بيك" والعلاج العقلانى "لألبرت إليس" .. لانها تلجأ إلى العلاج عن طريق مخاطبة العقل الواعى وتعديل التفكير من خلال المناقشة المنطقية ودحض الأفكار الانهزامية الخاطئة وغير المنطقية وعدم الخوض فى العقد الجنسية واللاشعور وخلافه .. وهذا الأسلوب يتوافق تماماً مع أسلوب القرآن الكريم فى علاج النفس وتصحيح إنحرافها.
    وكثيراً ما شاهدنا بعض المرضى العرب يرفضون إكمال العلاج بالتحليل النفسى أو بالأساليب المماثلة له لانها تضعهم فى صراع مع الذات ومع المجتمع، لانها بشكل مباشر أو غير مباشر تدفع المريض إلى إشباع رغباته وغرائزه بدون أن تحدد له الطريقة المناسبة لمفاهيم وقيم المجتمع، كما أنها تهمل مناقشة الأفكار والمشكلات الحالية للمريض.
    وإذا كان البعض يدعى ان الطب النفسى وعلم النفس لاعلاقة لهما بالدين، فأننى أؤكد خطأ هذا الادعاء وعدم صحته تماماً خاصة فيما يتعلق بجزئية العلاج النفسى حيث تصبح القضية هى تعديل اعتقادات وافكار ومفاهيم مرتبطة أشد الارتباط بالأخلاق والعادات والدين.
    لقد اعتمد العلاج النفسى على مر العصور على الدين واستعان به لمساعدة الانسان على مواجهة لحظات الهزيمة والألم واليأس ، وان إساءة استخدام البعض لهذه الجوانب المشرقة فى حياة البشر لايجعلنا نرفضها أو ندير ظهرنا لها.
    ان تجاهل الحضارة الغربية لأهمية الجوانب الروحية والدينية وضعها الآن فى مأزق وهى تكتشف كل يوم آثار الأيمان والاعتقاد فى النشاط النفسى والذهنى بل وفى تغيير بيولوجيا الجهاز العصبى وكافة أجهزة الجسم، وعلى سبيل المثال فقد تم التأكد بصورة جازمة على ازدياد قدرة جهاز المناعة على قهر الأمراض المختلفة, حتى تلك الأمراض الخبيثة, عندما ينجح الأنسان فى توظيف طاقات الأيمان الهائلة الموجودة داخله.
    ولقد أدرك عالم النفس الأمريكى وليم جيمس William James أهمية الأيمان للأنسان لتحقيق التوازن النفسى ومقاومة القلق , أما عالم النفس الأشهر كارل يونج Carl Jung فقد قال : " لم أجد مريضاٌ واحداٌ من مرضاى الذين الذين كانوا فى المنتصف الثانى من العمر , من لم تكن مشكلته الأساسية هى إفتقاره الى وجهة نظر دينية فى الحية " .
    ولقد أكدت عدة دراسات نشرت فى الغرب ,وتنطبق علينا أيضاٌ , عدم أهتمام الأطباء والمعالجين النفسيين بالدين ومبادئه السمحة فى الأستقامة والأحسان والتسامح , ودورها فى الصحة النفسية للفرد , ويؤكد لانرت Lannert, J. (1991) أ ن فى دراسته الشهيرة التى نشرت فى مجلة علم النفس الأنسانى أن نسبة كبيرة من الأطباء والمعالجين النفسيين لايتلقون تعليماٌ أو تدريباٌ كافياٌ عن الدين وأثره فى الصحة النفسية والعلاج النفسى , وقد شكلت الجمعية الأمريكية للطب النفسى فريق من الباحثين Task Force لدراسة الجوانب الدينية والروحية وآثارها على الصحة النفسية وتخصيص موضع لها V Code فى الدليل الأحصائى للأمراض النفسية DSM – IV , مما يشكل دافعاٌ آخر لنا للأهتمام بالعلاج النفسى الدينى وتطويره خاصة مع ضعف النتائج والفشل فى علاج بعض الأمراض النفسية والأدمان فى المنطقة العربية والتى أكدتها أكثر من دراسة من منظمة الصحة العالمية WHO وغيرها .
    اننى أقدم إلى القارئ الكريم هذه المجموعة من أساليب العلاج النفسى الذاتى الدينى التى تستند إلى آيات عظيمة من القرآن الكريم وتطبيقات عملبة وسلوكية ونماذج حية قدمها الرسول –صلى الله عليه وسلم - ومن خلال عدة أساليب علاجية تختلف تماماً عما هو شائع من طرق العلاج بالقرآن.. وهذه الأساليب يمكن الاستفادة منها بواسطة الشخص المتخصص أو غير المتخصص .. كما يمكن استخدامها بمفردها أو مع الدواء الذى نحرص دائما ان يكون تحت أشراف الطبيب المتخصص.. ويمكن أستخدامها أيضا مع أساليب علاج نفسى أخرى لتعديل جوانب محدده من الشخصية والسلوك .
    لقد تأكد أن اكثر العلاجات النفسية فائدة وتأثيراً، هى ما أرتبط منها بالدين والثقافة والبيئة.. ولقد لاحظت من خلال ممارستى الأكلينيكية الطويلة ان بعض المرضى يعالجون أنفسهم ذاتيا بقراءة القرآن بعمق وخشوع وتأمل لمعانيه , وأنهم ينجحون غالباً فى خفض درجة توترهم والتغلب على مشاعر الخوف والقلق والوساوس التى تسيطر على أذهانهم بدرجة كبيرة تساند العلاج الدوائى وأساليب العلاج الأخرى .
    ولقد شجعنى هذا على الاستفادة من العلاج بالقرآن بإبتكار أساليب علمية تستند إلى ما تدعو إليه بعض الآيات مع طريقة عملية تقوم على التجريب والقياس العلمى المنضبط للعلاج بالقرآن .. بصورة ذاتية.. يمارسها الشخص بنفسه بعد ان يشرحها له الطبيب المعالج ويدربه عليها.. او بعد أن يطلع الشخص بنفسه عليها ويفهمها جيداً..
    والعلاج النفسى من خلال الدين موجود فى الغرب من قديم الآزل على يد "أب الاعتراف" الذى كان يسمح للمريض بالتنفيس عن همومه وآلامه.. والتطهر من مشاعر الذنب.. والتخفف من وطأة الصراع النفسى.. وبالطبع فان ذلك يضعنا أمام مسئوليتنا وضرورة إبتكار وتطوير أساليب للعلاج النفسى مستمدة من ديننا الحنيف.. وهو ثرى بإرشاداته وتوجيهاته فى التعامل مع النفس الإنسانية.. وكيفية تعديل مواطن الضعف والمرض والاعوجاج فيها.
    ولأن المرض النفسى عمله ذات وجهين أحدهما نفسى معنوى أخلاقى والأخر بيولوجى جسمانى فان العلاج يجب ان يكون متكاملاً يعالج آلام النفس بالكلمة والمناقشة وتعديل التفكير والسلوك.. ويعالج الجسم الذى أختلت وظائفه بالدواء0مما يؤكد أهمية الدمج بين العلاج بالعقاقير والأدوية والعلاج النفسى والدينى فى علاج تكاملى شامل .
    ويرى "جلاسر" وهو رائد مدرسة العلاج بالواقع.. ان الصحة النفسية ترتبط باخلاقيات الفرد وبالقيم والمفاهيم التى يتبناها.. اكثر من ارتباطها بأشباع الغرائز.. وان الصحة النفسية هى السلوك السوى الذى يمكن الفرد من إشباع حاجاته فى اطار الواقع مع مراعاة حقوق الآخرين والمجتمع.. ويؤكد "جلاسر" على ضرورة وجود علاقة إنسانية قوية صادقة بين الطبيب المعالج والمريض.. وليست بالطبع مثل تلك العلاقة العابرة التى يصف فيها الطبيب الدواء للمريض ويكتفى بذلك.
    وهكذا لم نبعد كثيراً عما جاء به القرآن منذ مئات السنين!
    "وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خساراً".(الاسراء: 82)
    وأساليب العلاج النفسى الذاتى الدينى التي اختبرها الباحث وقدمها في عدد من الدراسات والأبحاث في مؤتمرات دولية متعددة , نستعرض منها ما يلي : 
    1-
    أسلوب: أستبصار النفس بالملاحظة
    2-
    أسلوب: العلاج بتأمل ذكر الله
    3-
    أسلوب: تزكية السمات والصفات الإيجابية .
    4-
    تطبيق منهج الرسول ـ ص ـ في تعديل السلوك ( باستخدام أسلوب النمذجة "تقديم نماذج عملية", القصص، الأمثال، مهارات التواصل ) البيانات العملية وكذلك أسلوب التدعيم والمكافأة .
    5-
    الخلوة العلاجية والتأمل
    6-
    الضبط الذاتي : التعلم والتحلم وعلاج الغضب ( القوة النفسية)
    7-
    أسلوب التشبع بالرضا .
    وهذه الاساليب لاتتعارض - بل تكمل- دور ووظيفة العلاج الدوائى الذى يصفه الطبيب المتخصص.. وهى تهدف إلى تنمية الوظائف الذهنية والمعرفية 0
    وقد حقق أستخدام هذه الأساليب نتائج ممتازة وملحوظة فى العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية ولقد كان للمريض - فى أغلب الحالات – الدور الرئيسى فى تحمل مسئولية العلاج وتنفيذ خطواته , و هو الذى يقرأ القرآن ويردد الآيات المحددة .. اللهم إلا فى حالات قليلة التى كان يسمح فيها لبعض الأقارب أوالأصدقاء بالجلوس مع المريض ومساعدته 0
    ويجب ان نحذر هنا من التطرف والمغالاة فى الجوانب الدينية والعقائدية .. حيث ثبت - بما لايدع مجالاً للشك - الاثر السلبى للتعصب والتطرف على سلامة التفكير وعملياته المختلفة00 وضرورة إدراك أن العلاج الدينى يقوم فى الأساس على تنمية وغرس القد رة على التسامح وقبول الآخر والتوافق مع المجتمع 0
    (راجع اساليب العلاج النفسى بالقرآن واساليب علاج الخلوة.. وتطبيقات منهج الرسول فى تعديل السلوك والعادات .. علماً بأن اختيار الاسلوب المناسب يتوقف على الحالة المرضية او المشكلة النفسية التى يعانى منها الفرد )
     










    تعريف مرض الصرع:

    مرض الصرع : هو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي و تحديدا الدماغ و بشكل مبسط فان نظامنا العصبي عبارة عن شبكة من الاتصالات تسيطر على الفكر و العاطفة و الانطباع و الذاكرة و الحركة و وظيفة الاعصاب كوظيفة خطوط الهاتف تنقل الاشارات العصبية من الجسم للدماغ و لكن في حالة الصرع يحدث خلل يؤدي الى حدوث نوبات متكررة

    إن الدماغ عضو معقد للغاية يعمل يولد فيها باستمرار نبضات كهربائية صغيرة في نمط منظم على طول شبكة من الخلايا العصبية و اختلال هذا النظام بشكل مفاجئ يولد نوبات عصبية حيث يؤدي الى زيادة ي النشاط الكهربي للدماغ.
    يتم تشخيص هذا المرض بعد حدوث نوبتين على الاقل بدون اسباب معروفة

    نبذة تاريخية ودينية عن مرض الصرع:
    انالصرع مرض قديم فقد ورد ذكر الصرع قبل أكثرمن 2000 عام منظهور المسيح عليه السلام وهناك إشارات لذلك في النصوص الإغريقية القديمة وفي الإنجيل ولم تكن هناك دراسات إلا في فترة ال 1800م. في حديثٍ عن عطاء بن أبي رباحٍ قال: قال لي ابن عباس: ألا أريك امرأةً من أهل الجنَّة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالت: إنِّي أُصرَع وإنِّي أتكشَّف فادعُ الله لي قال: «إن شئتِ صبرتِ ولك الجنَّة وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيك» فقالت: أصبر فقالت: إنِّي أتكشَّف فادع الله أن لا أتكشَّف فدعا لها. متفق عليه.


    تعريف النوبة

    هي تغير مفاجئ في السلوك نتيجة لتغير مؤقت في الشحنات الكهربائية في المخ تختلف الاعراض من شخص لاخر و كل نوبة لها بداية و وسط و نهاية و ليس شرطا ان تحدث جميع الاعراض لكل الاشخاص.
    تعتبر بداية النوبة علامة تنبيه او تحذير و هناك من يشعرون بها و هناك من لا يشعرون بها و تختلف شدتها حسب نوع النوبة ان كانت جزئية بسيطة و معقدة او ان كانت عامة و في النهاية يعود الشخص لحالته الطبيعية
    قد تبدو نوبات الصرع مخيفة و لكنها في الحقيقة غير مؤلمة للمريض.


    أنواع النوبات:


    1-النوبة الجزئية :
    تبدأ في جزء واحد من الدماغ قد تنتقل الاضطرابات الكهربائية الى جزء اخر او انها تبقى في نفس الجزء و تستغرق من ثواني الى دقائق


    2-النوبة العامة :
    تحدث في جميع اجزاء الدماغ ف نفس الوقت و فيها يتم فقدان للوعي و السقوط و تصلب عضلي عام و كثرة في الافرازات اللعابية و تستغرق 3 او 4 دقائق


    الاعراض:
    • عدم وضوح في الرؤية
    • دوخة و غثيان و خدر
    • افكار متلاحقة و مشاعر غريبة
    • صعوبة في المكلام و التنفس
    • تسارع في دقات القلب
    • هناك بعض المشاعر كالخوف و الحزن

    اشهر الاسباب :
    • الأورام
    • اختلال التوازن الكيميائي في الجسم كانخفاض مستوى السكر في الدم او الصوديوم
    • اصابات الراس
    • السكتة الدماغية بما في ذلك النزيف
    • الامتناع المفاجئ عن الكحولات لمدمني الكحولات


    عند زيارتك الاولى للطبيب المختص في علاج الجهاز العصبي سوف يقوم بفحصك بدنيا و السؤال عما لاحظته من أعراض و ما اذا كان هناك شخص من عائلتك قد اصيب بالمرض من قبل و ان كنت تتناول اي نوع من العقار او لديك اي نوع من الحساسية و كل هذا يسمى بالتاريخ المرضي
    ثانيا سيقوم بعمل بعض الفحوصات الطبية كالرنين المغناطيسي
    mriوكالتخطيط الدماغي لقياس النشاط الكهربي للدماغ او ما يسمى ب eeg


    العلاج:

    يتم العلاج على 3 محاور:
    العلاج بالادوية : استخدام ادوية مضادة للصرع لتقليل الشحنات الكهربائية و لا يتم اخذ تلك الادوية او استبدالها او حتى التوقف عنها الا بمشورة الطبيب المعالج
    العلاج بالجراحية : تتم بازالة الجزء المسبب لمرض الصرع ان كان ورم او ندبة دماغية او ازالة الجزء الذي تحدث فيه الاضطرابات الكهربائية المسببة للصرع
    الاهتمام بالنواحي النفسية :و ذلك لما تعانيه نفسية المريض من تكرار النوبات و نظرة المحيطين به اضافة الى الاثار الجانبية للادوية كالنعاس و الخمول .



    معلومات تهمك عن مرض الصرع:

    • 5% من سكان العالم حدثت لهم نوبة واحدة على الاقل خلال حياتهم
    • 60 مليون شخص حول العالم معرضين للاصابة بالمرض في اي وقت
    • الصرع يبدأ في أي سن
    • 70% من الاطفال و المراهقين المصابين بالمرض يمكنهم السيطرة عليه باذن الله
    • هذا المرض لا ينقص من العمر او مستوى الذكاء بخلاف ما يقال
    • مرض الصرع يمكن التعايش معه بحياة طبيعية حيث ان العديد من الرياضيين و الكتاب و السياسيين و الاطباء مصابين بهذا المرض و لكن ننصح دائما بوجود شخص قريب دائما من المريض لاسعافه في اي وقت
    • هناك العديد من المشاهير والعباقرة الذين أصيبوا بهذا المرض:الاسكندر الاعظم و يوليوس قيصر و سقراط و اسحق نيوتن.

















    مرض الفصام 
    الكاتب: موسوعة المعرفة 

    مرض الفصام
    د. محمود جمال أبو العزائم
    مستشار الطب النفسى 

    الفصام من اكثر الأمراض إعاقة للشباب
    الفصام مرض عقلي يتميز باضطراب في التفكير والوجدان والسلوك وأحيانا الإدراك، ويؤدي إذا لم يعالج في بادئ الأمر إلي تدهور في المستوي السلوكي والاجتماعي كما يفقد الفرد شخصيته وبالتالي يصبح في معزل عن العالم الحقيقي.

    ويعتبر مرض الفصام من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة , وليس فقط المرضى ولكن كذلك أسرهم وأصدقائهم يتأثرون بسبب المرض كلا بطريقة ما ، ومعاناتهم لا تقاس حيث يعانى 10-13 % من أسر مرضى الفصام من مشاكل واضطرابات وجدانية ومعاناة اقتصادية ومادية بسبب أن أبنائهم لا يستطيعون الاعتماد على الذات وتحمل أعباء حياتهم ويظلون معتمدين على أسرهم لمدد طويلة أو مدى الحياة. وكذلك يتأثر المجتمع اقتصاديا واجتماعيا على المدى الواسع… ويكوّن مرض الفصام 10% من نسبة المعاقين في المجتمع وثلث عدد المشردين بدون مأوى.

    حقائق:
    الفصام هو مرض من أكثر الأمراض إعاقة للشباب 

    الفصام عادة يصيب الصغار أو الشباب ما بين سن 16 - 25 سنة 

    من الممكن ظهور المرض في سن النضوج ولكن البداية تكون أقل بعد سن الثلاثين ونادرا بعد سن الأربعين. 

    وهناك نوع في الطفولة ولكنه نادر ومن الممكن أن يوجد في الأطفال الصغار من سن الخامسة 

    الفصام من الأمراض الشائعة :
    المرض موجود في كل العالم ويصيب كل الأجناس وكل الطبقات الاجتماعية. 
    المرض يصيب واحد من كل مائه فرد على مستوى العالم 
    الكل معرض للإصابة بالمرض 

    الفصام يصيب الرجال والنساء بنسب متساوية:
    -بالنسبة للرجال فأن سن الاصابه يكون بين 11 إلى 20 عاما
    -بالنسبة للنساء فأن سن الاصابه يكون متأخرا بين سن 20 إلى 30 عاما

    كلنا يتأثر بالمرض !!!!

    حوالي 8% من الأسرة بالمستشفيات تشغل بالمرضى وهذه النسبة اكثر من نسبة أى مرض آخر 

    - هناك خسائر أخرى بسبب المرض ولا يمكن حسابها مثل المشاكل والصعوبات الفردية والأسرية التي تعاني منها أسرة المريض الفصامي. 

    ما هو مرض الفصام :
    هناك أوصاف مختلفة لمرض الفصام مثل التعريف الأمريكي الذي يصف مرض الفصام بأنه " مجموعة من التفاعلات الذهانية التي تتميز بالانسحاب من الواقع والتدهور في الشخصية مع اختلال شديد في التفكير والوجدان والإدراك والإرادة والسلوك" . وليس هناك تعريف عام يصف كل الناس الذين يعانون من الفصام ، ولذلك فأن الفصام يبدوا مرضا مركبا.

    ولكن الشيء الواضح أن الفصام مرض يجعل المصاب يجد صعوبة في التفريق بين الشىء الحقيقي والغير حقيقي أو الواقعي وغير الواقعي ، وكذلك فان الفصام مرض يؤثر على المخ ويصيب الإنسان الطبيعي في مراحل الحياة المختلفة.

    وبإعطاء الدعم المناسب فأن الكثير من المرضى الفصاميين يستطيعون تعلم كيف يتعاملون مع أعراض المرض ويؤدى ذلك إلى حياة معقولة ومريحة ومنتجة0

    الفصام هو :
    مرض يصيب المخ 
    يتميز بأعراض مرضية خاصة 
    يتصف باضطرابات فكرية شديدة 
    يعالج دائما بالأدوية 

    إذا لم يعالج يؤدي إلى تدهور بالشخصية 

    ما هي أسباب الفصام ؟؟؟
    حتى الآن لا نستطيع أن نعرف بدقة سبب أو أسباب الفصام ولكن البحث يتقدم بسرعة في هذا المجال والباحثين حاليا يتفقون على أن أجزاء كثيرة من المتاهة المتعلقة بالمرض أصبحت معروفة وواضحة والدراسات تنصب حول :

    العوامل الكيمائية‎ 
    المرضى المصابون بالفصام يبدوا أن لديهم عدم توازن بكيمياء الجهاز العصبي ولذلك اتجه بعض الباحثين إلى دراسة الموصلات العصبية التي تسمح باتصال الخلايا العصبية وبعضها البعض . وبعد النجاح في استخدام بعض الأدوية التي تتدخل في إنتاج مادة كيماوية بالمخ تسمى " دوبامين" وجد أن مريض الفصام يعاني من حساسية مفرطة تجاه هذه المادة أو إنتاج كمية كبيرة من هذه المادة ، وقد ساند هذه النظرية ما لاحظه العلماء عند معالجة حالات مرض " باركنسون" أو الشلل الرعاش الناتج من إفراز كميات قليلة جدا من مادة " الدوبامين " وقد وجد أنه عند علاج هؤلاء المرضى بنفس العقار أنهم يعانون من بعض أعراض الهوس ، وقد أدى هذا إلى أن العلماء قد بدأوا في دراسة كل الموصلات الكيميائية بالمخ على اعتبار أن مرض الفصام قد ينتج من خلل في مستوى عدد كبير من هذه المواد الكيميائية وليس " الدوبامين" وحده . ولذلك تهدف الأدوية العصبية الحديثة ألي ثلاث موصلات عصبية هي: الدوبامين والسيروتونين والنورادرينالين . 

    الفصام والمناعة الذاتية : 
    نظرا للتشابه بين مرض الفصام ومرض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الذاتية أنسجة الجسم نفسها حيث أن كلا من المرضين غير موجود عند الولادة ولكنه يبدأ في الظهور في مرحلة البلوغ ، كما أن المريض يتواجد دائما بين حالات اشتداد المرض وحالات التراجع ، وحيث أن كلا المرضين لهما علاقة بالوراثة وبسبب هذا التشابه بين المرضين فان بعض العلماء يفضلون إدراج مرض الفصام ضمن قائمة أمراض المناعة الذاتية . كما يظن بعض العلماء أن المرض ناتج من التهاب فيروسي يحدث في فترة الحمل حيث لوحظ أن كثيرا من مرضى الفصام قد تم ولادتهم في أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع، وهذا الوقت من العام يعني أن أمهاتهم قد أصبن بفيروس -خاصة من النوع بطئ التأثير -وبالتالي أطفالهن ليبدأ الفيروس في التأثير عندما يصل الطفل إلى سن البلوغ ،هذا مع وجود عامل وراثي وفي وجود هذا الفيروس يبدأ المرض في الظهور. 

    سريان الدم بالمخ :
    باستخدام التقنيات الحديثة مثل الرنين المغناطيسي والمسح التصويري للمخ تعرف الباحثون على المناطق التي تنشط عندما يندمج المخ في أدراك المعلومات. والناس المصابون بالفصام لديهم صعوبة في ربط نشاط المناطق المختلفة بالمخ والتنسيق بينها . مثلا أثناء التفكير والكلام فان أغلب الناس يكون لديهم زيادة في نشاط المناطق الجبهية بالمخ ونقص في نشاط المناطق المسئولة عن الاستماع في المخ ولكن مرضى الفصام يكون لديهم نفس الزيادة في نشاط المناطق الجبهية ولكن لا يكون لديهم نقص في نشاط المناطق الأخرى .كذلك استطاع الباحثون التعرف على أماكن خاصة بالمخ يكون بها نشاط غير طبيعي أثناء حدوث الهلاوس المختلفة . وبعد استخدام الأشعة المقطعية بالكومبيوتر وجد أن هناك بعض التغيرات في شكل مخ مرضى الفصام مثل اتساع تجاويف المخ , بل وقد تم الكشف على تغيرات أكثر من هذا بعد التصوير بالتردد المغناطيسي …حيث تم التوصل إلى أن المنطقة المسئولة عن التفكير ضامرة أو مشوهه أو قد نمت بشكل غير طبيعي 

    الاستعداد الوراثي : 
    لاحظ علماء الوراثة وجود مرض الفصام في بعض العائلات بصورة متواصلة ،ولكن يوجد أيضا الكثير من المرضى بدون أن يكون لديهم تاريخ عائلي للفصام . ولم يتوصل العلماء حتى الآن لجين معين مسئول عن حدوث مرض الفصام. ويحدث مرض الفصام في حوالي 1% من مجموع الشعب فمثلا إذا كان أحد الأجداد يعاني من الفصام فأن نسبة حدوث المرض في الأحفاد يرتفع إلى 3% أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من الفصام فأن النسبة ترتفع إلى حوالي 10% ، أما إذا كان الوالدين يعانون من المرض فأن النسبة تزداد إلى حوالي 40 % .

    التوتر والضغوط النفسية :
    الضغوط النفسية لا تسبب مرض الفصام ولكن لوحظ أن التوترات النفسية تجعل الأعراض المرضية تسوء عندما يكون المرض موجود بالفعل.

    إساءة استخدام العقاقير :
    الأدوية " وتشمل الكحوليات والتبغ " والعقاقير الغير مصرح بها " لا تسبب مرض الفصام. ولكن هناك بعض الأدوية التي تؤدي إلى زيادة الأعراض المرضية في المرضى وهناك بعض الأدوية التي تظهر أعراض شبيهه بالفصام في بعض الأفراد الأصحاء.

    النظريات الغذائية " النظريات المرتبطة بالتغذية "
    بينما التغذية المناسبة ضرورية وهامة لصحة المرضى فأنه لا يوجد دليل على أن نقص بعض الفيتامينات يؤدى لمرض الفصام . والادعاء بأن استخدام جرعات كبيرة من الفيتامينات يؤدي للشفاء لم يثبت جدواها ، وتحسن بعض المرضى أثناء تناول الفيتامينات من الأرجح أن يكون بسبب تناول العقاقير المضادة للذهان في نفس الوقت أو بسبب الغذاء الجيد والفيتامينات والأدوية المضادة للذهان أو لأن هؤلاء الأشخاص من النوع الذي سوف يشفى بصورة تلقائية أيا كان العلاج المستخدم . 

    أمراض الجهاز العصبي :
    أن إصابة الجهاز العصبي ببعض الأمراض العضوية وظهور بعض الأعراض النفسية المصاحبة يجعل البعض يظن أن الأعراض قريبة الشبه بحالات الفصام ، وإذا لم يفحص المريض بعناية ودقة فمن المحتمل تشخيص الأعراض عن طريق الخطأ بأنها مرض الفصام والمثال على ذلك أورام الفص الصدغي والجبهي بالمخ وهبوط نسبة السكر بالدم والحمى المخية وزهري الجهاز العصبي مما يدل على أن اضطراب الجهاز العصبي يؤدي إلى أعراض فصامية وأن الفصام ذاته من المحتمل أن يكون سببه اضطراب فسيولوجي في الجهاز العصبي خصوصا بعد الأبحاث الهامة الحديثة عن وجود علاقة وارتباط وثيق بين الفصام والصرع فقد لفت نظر العلماء أن الكثير من مرضى الصرع ،خصوصا الصرع النفسي الحركي يعانون بعد فترة من المرض من أعراض شبيهة بالفصام وبالتالي انتهت الآراء إلى احتمال تشابه أسباب مرض الصرع والفصام .ومن المعروف أن السبب الرئيسي للصرع هو ظهور موجات كهربائية دورية شاذة في المخ وأنه من الممكن أن يكون سبب الفصام مشابها لما يحدث في الصرع من موجات كهربائية شاذة .وقد وجد فعلا أن مرضى الفصام يعانون من اضطراب واضح وموجات كهربائية مرضية ولكنها غير نوعية أو مميزة في رسم المخ الكهربائي. وقد وجد اضطراب في رسم المخ في 73% من مرضى الفصام الكتاتوني و57% من مرضى الفصام البسيط و54% من الفصام البارانوي .و قد ثبت أخيرا وجود علامات عضوية بالمخ عند مرضي الفصام علي هيئة تغيرات في نسيج المخ والخلايا العصبية .

    وبالرغم من أن الأسباب الحقيقية للفصام غير معروفة حتى الآن ولكننا نعلم أن:

    الفصام هو :
    مرض يصيب المخ ويتميز بأعراض خاصة بسبب تغيرات كيميائية في المخ 

    من اكثر الأمراض إعاقة للشباب ويظهر في سن ما بين 16-25 سنة 

    يعالج دائما بالأدوية 

    شائع بدرجة اعلي مما يظن الناس ، فهو يصيب واحد من كل100 من الناس علي مستوى العالم 

    الفصام ليس :
    انقسام الشخصية . 
    بسبب إصابات الطفولة وسوء معاملة الآباء أو الفقر 
    بسبب أي عمل أو فشل شخصي من الفرد . 

    أعراض الفصام
    أنا لا أستطيع قبول أنه بالرغم من كونه يتمتع بمستوى ذكاء أعلى من المعدل وله مظهر جيد وشخصية جيدة ومع كل هذا فأنه مريض بدرجة كبيرة " والد مريض فصامي "

    غالبا ما يبدأ المرض أثناء فترة المراهقة أو في بداية مرحلة البلوغ بإعراض خفيفة تتصاعد في شدتها بحيث أن عائلة المريض قد لا يلاحظون بداية المرض وفي الغالب تبدأ الأعراض بتوتر عصبي و قلة بالتركيز والنوم مصاحبة بانطواء و ميل للعزلة عن المجتمع . وبتقدم المرض تبدأ الأعراض في الظهور بصورة اشد فنجد أن المريض يسلك مسلكا خاصا فهو يبدأ في التحدث عن أشياء وهمية و بلا معني و يتلقى أحاسيس غير موجودة وهذه هي بداية الاضطراب العقلي ، و يستطيع الطبيب النفسي تشخيص المرض عند استمرار الأعراض لمدة اكثر من 6 أشهر علي أن تستمر هذه الأعراض طوال فترة الاضطراب العقلي .ومثل الأمراض الأخرى فأن الفصام له علامات وأعراض، والأعراض ليست متطابقة من فرد لآخر ، البعض يعاني من نوبة مرضية واحدة خلال حياته والبعض الآخر يعاني من نوبات متكررة ، ولكن يكون ما بين النوبات طبيعيا وهناك آخرون يعانون من أعراض شديدة للمرض تظل طوال حياتهم.ومرض الفصام يحوى تغيير في الشخصية ، ويعلق أفراد الأسرة والأصدقاء بأن المصاب " ليس نفس الشخص السابق " ولأنهم يعانون من صعوبات في الإحساس والتمييز بين ما هو واقعي وغير واقعي فأن هؤلاء المصابون يبدءون في الانسحاب والعزلة عندما تبدأ هذه الأعراض في الظهور.

    والتدهور يلاحظ في: 
    العمل والنشاط الدراسي 
    العلاقات مع الآخرين 
    النظافة والعناية الشخصية

    الأعراض والعلامات المميزة لمرض الفصام

    التغير بالشخصية:
    التغير بالشخصية هي مفتاح التعرف على مرض الفصام . في البداية تكون التغيرات بسيطة وتمر بدون ملاحظة وبالتدريج تلاحظ الأسرة هذه التغيرات وكذلك الأصدقاء وزملاء الدراسة والمحيطين ، وكذلك فأن هناك فقدان للاهتمام بالمثيرات وتبلد بالعاطفة ، والشخص الاجتماعي يتحول إلى شخص منطوى وهادئ …لا يخرج من حجرته ويهمل في نظافته الشخصية ولا يهتم بالملابس التي يلبسها … ولا يستمتع بمباهج الحياة ولا يهتم بقراءة الجرائد ولا يفضل مشاهدة التليفزيون ويتوقف عن الدراسة بعد أن يفشل عاما أو عامين …ولا يحب أن يتحدث مع أي إنسان ومتقلب المزاج وتكون العواطف غير مناسبة … فمثلا يضحك الشخص عندما يسمع قصة حزينة ، أو يبكي عندما يسمع نكته …. أو يكون غير قادر على إظهار أى عاطفة 

    اضطراب الفكر :
    وهو أكثر التغيرات وضوحا ، حيث يؤثر اضطراب الفكر علي التفكير السليم والتبرير المنطقي وتدور الأفكار ببطء ،أو تأتي بصورة خاطفة أو لا تتكون على الإطلاق ويتحول المريض من موضوع لموضوع بدون رابط ويبدوا مشوشا ويجد صعوبة في إبداء الرأي ، والأفكار قد تكون مشوبة بالضلالات الفكرية- المعتقدات الخاطئة التي ليس لها أساس منطقي ، والبعض الآخر يحس ويشعر بأنه مضطهد -ويكون مقتنعا بأن هناك من يتجسس أو يتآمر عليه ،وأحيانا يشعر بضلالات العظمة ويدعي أنه قوي وقادر على عمل أى شئ وأنه غير معرض للخطر. ويكون لديه أحيانا وازع ديني قوي واعتقادات غير طبيعية عن مهام أو رسالة لتصحيح أخطاء وآثام العالم وإصلاح شئونه . وأحيانا يتحدث في أمور الفلسفة والمنطق ويناقش قضايا الدين بدون أن يكون لدية الخلفية العلمية المناسبة .

    تغير بالإدراك :
    يقلب الإدراك المشوش حياة المريض رأسا على عقب . و تكون الرسائل الحسية من الحواس المختلفة مثل العين والأذن والأنف والجلد إلي المخ في حالة تشوش حيث يسمع المريض ويرى ويشم ويحس أحاسيس غير حقيقية. وهذه الأحاسيس غير الحقيقية هي نوع من الهلاوس .

    و المرضي بداء الفصام غالبا يسمعون أصوات لا يشعر أو يحس بها الآخرون ، الأصوات أحيانا تكون أصوات تهديد أو تعقيب وأحيانا أيضا تصدر الأصوات أوامر مثل " اقتل نفسك " وهناك خطر من أن تطاع تلك الأوامر . وهناك أيضا الهلاوس البصرية ، مثل إحساس المريض بوجود باب في جدار بينما لا يوجد شيء ، أو ظهور أسد أو نمر ،أو أن قريب توفى منذ فترة يظهر فجأة أمام المريض .

    و تتغير الألوان والأشكال والوجوه في نظر المريض. وأحيانا يكون هناك حساسية شديدة للأصوات والتذوق والرائحة ، مثلا صوت جرس التليفون أحيانا يكون مثل صوت جرس الإنذار للحريق …و الإحساس باللمس أحيانا يصبح غير طبيعي لدرجة أن بعض المرضى لا يحسون بالألم بالرغم من وجود إصابة شديدة0 ومن الممكن أن يصاب المريض الفصامي بالهلاوس اللمسية وهنا يشكو المريض من الأشياء العجيبة التي تسير تحت جلده ... وعادة يشعر بذلك في المناطق الجنسية ... فإذا كان المريض امرأة فإنها قد تؤكد أن هناك من يحضر ليلا ليعتدي عليها جنسيا !!

    الإحساس بالذات :
    عندما يصاب واحد أو كل من الحواس الخمس بعدم القدرة علي التميز يحس الفرد بأنه خارج حدود المكان والزمان - يطير بحرية وبدون جسد - وأنه غير موجود كإنسان .ولذلك فأن من السهل تفهم لماذا يحاول المريض الذي يعاني من تلك التغيرات المفزعة والخطيرة إخفاء هذه التغيرات كسر خاص به . و تكون هناك حاجة شديدة لإنكار ما يحدث للمريض ولتجنب الآخرين والمواقف التي تظهر حقيقة أن المريض أصبح مختلفا عن الآخرين .هذه الأحاسيس الخاطئة التي يحس بها المريض والتي يسيء فهمها و تظهر على هيئة أحاسيس من الخوف والهلع والقلق ، وهي أحاسيس طبيعية كرد فعل طبيعي لهذه الأحاسيس المفزعة وتكون التوترات النفسية بدرجة شديدة ولكن أغلبها يكون داخل نفس المريض وينكر وجودها .ويزداد آلام مرضى الفصام عندما يدركون مدى المعاناة والقلق الذي يسببونه لأسرهم …. إن مرضى الفصام يحتاجون للتفهم والطمأنينة بأنهم لن يهملوا في المستقبل.

    الأعراض المبكرة للمرض :
    القائمة الآتية من الأعراض المبكرة للمرض لوحظت ووضعت بواسطة أسر مرضى الفصام والكثير من الأعراض التي وضعت من الممكن أن تكون في المدى الطبيعي للاستجابة لموقف ما ، ولكن أسر المرضى شعرت -بالرغم من كونها بسيطة - أنها علامات وتصرفات غير طبيعية وأن هذا الشخص" لم يعد كما كان ". إن عدد الأعراض وشدتها تختلف من فرد لآخر بالرغم من أن كل عرض يوضح تدهور وانسحاب اجتماعي

    وقبل البداية الحقيقة للمرض فأن الأسر تلاحظ عرض أو اكثر من الأعراض الآتية :
    * تدهور في النظافة الشخصية. 
    * الاكتئاب . 
    * النوم المفرط أو عدم القدرة على النوم أو التقلب بين النقيضين . 
    * الانسحاب الاجتماعي والعزلة . 
    * التغير الفجائي في طبيعة الشخصية . 
    * التدهور في العلاقات الاجتماعية . 
    * الإفراط في الحركة أو عدم الحركة أو التقلب بين الحالتين . 
    * عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع المشاكل البسيطة . 
    * التدين الشديد أو الانشغال بالسحر والأشياء الوهمية 
    * عداء غير متوقع 
    * عدم المبالاة حتى في المواقف الهامة 
    * الانحدار في الاهتمامات العلمية والرياضية 
    * الانشغال في حوادث السيارات 
    * إساءة استخدام العقاقير والكحوليات 
    * النسيان وفقدان الممتلكات القيمة 
    * الانفعال الحاد تجاه النقد من الأسرة والأقارب 
    * نقص واضح وسريع في الوزن 
    * الكتابة الكثيرة بدون معنى واضح 
    * عدم القدرة على البكاء أو البكاء الكثير المستمر 
    * الحساسية غير الطبيعية للمؤثرات "الأصوات والألوان والإضاءة " 
    * الضحك غير المناسب 
    * التصرفات الشاذة 
    * اتخاذ أوضاع غريبة 
    * تعليقات غير منطقية 
    * رفض لمس أشخاص أو أشياء أو حماية اليد بالجوانتي "القفاز" 
    * حلق شعر اليد أو الجسم 
    * جرح النفس أو التهديد بإيذاء الذات 
    * البحلقة والنظر بدون رمش أو الرمش المستمر 
    * العناد وعدم المرونة 

    وقد أظهرت الدراسات أن الأسر التي تساعد المريض وتتفهمه والتي لا توجه له النقد المستمر تساعد على سرعة شفاء المرضى وفي الجانب الآخر فأن مرضى الأسر المفككة أو المتشددة يواجهون أوقات عصيبة وتنتكس الحالة بسرعة مما يؤدى إلى العودة للمستشفي .وبما أننا نعلم تلك المعلومات فأن على أفراد الأسرة أن ينّموا مهاراتهم في التعامل ومحاولة التوقع والتكيف مع نوبات المرض في حالة زيادتها أو انخفاضها . الطمأنة الهادئة والمساعدة من الأسرة من الممكن أن تساعد المريض الفصامي.

    أنواع الفصام 
    لتشخيص وعلاج مرض الفصام فأن الأطباء النفسيين يقومون بتقسيمه إلى أنواع مختلفة . وتبني هذه التقسيمات على أساس الخبرة والأعراض المختلفة التي توصف بواسطة المرضى وتلاحظ بواسطة أفراد الأسرة والممرضين والأطباء. وبعض الأعراض الشائعة في مرض الفصام من الممكن أن تكون بسبب أمراض أخرى ولذلك فانه من الضروري البحث عن الأسباب الطبية مبكرا .

    وقبل التعرف على الأنواع المحددة من الفصام فان الأطباء عليهم مراعاة ومراجعة التاريخ الأسرى والشخصي للمريض والقيام بعمل فحص شامل جسماني وعصبي .وبعد تحليل جميع المعلومات المتاحة وتشخيص المرض بأنه فصام فأن المرض ممكن تقسيمه إلى واحد من الأنواع الآتية :-

    (1 ) الفصام المتناثر : أو فصام الشباب 
    الأعراض المبكرة تكون عبارة عن ضعف التركيز وتقلب المزاج وخلط ذهني مع وجود أفكار غريبة...أحيانا يشعر المريض أن هناك من يسحب الأفكار من عقله بأجهزة خاصة .... أو أن هناك من يسلط علي مخه أشعة ليدمره ويوقفه عن العمل 

    عدم ترابط الكلام وعدم القدرة على الفهم و التركيز ،و عندما يتكلم لا يجد الكلمات التي تعبر عن المعنى ….وعندما يفكر يمزج الواقع بالخيال . 

    وجود ضلالات ومعتقدات خاطئة 

    التبلد العاطفي أو عدم التناسق الانفعالي " مثل الضحك السخيف بدون سبب" أو عدم الحزن علي وفاة الوالد وعدم الفرح عند زواج الأخت . 

    (2)الفصام البارانوي:
    في الفقرة التالية صورة من صور معاناة مريض بالفصام البارانوي

    " الرحمة……!

    حتى لو كنت قد أذنبت …… ثلاثون سنة من العذاب تكفي للتكفير عن أي ذنب .

    … وأنا لم أذنب !

    أية يعني رفضت تلميحات أم آمال جارتنا بان أتزوج ابنتها ……فيها أية يعني …تقوم تقول لأبو آمال اللي بيشتغل شاويش في المرور يقوم يوصي عليا زملائه في مباحث أمن الدولة ……وفي الموساد ……ويخلوا حياتي عذاب في عذاب

    الرحمة…! 

    مالكم ومالي…… ورايا في كل حتة لية …… ؟ و أية لزوم أنكم تراقبوني عن طريق الكاميرات المتصلة بالسي إن إن …… حتى وأنا في الحمام …… ! ثلاثين سنة وانتم مخليني ما أخشش الحمام إلا في الضلمة …… و كله كوم و أصواتكم كوم تاني …… اللاسلكي بتاعكم بيعلق علي كل تصرفاتي …… أهو راح .. أهو جة .. أهو ضحك.. الله .. مالكم و مالي …… يقوموا يشتموني …… عارف أنت ما اتجوزتش آمال ليه؟ …… أصل أنت عندك شذوذ جنسي …… و إحنا ح نخللي كل الناس تعرف كده علشان نكسر عينك 

    وبالفعل كل ما اركب أتوبيس ألاقي ناس من المخابرات تطلع ورايا و تتحرش بيا بطريقة قذرة …

    مرة تآمروا عليا و دخلوني المستشفي …… علشان مهما أقول عنهم بعد كدة يتقال عليا مجنون ..

    ثلاثين سنة في العذاب ده لما طهقت…… طب ماهي آمال أتجوزت و خلفت …… عايزين ايه بقى مني 

    ارحموني … لا عارف أشتغل ولا عارف أتجوز … ولا عارف أمشي في الشارع ولا عارف حتى أتفرج علي التليفزيون … امبارح كان فيه فيلم في التليفزيون أسمه رجل لا ينام … الله … انتم مالكم و مالي إذا كنت بانام ولا لا… حاجه تقرف .

    أنا تعبت …… سامع دلوقتي صوتهم في اللاسلكي بيقول موت نفسك وأنت ترتاح …


    من الفقرة السابقة نلاحظ أن الفصام البارانوي يتميز بوجود ضلالات وهلاوس حول وجود اضطهاد تجاه المريض وهنا يشعر المريض أن الناس تتعقبه … أجهزة الأمن تطارده 

    وفي بعض الحالات الأخرى قد يصل الأمر بالمريض إلى أن يخاف من زوجته فهو يعتقد أنها ستضع له السم في الطعام … ولهذا ينزعج عندما يلاحظ أن طعم القهوة مختلف .وأحيانا يحس المريض بشعور زائد بالعظمة … فهو يتوهم أشياء عجيبة ، فهو أذكى البشر … وهو أعظم البشر … وهو قادر علي اكتشاف ما في عقول الآخرين … وهو مخترع جبار . ومع هذا الشعور بالعظمة يبدأ المريض بان يطالب بحقوقه في إدارة شئون الدولة . أما الأعراض الأخرى فعبارة عن قلق بدون سبب ظاهر مع وجود غضب وجدل مستمر وغيره ،وتسيطر الغيرة المرضية علي تفكير المريض ويتصور أن زوجته مثلا علي علاقة بأحد أصدقائه ،و قد يصل الأمر إلى أن ينكر نسب أولاده اليه ويدعي أنهم ليسوا منه ، ولا يكون هناك أمل في تغير هذه الفكرة مهما كانت الحجج أو الأدلة . كما قد تحدث للمريض أحيانا نوبات اندفاع (3) الفصام التخشبي :

    ويتميز هذا النوع بوجود : 

    غيبوبة تخشبية "نقص واضح في الحركة والتفاعل " أو عدم الكلام ،ويرفض تناول الطعام و الشراب أو حتى الذهاب إلى الحمام. 

    عدم الحركة مع مقاومة أى أوامر أو محاولة لجعله يتحرك 

    المداومة على حركة أو وضع معين غير مناسب مدد طويلة جدا وفي هذه الحالة يصبح المريض مثل التمثال ويتخذ أوضاعا مثل التماثيل 

    الهياج الشديد بدون هدف وبدون سبب ويحطم كل ما يقابله في طريقه 

    (4)الفصام غير المتميز :
    أحيانا لا نستطيع وضع الأعراض الفصامية الرئيسية في نوع محدد من الفصام أو قد تكون الأعراض مشتركة مع اكثر من نوع من الأنواع ولذلك توضع تلك الأعراض تحت اسم الفصام غير المتميز .

    (5) الفصام المتبقي :
    هذا الاسم يطلق على المرض عندما تحدث نوبة مرضية واحدة على الأقل ولكن لا توجد أعراض مرضية واضحة في الوقت الحالي وتكون الإعراض الحالية والمستمرة عبارة عن انسحاب اجتماعي وتصرفات متطرفة وعدم تناسق عاطفي وتفكير غير منطقي 

    6) الفصام الوجداني :
    في هذا النوع من الفصام نجد إلى جانب الأعراض الفصامية تغيرات واضحة في الحالة الوجدانية أو المزاجية حيث نجد أن المريض يمر بفترات من الاكتئاب أو فترات من المرح قد تصل إلى حد النشوة. والفصام الوجداني يشفي بسرعة اكبر من الأنواع الأخرى 

    معاناة مريض بالفصام
    في الفقرة التالية سوف نعرض خبرة من حياة مريضة بالفصام تصف معركتها ضد المرض لمدة 20 سنة بغرض شرح المرض وعلاماته وتعليم الآخرين عن الأمراض النفسية .

    " لقد مر حوالي 20 سنة منذ أن بدأت أعاني من المرض النفسي . وبعد أن بلغت الأربعين أجد أنني ما زلت في صراع وجهاد ضد نفس الأعراض المرضية ، ما زلت معاقة بسبب نفس المخاوف والأوهام . لقد وقعت في شباك المرض ، ماذا سيكون مصيري ؟، ماذا أنجزت في حياتي… ؟ إن مرض الفصام شيئ مؤلم أعيشه كل يوم… من المحتمل أنني ورثت الاستعداد للمرض من عمي… في أوائل الدراسة بالثانوي بدأت اشعر باختلاف في شخصيتي . لم أشعر بأهمية هذه التغيرات في هذا الوقت -وأظن أن الآخرين أنكروها ولم يدركوها ولكني اشعر أنها كانت أول علامات المرض - وبدأت في الانطواء والعزلة… لقد شعرت بأنني منبوذة ووحيدة وكرهت كل الناس . لقد شعرت كما لو أن هناك فجوة كبيرة بيني وبين بقية العالم…، كل الناس بدوا كأنهم بعيدون جدا عني .

    وعند دخولي الجامعة كنت أتراخى في الذهاب للدراسة وكنت اشعر بالعزلة والوحدة وغير مؤهله للحياة الجامعية والحياة العامة والاختلاط مع الآخرين، ولم يكن لي أصدقاء مقربين ... وكلما مر الوقت كنت انعزل اكثر واكثر ولا أتكلم مع الطلاب والزملاء، وأثناء الحصص الدراسية كنت ارسم بعض الرسومات واكتب بعض الأبيات الشعرية واسرح بعيدا عن الشرح و كنت أهمل الأكل وأنام بدون تغيير ملابس الخروج وأهملت أمور الحياة الروتينية مثل الاستحمام والنظافة الشخصية.

    وفي نهاية العام الدراسي الأول أصبت بالنوبة المرضية الأولي. لم افهم ماذا كان يجري من حولي وكنت في خوف شديد. وأدى المرض إلى حيرتي وإنهاكي ، وبدأت اسمع بعض الأصوات الغريبة للمرة الأولي.

    وتم إدخالي مستشفي نفسي وشخصت الحالة" فصام" وعولجت بالأدوية النفسية وخرجت بعد عدة أسابيع بعد تحسني . وفي بداية سن العشرين - حيث كان سني يسمح لي بتكوين الصداقات وتنمية مهاراتي الاجتماعية والاستمتاع بالحياة -كنت اقضي هذه الأوقات في المستشفيات والعيادات النفسية ولهذا فأنا أتحسر على هذه السنوات الضائعة من عمري .

    ثم حزمت أمري على أن أتحكم بنفسي في المرض و أتغلب عليه وان يكون لي شخصيتي وحياتي الخاصة وتزوجت لمدة 3 سنوات ثم طلقت بسبب عودة المرض مرة أخرى في صورة نوبات مرضية تذهب و تجئ بصورة بسيطة. ثم انتكست الحالة بصورة شديدة بعد أن امتنعت عن العلاج النفسي وكنت أنكر وجود المرض في البداية و أخفي عن الأسرة موضوع التوقف عن العلاج حتى ظهرت الأعراض المرضية واستدعى الأمر دخولي للمستشفي لمدة عدة أسابيع أخرى وبعدها تحسنت الحالة وحاليا أتردد للعلاج النفسي على العيادة الخارجية .

    أن المرض النفسي مثل بقية الأمراض المزمنة ويجب أن أتوقع حدوث أوقات طيبه وأوقات عصيبة أثناء انتكاس المرض ولذلك يجب أن أعيش حياتي أثناء الصحة وان آخذ الأمور بجدية وأبذل قدر طاقتي عندما أكون في حالة صحية جيدة لأنني اعرف انه سوف يكون هناك كذلك أيام مرض . ويجب على الأخصائيين وأفراد الأسرة مساعدة الشخص المريض في تحديد أهداف واقعية لحياته.و أتوسل إليهم ألا ييأسوا بسبب مرضنا ومن ثم ينقلون هذا الإحساس باليأس لنا . و أحثهم على ألا يفقدوا الأمل لأننا لن نجاهد إذا اعتقدنا أن المجهود الذى نبذله سوف يضيع هباء 



    --------------------------------------------------------------------------------

    كيف يؤثر مرض الفصام فى الأسر
    " أسرة المريض العقلي تكون دائما في حيرة - إن الأسرة دائما تبحث عن رد لأسئلة لا جواب لها - عندئذ يتحول الأمل في الشفاء إلى إحباط ويأس ، وبعض الأسر تتحطم بالرغم من محاولتهم المساعدة " . آباء لمرضى فصامين

    عندما تعلم الأسرة أن ابنهم يعاني من الفصام فأنهم يبدون مدى من العواطف الشديدة الجياشة , ودائما يكونون في حالة من الصدمة والحزن والغضب والحيرة وبعضهم يصفون تفاعلهم كالاتي :

    * القلق : نحن خائفون من تركه بمفرده وإيذاء شعوره ؟ 
    * الخوف : هل سوف يؤذي المريض نفسه أو الآخرون ؟ 
    * الخزي والذنب "هل نحن ملامون ؟ وكيف سينظر الناس لنا ؟ 
    * الإحساس بالعزلة : " لا أحد يستطيع التفهم ؟؟ 
    * المرارة " لماذا حدث هذا لنا ؟؟ 

    التأرجح في الشعور تجاه المصاب "نحن نحبه جدا ولكن عندما يجعله المرض متوحشا فأننا أيضا نتمنى لو ذهب بعيدا 

    * الغضب والغيرة " الأشقاء يغارون من الاهتمام الزائد الذي يناله المريض. 
    * الاكتئاب " نحن لا نستطيع الحديث بدون ان نبكي " 
    * الإنكار التام للمرض " هذا لا يمكن أن يحدث في عائلتنا " 
    * إنكار خطورة المرض "هذه فقط مرحلة سوف تذهب سريعا " 
    * تبادل الاتهامات "لو كنت أبا افضل ما حدث المرض " 
    * عدم القدرة على التفكير أو الكلام عن أى موضوع سوى المرض " كل حياتنا تدور حول المشكلة " 
    * الانفصال الأسرى " علاقتي بزوجي أصبحت فاترة … أحس بالموت العاطفي داخلي" 
    * الطلاق " لقد دمر المرض أسرتي " 
    * الانشغال بفكرة تغيير المكان " ربما لو عشنا في مكان آخر سيتحسن المريض " 
    * عدم النوم المريح و الاجهاد " لقد أحسست بأعراض تقدم السن بشكل مضاعف في السنوات الأخيرة . 
    * فقدان الوزن " لقد مررنا بدوامة شديدة أثرت في صحتي ". 
    * الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية " لا نستطيع مشاركة الاجتماعات الأسرية " 
    * البحث المكثف عن تفسيرات محتملة " هل كان المرض بسبب شيء فعلناه للمريض" 
    * الانشغال بالمستقبل (ماذا سيحدث للمريض بعد رحيلنا عن الدنيا … من سيرعاه ؟؟ 

    مركب اللوم والخجل 
    " بالرغم من أن الناس ليسوا مسئولين عن حدوث مرض الفصام ولكنهم دائما يلوموا بعضهم البعض بسبب حدوث المرض "

    لسوء الحظ فأن هناك اتجاه سائد وسط مرض الفصام واسرهم لتوجيه اللوم لأنفسهم أو لوم بعضهم البعض والأكثر من ذلك فأن الاخوة والأخوات يشاركون آبائهم نفس القلق والمخاوف تجاه هذا الموضوع .

    وفي القصة التالية يصف أحد الآباء خبرته الشخصية من واقع تجربة مع الإحساس باللوم والخجل من المرض .

    "عندي ابنان الابن الأكبر عمره 22 سنة وهو يعاني من مرض ضمور العضلات أما الابن الأصغر فعمره 21 سنة ويعاني من مرض عقلي مزمن .

    الابن المعاق جسديا يحتاج رعاية خاصة ويجد الرعاية والعناية والتشجيع أينما كان لان أعاقته واضحة وظاهرة للجميع ولذلك فأن الأسرة والأصدقاء يفتحون قلبهم له لكي يجعلوا حياته افضل .

    أما الابن الآخر على النقيض من ذلك… يساء فهمه وتغلق في وجه الأبواب … انه معاق بدرجة كبيرة ولكن إعاقته غير ظاهرة للناس .

    إن جده وعماته وخالاته وأبناء العم جميعا يحسون انه كسول وغبي وغير مهذب. ودائما يدعون أن هناك خطأ كبير في تربيته وعندما يتصلون بالتليفون فدائما يسألون عن الأخ المعاق جسديا ويتكلمون معه ولكنهم لا يتكلمون مع المريض العقلي ودائما يتمنون لو لم يكن موجودا ".

    ماذا يحتاج أفراد الأسرة من اجل المساعدة : 
    الوقت الكافي و التفهم الجيد لطبيعة المرض 

    التدعيم من الآخرين الذين يعانون من نفس التحدى ومع الأسر الأخرى لأنهم يدركون مدى ضرر توجيه اللوم لبعضهم البعض ومن خلال ذلك فأن الكثير من الأسر سوف تكتشف القوة الكبيرة والمخزون العميق من الحب الموجود تجاه بعضهم البعض 

    إلى الآباء : خطة للمستقبل
    أن تشجيع شاب ناضج على الحياة والعمل خارج المنزل هو عمل إيجابي محبوب ولا يعتبر رفض أو إهمال له. أما بالنسبة لمريض الفصام فأن هذا العمل يعتبر الخطوة الأولى نحو الحياة المستقلة .

    الحياة المنفصلة عن الأسرة تعنى أن نوعية الوقت الذي تقضيه الأسرة بعضها مع بعض ستكون أفضل , وبالتالي توتر أقل للجميع . لا أحد يستطيع أن يظل في عمل لمدة 24 ساعة في اليوم - قائما بعمل يقوم به 3 نوبتجيات تمريض في المستشفي يوميا - ومنفعل عاطفيا ، بدون أن يتعرض للمعاناة النفسية والجسمانية .

    تذكر دائما أن مرض الفصام لا يتدخل ويؤثر على مستوى ذكاء الفرد . وإذا استمر الآباء في " إعطاء كل ما لديهم " وحرق أعصابهم وأنفسهم في خدمة المريض فأنهم سيكونون غير مفيدين لأي أحد أو للمريض شخصيا 

    وبالإضافة لذلك فأن المريض سوف ينتهي به الأمر إلى الإحساس بالذنب الشديد بدون داعي بسبب تضحياتهم الغير مطلوبة : 

    يجب على الأسر أن تنال حقوقها الآن من أجل مصلحة المريض على المدى الطويل ومن المفيد على جميع أفراد الأسرة أن يطورا حياتهم الاجتماعية خارج المنزل حتى لو كانت بسيطة. 

    من الصعب دائما أن نترك المريض يذهب بمفرده ولكن أن نتركه يذهب ويخرج بالتدريج …. من الممكن أن تكون الخطوة الأولى للحياة المستقلة الناضجة. 

    الخروج من المنزل ضرورة هامة لكل الناس .مهما كانت درجة المحبة والقدرة على العناية والعطاء فأن الآباء مع مرور الزمن سوف تقل قدرتهم على العناية والدعم مع تقدم السن - ولا أحد سيخلد للابد - ولذلك من الأفضل التخطيط لوجود حياة مستقلة للمريض عند سن معقولة . 

    من الأفكار المفيدة لبعض المرضى محاولة الحياة خارج منزل الأسرة ولو كتجربة في البداية…. وإذا لم تنجح الفكرة والمحاولة فأنهم يمكنهم العودة مرة أخرى للمنزل لفترة قصيرة ثم يعيدوا التجربة مرة أخرى . 

    يجب على الجميع أن يعلموا بوضوح أنها مجرد بداية…..، لماذا ؟… لأنه لو لم تنجح التجربة فلن يشعر أحد أن كل شىء وكل عمل يقوم به المريض هو عمل فاشل .


    --------------------------------------------------------------------------------

    دور الأسر في علاج مرض الفصام 
    أظهرت الأبحاث التي أجريت على اسر مرضى الفصام أن المناخ الأسري الصحي له دور كبير في تحسين فرص استقرار المرضى ومنع انتكاس المرض.

    ولذلك فأن الأسرة تستطيع أن تلعب دور كبير من كل النواحي في مساعدة المريض بالفصام. إذا كنت مهتم بمشكلة مرض الفصام في أسرتك فأن عليك أن تعلم بعض الأساسيات عن المرض.

    1) العلامات المنذرة :
    إذا ظهرت بعض التصرفات الفظة من المريض فأنه من المفيد أن تبحث عن النصيحة الطبية . بعض النوبات الحادة تحدث فجأة واحيانا تظهر الأعراض خلال فترة من الزمن .

    الأعراض التالية من الأعراض الهامة للمرض : 
    * تغيير واضح في الشخصية 
    * الإحساس الدائم بأنه مراقب 
    * صعوبة التحكم في الأفكار 
    * سماع أصوات أو كلام لا يستطيع الآخرون سماعة 
    * زيادة الانعزال عن المجتمع 
    * مشاهدة أو رؤية أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها 
    * التحدث بكلمات لا معني لها 
    * المبالغة في التصرف مثل التدين الشديد 
    * الغضب بدون مبرر مع الخوف الشديد 
    * عدم النوم والهياج 

    ويجب أن نعلم أن وجود هذه الأعراض أحيانا لا تجزم بوجود مرض الفصام لانها قد تكون بسبب وجود مرض آخر مثل الإدمان على العقاقير أو بسبب مرض عضوي في الجهاز العصبي أو بسبب اضطراب عاطفي شديد "وجود حالة وفاة في الأسرة على سبيل المثال"

    (2) الحصول على العلاج :
    خذ المبادرة - إذا بدأت أعراض المرض في الظهور فأبحث عن الطبيب المتخصص في علاج المرض - إن أفراد الأسرة هم أول من يلاحظ ظهور الأعراض المرضية وتذكر أن المريض إن كان يحس أن الهلاوس والضلالات شيء حقيقي فأنه سوف يرفض العلاج. 

    ساعد الطبيب بإمداده بكل ملاحظاتك عن الحالة المرضية للمريض - حاول أن تكون دقيقا في وصفك للأعراض المرضية ، ومن الممكن أن تدون تلك الملاحظات وتقدمها للطبيب لان تلك الملاحظات قد تساعد على دقة تشخيص الحالة المرضية . 


    (3)المساعدة في تقديم العلاج :
    العلاقة بين الطبيب والمريض علاقة هامة ويجب أن تكون علاقة يسودها الخصوصية وحفظ أسرار المريض التي يبوح بها للطبيب ،ومع ذلك فأن للأسرة الحق في معرفة بعض المعلومات عن حالة المريض التي تساعدها في تقديم الرعاية والعلاج المناسب . إن جزء كبير من مهمة الطبيب هو محادثة وشرح وتوجيه أسرة المريض القلقة علية . ويعتمد الأطباء النفسيون علي الأسرة للمساعدة في تحسن حالة المريض لأنهم يعلمون أن أي فرد من أقارب المريض يستطيع المساعدة في سرعة التحسن . كيف نتصرف كأقارب أو أصدقاء للمريض ؟ …ماذا نعمله أو نقوله عندما نكون معه له أهميه كبيرة للمريض و لتحسن حالته .

    لذلك يجب أن تناقش المواضيع التالية مع الطبيب المعالج :
    * أعراض وعلامات المرض 
    * المآل المتوقع للمرض 
    * استراتيجية العلاج 
    * علامات انتكاس المرض 
    * المعلومات الأخرى المتعلقة بالمرض 

    ولذلك يجب أن يكون لدى الأسرة ملف يحتوى على معلومات عن المرض يشمل الآتي 
    العلامات المرضية التي ظهرت على المريض 
    كل الأدوية التي استخدمت في العلاج وجرعاتها 
    الأثر العلاجي لكل دواء استعمل 

    (4) علامات انتكاس المرض :
    يجب على الأسرة والأصدقاء أن يكونوا على دراية كافية بعلامات انتكاس المرض التي تظهر على المريض عندما يبدأ في التدهور بسبب ظهور بعض الأعراض المرضية. ومن المهم أن نعلم أن المرض من الممكن أن ينتكس في أي وقت وهذه العلامات تختلف من فرد لفرد واهم هذه العلامات : 

    زيادة الانسحاب من النشاط الاجتماعي 

    تدهور النظافة الشخصية عن معدلها الطبيعي 

    ويجب كذلك أن تعلم أن : 
    الإجهاد والتوتر النفسي يجعل الأعراض تزداد سوءا 
    تقل الأعراض المرضية كلما ازداد المريض في العمر 


    --------------------------------------------------------------------------------

    بعض التوجيهات و النصائح عن التعامل مع المريض النفسي

    أولا : تعرف على شعورك نحو المريض النفسي : 
    هل أنت خائف من المريض ؟ هل تخشى أن يؤذي أحد أفراد أسرتك ؟ 

    هل تخشى أن يؤذى نفسه ؟ 

    إذن تكلم عن خوفك مع الطبيب أو الأخصائي الاجتماعي أنه سوف يكون صادقا معك إذا سألته… إذا كان هناك أي سبب للخوف فسوف يخبرك عنه ، وكذلك سوف يساعدك لاتخاذ احتياطات ذكية ضد هذه المخاطر. ولكن إذا لم يكن هناك سبب كبير للخوف، وهذا هو الغالب فان طمأنته لك سوف تساعد على تهدئة المخاوف التي لا داعي لها . 

    هل تشعر بالذنب تجاه المريض لبعض الأسباب ؟… هل تشعر أنك بطريقة ما تسببت في حدوث المرض ؟ …هل تخشى أنك تسببت في إضافة ما جعله مريضا ؟ انك بالتأكيد لا تساعد المريض بلوم نفسك والنظر في الأشياء التي فعلتها خطأ … كل هذه الأفكار يجب أن نتكلم عنها مع الطبيب أو الأخصائي النفسي أو الاجتماعي . 

    المرض النفسي من الممكن أن يقلب ويهز حتى أكثر الأسر استقرارا وصفاء . انه يكون مثل الحمل المفزع للأسرة …والإحساس بالحنان القليل تجاه المريض له ما يبرره. ولكن الشفقة من الممكن أن تؤدي بك إلى أن لا تعمل الأشياء التي عليك عملها، أو أن تعمل أشياء تندم عليها فيما بعد. 

    وفي بعض الأحيان قد يشعر بعض الأقارب بالحسد من المريض. مثلا الأخ قد يشعر بالغيرة من أخيه المريض لعدم تحمله المسئولية ولكل العناية والرعاية التي يحصل عليها من الأهل والأطباء وأعضاء المستشفي .وإذا كانت لديك هذه الأحاسيس فحاول أن تواجه نفسك … إذا علمت موقف المريض حقا فان حسدك سوف يذوب سريعا . 


    ثانيا: عند عودة المريض من المستشفي للبيت :
    عند عودة المريض للبيت وأثناء فترة النقاهة تكون هناك مشاكل عديدة يجب مواجهتها . أي مريض سواء حجز بالمستشفي بمرض نفسي أو عضوي يكون عادة غير مطمئن عند مغادرته للمستشفي . الخروج من جو المستشفي الآمن الهادئ يكون مجهدا لأنه في أثناء العلاج بالمستشفي كان الانفعال والتوتر بسيط بحيث يمكن تحمله ولذلك في خلال الأيام والأسابيع الأولى في المنزل يجب على الأسرة أن تحاول أن تعطي بعضا من الحماية التي كان يحصل عليها وأن تعود نفسها على متطلبات المريض . الأشياء التي قد تبدو بسيطة مثل الرد على التليفون ومصافحته الناس أو التخطيط للواجبات قد تكون مقلقة للشخص الذي خرج حديثا من المستشفى . والأقارب لهم دور هام في مرحلة النقاهة ، أن عليهم أن يلاحظوا أن علاج المستشفى يشفى الأعراض المرضية التي تقعد المريض ولكن من الجائز الا يشفى المرض نفسه.. هذا لايعنى أن المريض لا شفاء له ولكن يعنى أنه لم يشف تماما. 

    أثناء الأيام الأولى في البيت يكون المريض متوترا ومن الممكن أن تظهر بعض أعراض المرض مرة أخرى إذا تعرض المريض لضغوط شديدة . أسرة المريض يجب أن تلاحظ هذا وتعد الأشياء بحيث لا تكون ضغوط الحياة اليومية فوق طاقة المريض في حالته الحالية.ليس من السهل أن نعرف الحد الأدنى والأقصى الذي يستطيع المريض تحمله ولكن يمكنك أن تعرف ذلك بالتعود 

    وهناك بعض الأشياء التي يجب تجنبها مثل:

    1) الاختلاط المبكر مع عدد كبير من الناس: المريض يحتاج للوقت للتعود على الحياة الاجتماعية الطبيعية مرة أخرى ولذلك لا تحاول أن تحثه على الاختلاط لأنه سوف يضطرب أسرع بهذه الطريقة …ومن الناحية الأخرى لا تتجاوز المعقول وتعزله من كل الاتصالات الاجتماعية.

    2) الملاحظة المستمرة : إذا كان المريض مشغولا ببعض الأعمال لا تحاول مراقبته باستمرار لأن ذلك يجعله عصبيا وهذا ليس مطلوبا .

    3) التهديد والنقد : لا تحاول تهديد المريض بعودته للمستشفى ،ولا تضايقه وتنقد تصرفاته باستمرار وبدون مبرر كاف .

    4) عدم الثقة في استعداده للعودة للبيت : ثق في المريض واحترم رأى الطبيب المعالج في إمكان عودته للبيت .

    ثالثا : ظهور التوتر والتحسن أثناء فترة النقاهة :
    واحد من الأشياء التي من المحتمل أن تواجهها العائلة هي التصرفات غير المتوقعة من المريض وهذا أحد الفروق الهامة بين الأمراض النفسية والجسمانية . المريض الذي كسرت ساقه يحتاج إلى فترة علاج بسيطة يعقبها فترة نقاهة بسيطة ، ولكن المريض النفسي يبدو يوما ما حساسا ولا يعانى من التهيؤات ثم في الفترة التالية مباشرة يمكنه أن يشكو من المرض ثانية …متهما زوجته بأشياء يتخيلها … شاكيا أنه لا يحصل على العدل في عمله أو أنه لا يحصل على النجاح الذى يستحقه في الحياة.

    بالنسبة للأقارب كل هذه التصرفات معروفة لهم فقد شهدوه من قبل في المرحلة الحادة لمرضه والآن ها هي تصدر ثانية من شخص المفروض أنه أحسن !… الألم والحيرة تجعل بعض أفراد الأسرة يأخذ موقفا سلبيا لأى محاولة لعودة المريض للإحساس الطبيعي… ولكن ببعض كلمات هادئة لشرح الحقيقة وبتغير الموضوع بطريقة هادئة ثم العودة فيما بعد لشرح الحقيقة سوف تمنع المرارة وتساعد المريض على تقبل الواقع.

    فترة النقاهة تحدث فيها نوبات من التحسن والقلق خصوصا أثناء المرحلة الصعبة الأولى للنقاهة- بينما المريض يتعلم كيف يلتقط الخيوط للعودة للحياة الطبيعية مرة أخرى - لذلك يجب على الأسرة أن تتحمل إذا ظهر تصرف مرضي مفاجئ في مواجهة حادث غير متوقع .

    رابعا : لا تسأل المريض أن يتغير 
    لا فائدة من أن نطلب من المريض أن يغير تصرفاته ، انه يتصرف كما يفعل لأنه مريض وليس لأنه ضعيف أو جبان أو أناني أو بدون أفكار أو قاس… أنه لا يستطيع كما لا يستطيع المريض الذي يعانى من الالتهاب الرئوي أن يغير درجة حرارته المرتفعة . لو كان عنده بعض المعرفة عن طبيعة مرضه - ومعظم المرضى يعلمون بالرغم من أنهم يعطون مؤشرات قليلة عن معرفتهم للمرض - فانه سيكون مشتاقا مثلك تماما لأنه يكون قويا وشجاعا ولطيفا وطموحا وكريما ورحيما ومفكرا ، ولكن في الوقت الحالي لا يستطيع ذلك. هذا الموضع هو أصعب شئ يجب على الأقارب أن يفهموه ويقبلوه ولا عجب أنه يأخذ جهدا كبيرا لكي تذكر نفسك أنه" المرض" عندما تكون مثلا الهدف لعلامات العداء المرضية من الأخت، أو عندما تكون الوقاحة والخشونة والبرود هو رد أخيك لكل ما تقدمه وتفعله له. ولكن يجب أن تذكر نفسك دائما أن هذا هو جزء من المرض.

    خامسا : ساعد المريض لكى يعرف ما هو الشيء الحقيقي :
    المريض النفسى يعانى من عدم القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي . ربما يعانى كذلك من بعض الضلالات (الاعتقادات الخاطئة ) …ربما يعتقد أنه شخص آخر وأن شخصا ما مات منذ فترة ما زال حيا أو أن بعض الغرباء يريدون إيذاءه .. انه يدافع عن هذه المعتقدات الخاطئة بالطريقة التى قد يدافع بها أى فرد منا بعناد ومكابرة عن شئ غير متأكد من صحته ..من وراء دفاع المريض حيرة ما بين الحقيقى وغير الحقيقى . انه يحتاج مساعدتك لكى تظهر الحقيقة ثانية أمامه. ويحتاج أيضا أن تجعل الأشياء من حوله بسيطة وغير متغيرة بقدر الإمكان. وإذا ظل يراجعك مرة بعد مرة عن بعض الحقائق الواضحة، يجب أن تكون مستعدا بسرعة وبصبر وحزم بسيط لكي تشرح له الحقيقة مرة أخرى ، يجب ألا تتظاهر بقبول الأفكار المرضية والهلاوس كحقيقة واقعة ،وفى الجانب الآخر لا تحاول أن تحثه على التخلص منها .ببساطة قل له أن هذه الأفكار ليست حقيقة ودع الأمر عند هذا الحد من المناقشة . عندما يفعل أشياء لا تقبلها لا تتظاهر بقبولها. إذا تضايقت من سلوكه قل له ذلك بصراحة ولكن وضح له أنك متضايق من سلوكه وليس منه شخصيا ، وعندما يقوم بسلوك لا يتنافى مع الواقع يجب أن تكافئه عليه .

    لكي تساعده على معرفة الحقيقة يجب أن تكون صادقا معه ، عندما تحس بشىء ما لا تخبره بأنك تحس بشىء آخر. عندما تكون غاضبا لا تقل له أنك لست غاضبا .

    تجنب خداعه حتى في المواضيع البسيطة .. من السهل خداع هؤلاء المبلبلين ولكن كل خدعة تجعل التعلق الضعيف بالحقيقة أقل يقينا …وإذا لم يجدوا الحقيقة والواقع بين هؤلاء الذين يحبونهم فأين يجدونها ؟ 


    سادسا : لكى تخرجه من عالمه الداخلي :
    نتيجة للمرض النفسي فان المريض يرغب في العزلة التي تبدو له سهلة وأكثر أمانا. المشكلة التي يجب عليك مواجهتها هي أن تجعل العالم من حوله أكثر جاذبية . هذا سوف يتطلب تفهما وإدراكا من جانبك . إذا ابتعدت عنه أو تجاهلته أو تكلمت عنه في وجوده كأنه ليس موجودا… عندئذ فانه سوف يكون وحيدا ولن يجد في نفسه حافزا لكي يشارك في الحياة من حوله. وفي الجانب الآخر إذا دفعته في وسط الحياة الاجتماعية بينما يشعر هو بالخوف من مقابلة الناس الذين لا يعرفهم ،وإذا لم يستطع التحمل فان ذلك سوف يدفعه للعودة إلى عالمه الداخلي والانطواء مرة أخري.

    يجب أن ننتظر ونأخذ الإشارة منه أولا.. . مثلا إذا أراد زيارة الأهل والأصدقاء فيجب أن تسمح له ولكن بدون اندفاع . و إذا دعاه بعض الأقارب إلى الزيارة وتناول الغداء ووعد بتلبية هذه الدعوة ووجدت أنت أنه غير مستعد لهذه الدعوة فيجب أن تتدخل بهدوء لمساعدته في التخلص من هذه الدعوة بدون إحراج له.

    اذهب معه إلى الأماكن العامة الهادئة وافعل الأشياء التي لا تكون مثيرة أو مقلقة أكثر من اللازم مثل مشاهدة مباراة الكرة في التليفزيون بهدوء وبدون انفعال . شجعه على متابعة الهوايات والمشاركة فيها إذا رحب بذلك.


    سابعا : أعط حوافز في جرعات صغيرة :
    يجب أن تعطى المريض حوافز بصورة منتظمة إذا بدأ يخرج من عزلته ولكن يجب أن تكون الحوافز مستحقة ، فانك عندما تكافئ شخصا غير جدير بهذه المكافأة فان هذه المكافأة تكون مؤذية ومهينة . وربما يفرح بهدية لا يستحقها في البداية لكنه بعد ذلك سوف يفقد الثقة حتى إذا كان يستحق المكافأة بحق

    ثامنا : المحافة على احترام الذات مع المريض :
    يجب أن تشجع المريض لكي يساعد نفسه قدر المستطاع . لا تدلل المريض وفى الوقت نفسه لا تدفعه إلى مواقف أو أماكن من المؤكد أن يفشل فيها. ويجب ألا تجعل أفكار المريض موضع سخرية ، وعندما لا تكون موافقا على أفكاره أظهر ذلك بطريقة تسمح له بالمحافظة على كرامته . أعطه الاحترام بأن تصمم على أن يحترمك شخصيا. كإنسان ناضج فان له الحق أن يتوقع منك أن تطبق تصرفات الكبار على تصرفاته بالرغم من كونه مريضا . إذا أهانك يجب أن تخبره بأنك قد أهنت وأنك لا ترضى عن ذلك .

    تاسعا : قف بثبات في تعاملك معه :
    لا تسمح للمريض بان يستخدم مرضه لكي يحصل علي ما لا يستحقه … هل هذه النصيحة غريبة ؟ … معظم المرضى المتحسنين يعانون من بعض الصعوبة في العودة للحياة الطبيعية مرة أخرى . المرضى بعد حصولهم على الرعاية الطبية يكونون خائفين من مواجهة متطلبات الحياة مرة أخرى .وفى محاولتهم لكي يظلوا معتمدين وتحت الرعاية التي لا يحتاجونها يحاولون اللعب على عواطف الناس من حولهم . السماح لهم باستغلال مرضهم بهذه الطريقة يكون عبئا على من حولهم ،ولذلك يجب على الأقارب أن يقفوا بحزم ضد رغبات المريض بحيث يستطيع أن يقف على قدميه مرة أخرى . عندما يشك الأقارب في حاجة المريض إلى بعض الرعاية الخاصة فيجب عليهم الاتصال بالطبيب .



    --------------------------------------------------------------------------------



    ملاحظات هامة لأهل المريض 
    1) حافظ على عهودك للمريض دائما . إذا وعدت المريض بأن تأخذه إلى مكان ما مثل النادي أو السينما فيجب أن تفي بوعدك حتى إذا كان ذلك مرهقا لك.

    2) يجب التأكد من أن المريض يتناول الدواء الموصوف له بالروشته الطبية في مواعيدها حتى لو كان معترضا عليها وحتى لو كان يبدو متحسنا ولا يحتاج إليها ،لأن الطبيب يعلم ما هو الأفضل للمريض وأين مصلحته ،ولذلك فان إرشاداته يجب أن تنفذ بدقة.

    3) إذا كان هناك مواعيد محددة ودقيقة للمريض لمقابلة الطبيب يجب التأكد من المحافظة على تلك المواعيد حتى لو كان المريض لا يريد أن يذهب في المواعيد المحددة للطبيب وعلى الجانب الآخر لا ترهقه.

    4) اجعله يعرف أنك تساعده في الكبيرة والصغيرة وأنك سوف تكون دائما بجانبه لمساعدته عندما تستطيع وأنك لن تتخلى عنه.

    5) إذا كانت لديك أسئلة عما يجب أن تفعله للمريض اتصل بالطبيب أو الأخصائي الاجتماعي في المستشفى أو العيادة للاستفهام عنها 

    العودة للعمل :
    إذا كان المريض له وظيفة قبل مرضه فأنه يجب أن يعود للعمل مرة أخرى بمجرد تحسنه بدرجة كافية لان البقاء في المنزل أو حوله في فراغ من الممكن أن يؤدى إلى تحطيم الروح المعنوية لديه . أداء أي نوع من العمل يعد أفضل له من الراحة النفسية لأن وجود الوظيفة أو العمل يؤثر كثيرا في إحساسه بالثقة في النفس والصحة النفسية.

    في العمل :
    الزملاء في العمل يستطيعون مساعدة المريض النفسي باتباع هذه القاعدة البسيطة : عاملة كما تعامل الشخص الذى أدخل المستشفى للعلاج من أى مرض عضوي… اجعله يحس كأنه فرد عادى في العمل… أشعره بالود والصحبة والثقة. أنه سوف يحتاج للصداقة مثل أى فرد آخر.

    لا تدلل المريض بمحاولة أن تحميه من المسئوليات والأعمال الشاقة وأعطه الفرصة لكي يشارك فيها ، لا تكن شكاكا فيه وتتوقع منه أن يعمل أشياء غريبة. إذا كنت متوقعا منه ذلك فان أى عمل عادى منه سوف يبدو لك غريبا وإذا عمل شيئا خارجا بعض الشئ عن الطبيعي فتذكر أن أي فرد منا من الممكن أن يعمل ذلك .

    الأفضل أن تقابله كأنك لم تسمع أو تعرف أنه كان مريضا نفسيا من قبل. لا تضع القيود على كلماتك بأن تخشى أن تقول أي كلمة مثل كلمة ( جنون أو مريض ) أمامه ، فقط تكلم كما تتكلم مع أى فرد آخر .

    عندما يرجع للعمل مرة أخرى بعد العلاج عرفه نظام العمل الكامل حتى يكون متأقلما مع نظام العمل الروتيني. إذا كان في المستشفي لمدة طويلة فان التأقلم سوف يستغرق مدة أطول بعض الشيء. 


    مسئوليات هامة
    المرض النفسي مثل المرض الباطني في بعض النواحي ولكن في نواح أخرى يكون مختلفا . واحد من أهم الاختلافات هو الاعتماد الكبير للمريض النفسي على النية السليمة والصداقة التي يظهرها الآخرون. 

    تحسن الحالة أو تدهورها يعتمد إلى حد كبير على المناخ الاجتماعي والعاطفي الذي يظهره الناس من حوله . أن الناس هم أهم دواء له. 

    إذا أحس أنه عليه أن يخفى كونه مريضا عن الزملاء في العمل أو مع الجيران والأصدقاء ، وإذا رأى أن مرضه قد جلب العار على أسرته فأنه سيكون أكثر من يائس لأنه حرم من الاتصال الإنساني العاطفي الذي يحتاج اليه لكي يظل متحسنا. 

    في المستشفيات والعيادات يصف الأطباء ويخططون العلاج لكي يقللوا من إحساس المريض بالعزلة ولكي يزيدوا الثقة في النفس وفي الآخرين ،ولكن عندما يعود لأسرته وعمله ومجتمعه من اللازم أن يجد الناس الذين سوف يساعدونه لكي يحس بالراحة والذين لن يتصرفوا معه تصرفات تؤدى إلى فقدان الثقة الجديدة المكتسبة من خلال العلاج النفسي . 

    إن مسئولية صحة المريض العائد للمجتمع تقع على عاتق كل فرد منا سواء كان فردا من أسرته أو عضوا في المجتمع ، من سلوكنا وأعمالنا وطباعنا ، ومن قبولنا أو رفضنا له سوف نؤثر بطريق مباشر أو غير مباشر على صحته وتحسنه .



    --------------------------------------------------------------------------------



    س & ج حول مرض الفصام
    الفصام مرض يؤثر على الشباب في صميم حياتهم ، ويعوق طموحاتهم و آمالهم في مستقبل افضل .ولكن لماذا يحدث مرض الفصام ؟ و هل هناك استعداد وراثي للإصابة به ؟ وهل ظروف البيئة التي تحيط بالإنسان من الممكن أن تؤدى إلى حدوث هذا المرض ؟ … كل هذه الأسئلة يوجهها المريض وأسرته إلى الطبيب ……واليك بعض الأسئلة التي تتردد باستمرار والإجابة عليها :

    ما مدى احتمال إصابتي بمرض الفصام؟
    لا توجد طريقة مؤكدة للتنبؤ بمن سوف يصاب بالمرض . ومع ذلك فأن هناك 1 من كل 100 فرد على مستوى العالم يصاب بالفصام. ولما كان المرض يصيب بعض الأسر فان نسبة تعرضك للمرض ستكون اكبر إذا كان أحد أفراد الأسرة مريض . وعلى سبيل المثال فان النسب كالأتي :- 

    إذا كان أحد الآباء أو الأخوة أو الأخوات مصاب فان نسبة تعرضك للمرض ستكون حوالي 10 %. 
    إذا كان الأبوين مصابين فان النسبة تكون حوالي 40%. 
    إذا كان أحد التوائم غير المتطابقين مصاب فان نسبة إصابة الآخر تكون من 10 - 15 % 
    إذا كان أحد التوائم المتطابقين مصاب فان النسبة تكون من 35-50% 
    إذا كنت حفيد أو أبن عم أو أبن خال أو عم أو خال لمصاب فان نسبة إصابتك ستكون حوالي 3% 
    مرض الفصام لا يفرق بين الجنسين - الأولاد والبنات لديهم نفس النسبة للإصابة بالمرض. 


    --------------------------------------------------------------------------------

    هل مرض الفصام يصيب الأطفال ؟
    نعم… في بعض الحالات النادرة شخصت بعض حالات الفصام في أطفال في سن الخامسة . وعادة يكونون مختلفين عن الأطفال الآخرين من سن مبكر ، ولكن اغلب المرضى لا يظهر عليهم الفصام قبل سن المراهقة وبداية البلوغ .


    --------------------------------------------------------------------------------

    ماذا اعمل ومع من أتحدث إذا كنت أعاني من المرض قبل أن يصبح المرض حاد؟
    إذا كنت تعتقد أن لديك بعض علامات أو أعراض مرض الفصام فانك يجب أن تتحدث مع الطبيب النفسي وهذا شيئ هام جدا لان التشخيص والعلاج المبكر للمرض يؤدى إلى سرعة التحسن قبل أن يصبح مرضا مزمنا .


    --------------------------------------------------------------------------------

    هل استطيع أن انجب أطفال إذا كنت أعاني من مرض الفصام ؟ أم يفضل عدم الإنجاب؟
    مرض الفصام له بعض الأسس الوراثية ، ولكن هذا لا يعني انك يجب ألا تتزوج أو تنجب أطفال وحيث أن كل إنسان يتمنى أن يكون ابا صالحا في المستقبل وان يكون لديه الإمكانية في أن يعول أسرته فلذلك يجب أن تسأل نفسك بعض الأسئلة الآتية :-

    -هل حالتك المرضية مستقرة ؟ وهل تستطيع العمل مدة كاملة -مثل باقي الزملاء- لكي تعول أسرتك؟

    -هل التوترات ومسئولية تربية وتنشئة الأطفال سوف تؤدي إلى انتكاس حالتك مرة أخرى؟

    - ماذا عن أثر الوراثة على الأطفال ؟ ……نسبة إصابة كل طفل بالمرض حوالي 1 من كل 10 أطفال - أما إذا كانت الزوجة مريضة أيضا بالفصام فأن النسبة تكون 2 من كل 5 أطفال .

    -هل شريك حياتك إنسان مسئول وناضج ويستطيع أن يعطي الأمان وجو الطمأنينة للأطفال

    وكما ترى فأن هذه القرارات شخصية حسب كل حالة وتعتمد عليك شخصيا وحسب وضعك الحالي 


    --------------------------------------------------------------------------------

    صديقي يعاني من مرض الفصام - كيف أستطيع المساعدة ؟
    كلنا يحتاج للأصدقاء الذين يصاحبونا في أوقات الشدة وأوقات الرخاء . مرضي الفصام سوف يقدرون صداقتك . انهم دائما منبوذين من هؤلاء الذين يجهلون طبيعة مرضهم . الكثير من مرضى الفصام لديهم مستوى ذكاء مرتفع ولا يستطيع أى فرد - إلا الذين يعايشونهم - أن يميز عليهم أي شىء غير طبيعي في تصرفاتهم.

    انك تستطيع أن تكون صديق حقيقي بأن تحاول تفهم طبيعة مرضهم وان تعلم الآخرين معلومات عن المرض عندما تسنح الفرصة…حاول دائما أن تظهر للناس حقيقة مرض الفصام …حاول أيضا أن تتعرف على أسرة صديقك .على سبيل المثال فأن أسرته سوف تساعدك على أن تتفهم كيف أن صديقك أحيانا يكون في حالة حيرة وارتباك بسبب طبيعة المرض المزمنة … وإذا عرفت ذلك فأنك سوف تساعده بأن تشجعه وتدعمه أثناء هذه الأوقات العسيرة.

    وإذا كنت تخطط لإقامة أنشطة اجتماعية مع صديقك فيجب أن تتذكر : 
    مرضى الفصام يحتاجون لوجود جدول ينظم حياتهم وان ينالوا قسط وافر من النوم والراحة . 

    بسبب وجود بعض الأوقات التي يعاني فيها المريض من الاعاقه الفكرية فان الدراسة والاستعداد للامتحانات يجب ألا تترك حتى اللحظة الأخيرة . 

    استخدام العقاقير الممنوعة شىء خطير جدا لأنه قد يؤدى إلى انتكاس المرض. 


    --------------------------------------------------------------------------------

    هل استخدام العقاقير الممنوعة يؤدي لمرض الفصام؟
    لا… إن استخدام العقاقير الممنوعة التي تؤدي للإدمان لا تؤدي بالضرورة لمرض الفصام، ولكن أحيانا تؤدي تلك العقاقير إلى ظهور أعراض شبيهه لمرض الفصام في بعض المتعاطين ولذلك يظن البعض أن مرضى الفصام يعانون من المرض بسبب تعاطي بعض العقاقير .

    " الأصدقاء المخلصين لا يضغطون مطلقا على أصدقائهم لتناول المخدرات ".


    هل استخدام العقاقير الممنوعة يؤدى إلى زيادة احتمال الإصابة بالفصام إذا كان هناك تاريخ مرضى بالأسرة ؟
    تشير الدلائل الطبية انه إذا كان هناك استعداد مرضي Predisposing factors للمرض فان استخدام بعض العقاقير المخدرة مثل الحشيش والبانجو من الممكن أن تؤدى إلى ظهور نوبة فصامية . وهذه النوبة من الممكن أن تنتهي عند التوقف عن التعاطي ومن الممكن أيضا أن تستمر . ولذلك فإذا كان هناك تاريخ اسري لمرض الفصام في عائلتك فان عليك أن تتوخى الحذر تجاه استخدام المخدرات .


    ماذا عن استخدام الكحوليات والتبغ؟
    استخدام الكحوليات مع العلاج النفسي شيئ خطير لان الكحول مادة مثبطة على الجهاز العصبي ومن الممكن أن تهدد حياة المتعاطي إذا تناولها مع العلاج النفسي لأنها تضاعف تأثير الدواء وتؤدي إلى نتائج خطيرة .

    كذلك فان استخدام كميات كبيرة من التبغ (السجائر والدخان ) والقهوة وأدوية البرد من الممكن أن تؤدى إلى ظهور أعراض مرض الفصام.


    --------------------------------------------------------------------------------

    هل مرض الفصام مرض حديث ؟
    بالرغم من أن مصطلح " الفصام" لم يستخدم إلا في بداية القرن العشرين إلا أن هذا الاضطراب العقلي كان موجودا منذ فترات طويلة وفي جميع المجتمعات .

    وقد عرف الأقدمون هذا المرض منذ تاريخ بعيد ووصفوه بعدة طرق وكان المرض العقلي- أو " الجنون" كما كان يطلق عليه قديما في المجتمعات الغربية- لا يعتبر مشكلة صحية ولكنه نوع من أنواع السحر ، حتى كان بداية القرن 19 عندما بدأت النظرة الإنسانية نحو المرض العقلي وبدأ في تقديم خدمات إنسانية وعلاج لهؤلاء المرضى بعد أن كانوا يوضعون في السجون وكان العالم النفسي السويسري ( بلوير) أول من أطلق مصطلح الفصام سنة 1911 وكلمة الفصام أو سكيزوفرنيا تتكون من كلمتين سكيزSchiz) ) ومعناها الانفصام وفرنيا Phrenia)) ومعناها العقل أى انقسام أو انفصام العقل وليست الشخصية كما يعتقد الكثيرون.


    هل مرضى الفصام من الممكن أن يصبحوا عدوانيين؟
    بالرغم من أن وسائل الأعلام والصحف تميل دائما للربط بين الأمراض النفسية والعنف الجنائي فان الدراسات المختلفة أظهرت - إذا نحينا جانبا هؤلاء الذين لديهم سوابق عنف قبل ظهور المرض أو دخول المستشفيات -أن نسبة العنف تكاد تكون متقاربة بين المرضى النفسيين وباقي أفراد المجتمع . 

    والدراسات ما زالت مستمرة لتوضح وتصحح مفاهيمنا عن بعض الأمراض النفسية ومدى وجود درجة من درجات العنف في كل مرض على حده . ولكن بالتأكيد فان معظم مرضى الفصام غير عدوانيين ولا يميلون للعنف وذلك لأنهم دائما يفضلون الانطواء والعزلة . وهناك بعض الحالات الحادة المضطربة تصبح في حالة هياج واندفاع ولكن هذه النوبات أصبحت اقل بعد ظهور برامج العلاج الحديثة واستخدام الأدوية المضادة للذهان . وهناك اتفاق عام على أن أعنف الجرائم لا ترتكب بواسطة المرضى الفصاميين وان أغلب المرضى الفصاميين لا يرتكبون جرائم عنف.

    11111

    جديد الموقع

    Search

    القران الكريم

    اخر التعليقات

    ارشيف انا والحياة

    سجل الزوار

    سجل الزوار

    زوارنا